المثالية! التغيير ونقائضه!
المثالية! التغيير ونقائضه!
لك أكتب.. في التنوير
إلى من يهمه الأمر..
عندما
ندرس؛ أو نختصّ؛ نقرأ؛ نطّلع؛... على التاريخ والاجتماع .. نكون بذلك ندرس التغيير
بحد ذاته!
ونتعرّف
على مدى التقدم؛ والتطور؛... الحاصل على مر العصور والمجتمعات في أطر التاريخ! وهذا
أفضل ما في الأمر!
إن
الحقيقة الثابتة الوحيدة في التاريخ والمجتمعات والحياة؛ هي حقيقة وجود التغيير!
لا سواه..
علماً
أن ليس كل تغيير هو تقدم! وليس كل تغيير هو تطور للأفضل!
صحيح
أن التغيير حركة دائمة إلى الأمام.. ولكن في نقائضها ومنعكساتها سنرى غير ذلك!
مهما
كان شكل التغيير الحاصل (دائري؛ حلزوني؛ متذبذب؛ متماوج؛ حلقي؛ ...).
على
الرغم أننا نميل للقول: أن التغيير الحقيقي دائماً ما يأخذ الشكل الحلزوني..
والتغيير
يخضع في المبدأ إلى وجود نقيضين تماماً!
أي
شيئين مندفعان نحو بعضهما في اتجاهات متعاكسة! يحملان تفكيران مختلفان!
والفائدة
منه سيكون لإثارة الأفكار؛ خصوصاً الملهمة! وليست مجرد سرد للوقائع والحقائق والتواريخ..
والهدف:
معرفة الأسباب والنتائج! والتعرّف على المعنى! والمغزى! والتجربة! والخبرات..
واستلهامها!
التغيير
المجتمعي يخضع لمبدأ التناقض العكسي – وجود النقائض!
أي وجود قوتان متعاكستان في الشدة! والاتجاه! والمنحى! والهدف! والغاية!....إلخ. ولكنهما ليستا متعادلتان!
وطالما أنه لا غلبة لإحداهما على الأخرى فالتغيير سيبقى بطيءً! ومتوافق مع المنظومة
العامة!
وما
أن تصبح إحداهما الأقوى ستؤول الغلبة لها.. وهنا تكون نقطة التحول باتجاه
التغيير.. إما للأفضل أو للأسوأ!
أي
خلق ولادة جديدة!.. جميلة؛ أو مشوهة!
وهذا
المبدأ ولّد كثير من المناحِ غير التفضيلية لدى الكثيرين! وفي حياة الشعوب
والمجتمعات... من خلال الحركات المجتمعية..
لأنك
سترى حركة مجتمعية باتجاه التغيير..
وبالمقابل قوة مهيمنة تؤمن بالستاتيك - الجمود!.. قوى مُحافظة - يمينية لا تؤمن بالتغيير ...إلخ. وقوى رجعية كثيرة ستدعمها! بالإضافة إلى الموروث
بكافة أشكاله!
وهنا
المبدأ يشبه عملية التحدي بالأيدي "المغالبة"..
نقطة
البدء هي في التحدي والتغيير الذي تبديه شجاعة الحركة الأولى.. وستكون نقطة غلبة
لأنها مفاجأة! وغير متوقعة!
على
الرغم من أن كل شيء له قراءة مستقبلية – أو تنبؤ علمي ومنهجي نستطيع استقراءه من
خلال البحث العلمي الصحيح والمتزن منهجياً.. وبالتالي نستطيع التنبؤ بكل شيء من
خلال المؤشرات والإشارات السابقة! وهذه هي مشكلة المجتمعات المتخلفة بأنظمتها
وسياساتها -كونها لا تؤمن ولا تفعّل هذا الدور!
نقطة
التحول هي عند تشابك اليدين في لحظة تاريخية – مجتمعية معينة..
بداية
التغيير هي لمن ستكون الغلبة! وفي أي اتجاه ستنحو... وتسير!
فإن
كانت للأولى سنرى التغيير نحو التقدم المنشود! وربما للأفضل – مع احتساب أنها
ستحتاج إلى وقت طويل لتتموضع وتخلق صنيعتها..
وإن كانت للثانية ومؤازريها.. سيكون التغيير بلا شك نحو الفوضى! التي تبدأ بالمقولات الرنانة والكبيرة! دون أي مغزى! سوى كونها النباح الذي يسبق كل خراب... ورويداً رويداً ستنحو نحو الفوضى العارمة! والخراب الكبير! كما حدث ويحدث في سوريا!! وفي المنطقة...
تلك
الحركة تخلق عندما يصبح شيء! أو كل شيء! كريهاً ويثير الاشمئزاز والامتعاض
والانتقاد.. وعدم القدرة على التحمّل!
ويعجز
كل شخص على أن يكون شريك! أو مشترك في خضم
التفاعل المجتمعي المتنوع! من أبسط دور! إلى أعقده!
يعجز
عن كل شيء حتى المشاركة السلبية! لأن ما يشارك بهِ سيكون هو أنه أصبح جزء من
الفوضى فقط!
وهنا
الإرادة الحرة لأي شخص ستكون الحركة المضادة لتلك الفوضى والتي ستمنعها من التسيّد
والاستمرار.. فيما لو آمن بها كل شخص يمتلك الإرادة الحرة الحقيقية.. والكرامة
الحقة!
نعم؛
ربما جميعنا نكون بشكل أو بآخر جزء من هذه المنظومة المقيتة والسيئة!
ولكن
هذا لا يعني مطلقاً أن كل شخص لا يستطيع أن يكون معارضاً لها! ولسياساتها!
ولأدائها..
ويدفع
باتجاه التغيير للأفضل من خلال المكانة والدور المجتمعي الذي يقوم بهِ مهما بدى
صغيراً أو بسيطاً.. "في المنزل؛ والمدرسة؛ والحي؛ والمدينة؛ والمجتمع؛ والعمل
الوظيفي؛ والعمل الحر؛ والتعليم؛ والتدريب؛ ...".
نحن
نتغير باستمرار حتى من داخل أنفسنا.. بعد حتى كل عملية شهيق وزفير نقوم بها أثناء
التنفّس!
نعم؛
هناك تغييرات لا يمكن لنا التحكّم بها! ولكنّها تحصل بالفعل!
وهذا
لا يعني أننا لا نستطيع التحكّم بكثير من التغييرات.. نحن بالفعل نستطيع ذلك!
مشكلة
الأفراد "المثقفين – المتثاقفين" في المجتمعات العربية أن بعضهم يقرأ
ربما! ولكن كثيرون منهم يبقوا مقيدين بالأفكار! وبطياتها؛ وربما البعض يعتنقها! أو
يعتنق أيديولوجياتها! واتجاهاتها ومذاهبها وأحزابها وتياراتها...
وهنا
سيكون استبدل نير بنير آخر! واستبدل قيود بقيود أخرى.. وهكذا. ولكن ربما ما يشعره
بالرضى أنه هو من اختار قيوده التي ستكبّله..
الشعوب
والمجتمعات التي تقدمت بالفعل.. قرأت لكثيرين؛ واستفادت من كل شيء! وكل درس!
وتجربة وخبرة وحركة..
وقامت
بإضفاء وصفتها! وصنع تجربتها الخاصة التي تناسب واقعها ومجتمعاتها..
باختصار ما نريد قوله:
تستطيع
البدء بالتغيير الحقيقي والملموس .. وبشكل يسير وبسيط وسهل!
ولست
مضطر لأن تثور؛ أو تغضب؛ أو تنتمي لحركات وتيارات وأحزاب ثورية! ولا أن تشارك فيها! وفي أعمال ربما لها عواقبها! وبالطبع لأنك تخشى من ذلك ..
هذا
يعتمد عليك أولاً.. فيجب أن تقوم بالتغيير الصحيح والإيجابي من داخلك أولاً..
ثم
قم بأدوارك المجتمعية المتعددة على الوجه الصحيح والطبيعي فقط!
فالتغيير
الصحيح هو التغيير المجتمعي.. من خلال كل فرد يؤمن بالأفضل..
فالمنظومة
السيئة والمهيمنة والسلطوية والديكتاتورية... لن تستطيع معاقبتك لأنك تقوم بأدوارك
المتعددة بشكل صحيح وإيجابي..
وهذه
هي نقطة القوة؛ وكلمة السر الغالبة لصناعة التغييرات الحقيقية؛ وتغيير وجه التاريخ! وقيادة
المجتمع إلى التطور والمزيد من النضوج والصحة! حتى لو صاحب بعضها بعض الصدامات
والعنف فهذا شيء طبيعي وبديهي..
القادة
المجتمعيون؛ المثقفون الحقيقيون؛ هم من يستطيعوا مساعدة شخص واحد! أو مجوعة أشخاص!
عندما
تستطيع ذلك! فهذا معناه أنك أطلقت الشرارة لخلق حركة مجتمعية رائدة في المجتمعات!
تستطيع أن تعمل فيما بعد بمبدأ الحركة المتماوجة!
تكون
كمن لامس بركة الماء الساكنة؛ بنقطة حيوية – أطلاق شرارة.. نستطيع منها خلق حركة
حلقات متماوجة .. تشبه التغيير الحلزوني..
ونحن
كبشر دائماً ما سنكون مذنبون؛ بشكل أو بآخر.. فقانون الكون؛ أو الله.. خلق كل شيء بشكل
مثالي!
لكن هل تعرف ماتعني المثالية حقاً؟
المثالية:
صورة كمالية؛ لكنّها بوجهين متناقضين متكاملين تماماً؛ يرسمان الصورة المثالية
معاً..
ولهذا؛
النقائض دائماً ما ستحتاج بعضها البعض لحدوث التغيير..
إن أفضل الكائنات البشرية هو الذي يحاول تحسين سلوكياته وأدائه باستمرار!..
ومن هنا يبدأ التغيير الحقيقي...
هذه هي الحقيقة .. والحقيقة دائماً
ما ستبدو بشعة – قبيحة .. ولكنها تبقى الحقيقة..
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
المصير والقدر-
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


