الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة..
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة..
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي13
لكم أكتب.. في الرقص مع الكلمات وعبر الصور!
إلى من يهمه الأمر...
ذكرنا
في مقدمة مقال: من النور إلى الظلام؛ من العتمة إلى الهلاك! بأن:
قوة
الفن الخام- الأصيل- بكافة أشكال الفنون؛
تُقاس حين تجعل ذهنك يندفع ويلمع ويشّع.. فيتحرك قلبك.. لتتفتح الأفكار.. ويزداد الوعي..
فتنمو السلوكيات وتتطور وترتقي؛ لتصبح مظاهر سلوكية فعلية مترجمة على أرض الواقع؛ وفي
المجتمع..
وفي
مقال؛ الرحمة مقصد العدالة والإنسانية..
قلنا:
انظروا
إلى كل هذا الجمال ملياً؛ وسترون أنه لا يُشترى بالوزن! والملموس المادي منه!
لأن
الجمال صناعة الجميل نفسه! فهو ينذر ويتوهج ويشّع أكثر مما يعد ويبدو!
صمت الجمال يُثري أكثر من كل تلك الفصاحة.. ومهما تخيلناه وجسّدناه فيما نذهب بهِ بعيداً - حتى باستثناءات إبداعات الخلق والإنسان!
لأنه سيكون أضعف من أن يُوفى الجمال حقه... لأنه سيبقى بيننا وبينه حاجز! هو نفسه الفرق ما بين الصورة والحقيقة! ما بين الكلمة والمعنى..
وعليه نتساءل:
لماذا
الفن! ولما الفنون بهذه الأهمية؟
ربما
لأنها تجسّيد للجمال.. ومن صنع وخلق الجميل نفسه.. وهي الحبّْ والحياة..
وربما
لأنها ترتبط ارتباط عضوي وروحي مباشر مع حالة: لغات الجسد المتعددة؛ ونشاط الروح؛ والحالة
النفسية والمزاجية؛ والقوة العقلية؛ والفكرية؛ والإبداعية.....
وهي تعبير صريح تعكس الحالة المجتمعية - المزاج
الاجتماعي؛ أو البيئة الاجتماعية..
وخصوصاً
أنها ترتبط بحالة البداهة الطبيعية الأولى.. والغريزة الخام المترابطة مباشرةً مع
الطبيعة- الأم لنا جميعاً..
فإذا
كانت حواسنا ووعينا متناغمين تماماً مع الطبيعة... وهو
شيء بديهي بعلاقة ارتباط كامل للجنين والأولاد مع الأم...
وإذا
استطعنا التواصل؛ وفهم بعضنا البعض..
فحينها سيكون الفن بجميع أشكاله هو أنا؛ أنت؛ هي؛ هو؛ هنَّ؛ هم؛ نحن الحقيقيين..
وبتعبير
آخر؛ سنكون حينها جميعنا فنانين بطريقة أو بأخرى.. بشكلٍ أو بآخر..
لأننا
في هذه الحالة نصبح واحداً.. أنا هو؛ وهو
أنا..
وكما يقول الحلاج العظيم: " أنا من أهوى؛ ومن أهوى أنا؛ نحن روحان حللنا بدنا.. فإذا أبصرتني أبصرته؛ وإذا أبصرته أبصرتنا.. أيها السائل عن قصتنا؛ لو ترانا لم تفرّق بيننا.. روحه روحي؛ ورحي روحهُ؛ من رأى روحين حلّت بدنا"..
فالفن
هو ما يأخذك بعيداً لتحلّق.. ويأخذك من مكانك إلى مكان آخر.. من ضفة إلى ثانية..
ومن فضاء إلى فضاء؛ ومن عالم إلى آخر؛...
يأخذ
ما ننظر إليه؛ ونقرأ عنه؛ ونسمع بهِ؛ ونشعر بهِ... كل يوم بشكل اعتيادي.. ويرتقي
بهِ ليصبح خارجاً عن المألوف..
كل
فنان يجعل العالم خاصته.. بشكل فريد.. ومميز ومتميز..
وبذلك
يرتقي بهِ.. ويرتقي بنا..
ويوفر
لنا نظرة أوسع وأجمل وأكثر شمولية تتجاوز كل الحدود والمطبات..
فالفن
هو الأسلوب الأكثر فردية كحالة إنسانية وجودية...
ومن
خلال الفن نستطيع الانعتاق خارج أنفسنا.. ونكون على معرفة عظيمة بزوايا نظر أُخرى عند
النظر والتأمل بالكون..
وكل
ذلك يمنحنا تلك النظرة الفنية الخاصة.. والرؤية التي تنتقل بنا من البصر.. لنرى
بالبصيرة وحدها..
عبر
الكلمات.. عبر الصور...
والمسرح؛ والموسيقا؛ والغناء؛ والتمثيل؛ والألوان؛ والنحت؛ والمُجسمات؛ والهندسيات؛ والمعمار؛ والزخارف؛....
وعندما
لا تستطيع التعبير أو الوصف.. فقط حينها يُمكن لك أن تتنهد طويلاً.. لأنه في تلك اللحظة –
هناك ما يُثير الشهقة.. فما نشعر بهِ حينها لا يوصف.. ولا يُمكن وصفه.. والتعبير
عنه...
وأهمية الفنون.. أنها تُنقل لنا من خلال مواهب الفنانين.. وتحدياتهم.. وتجاربهم.. ورؤيتهم
الخاصة.. وطاقاتهم.. وإبداعاتهم...
وتجعلنا
نشعر بأفضل ما لدينا.. ويجعلوننا نود أن نكون أفضل ما نستطيع..
لقد
كانت الفنون عبر تاريخها المرتبط بوجود الإنسان كبداهة أولى إلى يومنا هذا..
التجربة الأغنى والأعظم؛ وما تزال..
نعم؛
حتى في الأسطورة الدينية كانت الآلهة – الله.. تعبير وتجسيد مطلق عن حالة هذه الفن؛ والفنان العظيم..
"ففي
البدء كانت الكلمة – الكلم..." وهذا صحيح..
ولكن
لننظر! ففي قصص الخلق؛ لقد خلق فأبدع بصورة الطبيعة والأرض والجبال والبحار والسماء... ثم استوى-
استراح..
لقد
كان إنسان الكهف وهو تعبير "ابن روحي" عن خالقه.. أول من استخدم لغة
الفنون.. بالإشارة والصوت ورمزيتها.. وبالرسم والتعبير على الجدران.. والصناعة
بأنواعها.. ومن ثم طور فن الكلام هذا؛ لأنه كان يحتاج إلى التواصل أكثر؛ والتفاهم العميق كحاجة
إنسانية ضرورية..
لذا من كانت له الأسبقية؟
أعتقد أن الكلمة والصورة ولدا معاً كتوأم روحي مُتشاطر.. وتزاوجا سوياً.. وكأبوين خلقا
كل الفنون العظيمة الأُخرى...كُلّ الجمال.. كُلّ الحبّْ..
والفنون
عبر تجاربها الفريدة أصبحت كالخلق والولادة والانبعاث من جديد.. فهي من الخالق
نفسه.. وتحولت إلى قوة الخلق..
انظروا
كيف تجاوزت كثير من الشعوب والمجتمعات المنكوبة الحروب والكوارث الطاحنة.. وكيف
نهضت؛ وارتقت؛ وسمت بأنواع الفنون المتعددة.. بقوة
وعظمة الكلمة.. وجمال وطاقة الصورة..
وما تشمله أيضاً من: مسرح؛ وتمثيل؛ وموسيقا؛
وغناء؛ ونحت؛ وأعمال عظيمة؛ وبناء؛ وتصاميم؛ وعمران؛... وحضارة..
لهذا
سنرى ومنذ فجر التاريخ إلى اليوم.. كيف أن جميع الطغاة والمستبدين والديكتاتوريين؛
وكل الأنظمة الشمولية حاربت ولاحقت واعتقلت واغتالت الفنون الحقيقية عبر مبدعيها؛ وما دمرّته منها..
وكيف استبدلتها بالفنون التي تشبه الدبكة الشعبية.. وأمثال الديك؛ والله حيهم..
وإسس... وأشباه وأنصاف الفنانين!! بمختلف صنوف الفن...
لكن! ستبقى الكلمة والصورة... وكل ما صنعته من
أنواع الفنون العظيمة..
الشوكة في حلق الطغاة والمُستبدين..
المخرز في عيونهم..
السيف المُسلط على رِقابهم..
طلقة الرحمة على ما تبقى من أرواحهم العفِنة..
كالأشباح..
ستبقى الفنون كقوة الخلق والانبعاث والولادة من
جديد..
لأنها تُثير الشهقة من شدة الجمال والعظمة..
ولأنها القادرة الوحيدة على أن تُجبر الطغاة
والمستبدين والديكتاتوريين.. أن يشهقوا ليلفظوا أنفاسهم الكريهة الأخيرة..
تابعونا في الرقصة التالية..
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
من الجمال ينبعث الحبّْ؛ من الألم ينبثق النور؛ 30
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18
الإجهاد المُضني؛ والتوتر المُزمن19
'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20
الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21
الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22
النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23
لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24
الحزن ينعي الفرح؛ مرثية الآلام25
المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26
الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27
ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28
أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة29
عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي 37
هتلر الألفية الجديدة؛ ومنظّروا الدول الفاعلة!40
تبّاً للعالم الحرّ! تبّاً للضعفاء؛42
الحرب العائلية الثالثة؛ هتلروف روسيا43
سوريا وأوكرانيا؛ وجه! لا وجهين للمقارنة 44
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!
التدريب والاستشفاء.. حقاً أأنت بخير!
الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
المصير والقدر-
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


