الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!
الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!
لك أكتب.. في التخصّص!
إلى من يهمه الأمر...
لاشك
في أن الحديث حول النظام الكوني – الإلهي الحاكم! والمُسيّر لنظام الحياة! مسألة
شائكة وجدلية برمّتها!
تُثير
الكثير من المخاوف! وربما الخلافات والتناقضات...
وإن
أردنا أن لا نغوص في حيثيات مثل هذه المسائل الجدلية.. وجب علينا التوقف! والتأمل
مُطولاً وكثيراً!!
ولكن
مع ذلك لابد من القول بالحقيقة- حتى
ولو كانت غير مريحة ومقبولة لدى البعض: بأن
هذا النظام برمّته يشوبه شيء من اللامعقولية! واللامنطقية! وكثير من الظلم...
عند
حديثنا عن مسألة الألم مثلاً؛ سواءً الفردي؛ أو الجماعي؛ أو على مستوى البشرية
ككل!
سنجد
أنفسنا أمام حقيقة فجة وبشعة كثيراً!! ألا وهي أن الألم؛ وما يصاحبه من أحزان وأنين
وانكسارات... مسألة حتمية للآسف!
ومع
ذلك يمكننا القول: بأنك لست مسؤولاً عن
كل ما يحدث لك في الحياة من مواقف وأحداث وقصص...
وبالتالي
وبنفس المنطق لست مسؤولاً "كفرد
عادي" عن كل أحداث العالم! وما يحدث من
فظائع ومشاكل وآلام وأحزان ...
وهذه
حقيقة...
على
الرغم من أن تعاني من الألم والحزن والأنين... نتيجة هذا.. سواءً على مستوى شؤونك
الفردية؛ وما يخص حيزك المجتمعي القريب؛ والحياة.. هو شيء بديهي!
أما
على مستوى شؤون وشجون الآخرين والعالم من حولك! وما تراه وتسمع عنه! وتشاهده من
أحداث فظيعة ومؤلمة وغير أخلاقية ولا إنسانية...؛ فشعورك
بالألم والحزن والتضامن ... شيء طبيعي!! ولكن فقط للذين يمتلكون الأخلاق والإنسانية؛
ويتمتعون بمرتبة الكرامة والشرف والواجب.. وغيره الكثير!
وعند
هذا الحد سنقول: بأن الألم - الآلام وما
يرافقها ويصاحبها من مشاعر وأحاسيس سلبية! هي شيء حتمي وقهري!
وبأن
التفاعل معها ربما للبعض بديهي وطبيعي! وربما عدم المبالاة والتضامن من قِبل البعض
الآخر اعتيادي وطبيعي أيضاً!
نعم؛
مشاعرك مهمة كثيراً! والجهر والقول بها؛ والتعبير عنها؛ مهم جداً! وهو مقياس دقيق
للمدى الذي تتمتع بهِ من حياة!
دائماً
ما نعبّر عند حدوث كل ذلك بالقول: هذه هي الحياة.. وهذه هي طبيعتها..
أما
طبيعة العمل في المجال العلاجي؛ وتقديم المساندة والدعم والمؤازرة... فضروري ومهم
جداً؛ لأنه يساعد الآخرين على تجاوز آلامهم! والتعامل مع أحزانهم وانكساراتهم...
ولكن
قولنا بأنه كان من الأفضل عدم وجود هذا الحتمي والألم من الأصل... يريحنا أكثر!
ومع ذلك سنستطرد هنا:
بأن
المعاناة التي تُصاحب الألم والحزن وغيره.. هي أمر اختياري.. تستطيع السيطرة عليها!
والتحكم بها!
ولا
نقصد عدم التفاعل مع الألم والحزن.. وإنما نقصد المعاناة طويلة الأمد التي ستترك
آثارها كالندوب الدائمة التي لن تزول عن روحك! وستشعر بثقلها ووزرها على كاهلك
وحياتك طالما أنت حي...
نعم؛
أنت لا تستطيع التحكّم بكل الأحداث السيئة التي تحدث لك وللعالم من حولك.. وهذا
أمر حتمي..
ولكن
تستطيع؛ ويمكنك التحكّم بتأثيرها عليك؛ ومدى هذا التأثير؛ والآثار التي ستتركها
عليك.. وهذا أمر اختياري..
وفي
لحظةٍ ما! ستلاحظ الصراع الكبير الذي سينمو بداخلك! نتيجة كل ذلك... كما نلاحظه
نحن...
صحيح
أنك أحياناً حين تهتم بالآخرين.. فإنك تعاني من الألم والحزن لخسارتهم في حياتك!
ولكن بالمقابل هذا ثمن الفرح أيضاً..
وأن
تذكّر كل تلك اللحظات والأوقات الجميلة التي قضيتها.. سيكون هو ما سيساعدك على
شفاء الألم والحزن..
لهذا
أن يكون لك ذكريات! فهذا معناه أنك كنت حي! وأنك تمتلك تذكرتك للسفر والإبحار
والتحليق دائماً...
فالذكريات
هي ما يبقيك حي.. حتى عندما تفقد الحياة ومعناها...
وعليك الوثوق بما أخبرتك؛ وسأخبرك عنه للتو:
أن
لا تحب أبداً.. أسوء بكثير من الخسارة والألم نفسه...
ويجب
أن تخاطر بالسقوط إذا أردت الطيران... أو النهوض والاستمرار..
واعلم
أن بداخلك - كما كل شخص-
شيء من الشرور والسلبية؛ وهذا من طبيعة تكوين الحياة والإنسان..
والتخلّص
منه ليس الحل بالتأكيد.. وإنما بتقبّله وبالتالي ترويضه... والتحكم والسيطرة
بهِ...
وتأكد كل ما أصبح الشر والظلام حالكاً... كل ما زاد
النور توهّجاً في المقابل...
وكل ما عليك فعله حينها هو أن تشعّ من داخلك بهذا
النور المتوهّج! فيضيء لك! وعلى الآخرين...
وبالطبع تعلم قولنا الدائم:
لن نتركك تسير لوحدك أبداً.. إن أردت أنت ذلك!
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!
التدريب والاستشفاء.. حقاً أأنت بخير!
الليالي المُظلمة للنفس– المخاض الكبير؛ 46
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
قوة الإيحاء الخفي! العقل الباطن
👀 الجنسانية! وثقافة التربية الجنسية
مُسببات الوهم! لماذا تقتلون أبنائكم والحياة؟
الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
المصير والقدر-
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


