الواقع والمأمول! الديمقراطيات السفسطائية!
الواقع والمأمول! الديمقراطيات السفسطائية!
لكم أكتب.. في التنوير
إلى من يهمه الأمر...
نرى
ونسمع ونقرأ.. العديد من النقاشات الدائرة! والاقتراحات والأفكار المطروحة.. حول
الواقع والمستقبل السوري؛ والديمقراطيات المأمولة! والعدالة الاجتماعية المكلومة!...؛
وغيرها.
تكلّمنا وبجرأة وجراءة في كثير منها وعنها!
وهذا
شيء صحي! وجيد! ونسعى وسعينا لهُ منذ عهد الديكتاتور الأول.. وصولاً للدك الثاني..
– كونهم يمثّلون كما وصفناهم سابقاً: الشخص والنصف؛ أو ديكتاتور ونصف!
المشكلة
إذا أردنا أن نكون واقعيين! ومنطقيين! ولسنا آملين وحالمين فقط! وهذا
حق أيضاً..
فلنسأل أنفسنا بموضوعية:
هل
هذا ممكن! في ظل الواقع المجتمعي السوري؟ من كافة النواحي! وليس
فقط عند معالجة المسائل والأمور من الناحية- الزاوية السياسية الضيّقة!
ذكرنا سابقاً أن السياسة هي إحدى حوامل
ومستويات الحالة المجتمعية؛ وليس كلها! ولا تُمثّلها بالطبع!
ربما الإجابة البسيطة! كلا!! هذا
غير ممكن في ظل الواقع المجتمعي السوري!!
وربما الإجابة المعقّدة! نعم؛ هذا
ممكن! ولكن يحتاج إلى كثير من الشروط
الموضوعية غير المتوفرة في الحالة المجتمعية؛ والسياق العام! وبالتأكيد في ظل
الواقع السوري الحالي خصوصاً!
وأيضاً
نقول:
البحث عن الحلول من الزاوية السياسية هو بحث عقيم! وفارغ! دون جدوى! ولا يحقق أي نجاعة أو إمكانية!.. إلا أنه ربما سيشكّل مدخل؛ بوابة؛ بشرط أن يكون القائمين عليه وطنيين من طراز وخامة دولية: "مهاتير محمد؛ مانديلا؛ غاندي؛ نهرو؛ لوثر كينغ؛...".
ووطنية: "خالد العظم؛ فارس الخوري؛ يوسف العظمة؛ سلطان
الأطرش؛ وكثير من رجالات الدولة الوطنيين قبل 1963م".
لنوسّع زاوية التحليل والقراءة الموضوعية وبشفافية لنرى!
من
تجربتي الشخصية في الواقع المجتمعي على الصعيد الاجتماعي والنفسي والتنموي؛ ومن
خلال الاختصاص- والتخصص؛ والتجارب العملية؛ والعمل البحثي- الأكاديمي والعلمي
والمنهجي.. والبرامج؛ وعلى مختلف المستويات والحوامل والأصعدة المجتمعية.. ومن
خلال العمل في مختلف القطاعات والمنظّمات
والمؤسسات الرسمية والخاصة والأهلية- المدنية؛ والذي يمتد لأكثر من 24 عاماً؛ سأقول:
الواقع
السوري بمختلف وعديد ما ذكرناه؛ غير جاهز! -يفتقد النضج! وغير صالح بهذه الوضعية كتربة وبيئة وواقع مجتمعي!
بدءً من الفرد؛ إلى المؤسسات- المنزل!
والأسرة! والعائلة! والمؤسسات الأُخرى وبمختلف أشكالها وصورها؛ إلى الجماعات والمجتمعات
الصغيرة والكبيرة!
وعلى
مختلف الصعد والأدوار المجتمعية التي يقوم بها كل فرد وجماعة- من أصغر إلى أكبر
دور؛ ومن أبسط إلى أعقد مسؤولية منوطة بكل فرد وجماعة وتنظيم مجتمعي...
وذلك بسبب الخريب والتدمير الممنهج للمجتمع والدولة السورية منذ انقلاب حزب البعث 1963م! وخيانة وانقلاب الديكتاتور والمجرم "أسد الأب" قبل وبعد 1970م! وصولآ للانتهاك غير الشرعي على الدستور المعمول بهِ نصباً وغصباً! وعهدة توريث النصف قامة- المجرم الأبله 'أسد الولد' 2000م؛ ومن هنا وبسبب هذا وحتى اليوم يُعتبر غير شرعي! بالإضافة لتدميره لما تبقى من سوريا الحجر والبشر 2011م؛ وحتى الآن!!
دائماً
نقول: أن الواقع والظروف شيء! والمأمول والحق الطبيعي والبديهي شيء آخر!
هناك
فرق بين ما يجب أن يكون! وما ينبغي أن تكون عليه الأمور!
فالبحث
عن الحلول المثالية والجيدة شيء! والحلول الممكنة في ظل الواقع المجتمعي الفعلي
شيء آخر!
ولنطرح بعض التساؤلات عليهم:
* هل الديمقراطيات المأمولة التي
تقترحونها! وتتشدّقون بها!-وأعلم أنَّ بعضكم صادقين وغيورين بطرحها... بإستثناء معظم الشخصيات التي تمتهن السياسة كمهنة بإسم "المعارضة" سواء التقليدية! والداخلية! والخارجية! فهي ليست سوى أكثر من زمرة كركوزات ودمى! وهي امتداد فعلي بأداء مُغاير 'كابناء بارّين! ومؤدلجين' في مدرسة القوّاد الخالد! والبعث-ص! وهذا النظام المجرم- الشمولي الواحد في سوريا-
هل تؤمنون بها! وتمتلكون روحها؟
* هل تمارسونها قبل أن تسعوا
لتحقيقها أو تطبيقها في الواقع السوري على
الصعيد السياسي- كنظام سياسي؛ كأفراد ومن
خلال أدوراكم المجتمعية المتعددة! وعلى صعيد علاقاتكم! وارتباطاتكم! وصِلاتكم
وتواصلكم؟
* هل تمارسونها في المنزل!
والأسرة! والعائلة!.. ومع الزوجة! والأخوات والأخوة! والأبناء! ومع الأصدقاء!
والآخرين! والغرباء! وفي المجتمع عموماً؟
* هل تمارسونها في المؤسسات
الرسمية والحزبية والخاصة.. التي أنتم تمثّلونها! وأنتم مسؤولون عن إدارتها! أو
كونكم أعضاء فيها! ولكم أدوار فيها ومن خلالها؟
* هل تمارسونها في القطاعات
التطوعية! والأهلية- المدنية! وفي أنشطتكم المجتمعية المتعددة؟
الإجابة الواضحة والسهلة: بالطبع كلا!
* أغلبكم يجسّد الحرس القديم في
عقليته! ونمط تفكيره! وسلوكيته! وتصرفاته! وعلاقاته! وتكوين ارتباطاته! وعقد
صِلاته!...
* أغلبكم غير ديمقراطي؛ وغير
منفتح! ولا يتقبّل الاختلاف!
* أغلبكم لا يمتلك ثقافة المناقشة
والنقاش! وحق الاختلاف! وإنتاج- توليد الأفكار! والبحث عن إرهاصات فكرية جديدة
وجديرة وخلّاقة! تجترع الحلول!
* أغلبكم يلعب دور الجلاد والطاغية
والقهري والقمعي مع الأدنى منه في سلسلة الحلقات المجتمعية! ويمارس كل أنواع وأشكال
العنف! داخل المنزل؛ والحي؛ وفي العمل
والوظيفة؛ وفي المجتمع ككل!
* أغلبكم يشبه الديكتاتور! عندما
تسنح له الفرصة! والقدرة! والإمكانية!
* أغلبكم لا يتقبّل الآخر! ولا
أفكاره! ولا اقتراحاته.. بل ويحاربها! ويسعى
ليتخلّص من المتميزين في دائرة تفاعله؛ لأنهم يشكّلون خطر وجودي عليكم في مساحة
العمل؛ والدور المجتمعي.. ويتآمر على المُختلفين عنه! وغير المتفقين معه! ومع خطه
وتوجهاته وأفكاره!
* أغلبكم يخشى ويخاف التغيير!
والإصلاح! والتطوير! والتحديث! الحقيقي والناجع؛ في مساحة تواجده أو عمله أو أنشطته!
* أغلبكم يقوم بالتحالفات وبناء
الولاءات وعقد المصالح... عن طريق شراء الولاءات والذمم! واستمالة الأشخاص! أو تبادل
المنافع المشتركة!
* أغلبكم فاسد! ومُفسد! ومستفيد!
بكافة صور وأشكال الفساد ومراتبه السبع!
* أغلبكم غير متخصص! وغير قارئ!
ولا يمتلك برنامج فعلي وحقيقي! ذو مؤشرات ملموسة!
* أغلبكم ذو عقلية بدوية! ويعود
إلى قبليته! وعشائريته! وطائفيته! عندما توضعون على المِحك! والتجربة!
* أغلبكم غير جدير! وغير كفؤ! وغير
قادر! ومع ذلك تقبلون أن تكونوا! أو تستمروا أو تتشبّثوا بأماكنكم ومواقعكم
ووظائفكم! أو أن تستمروا بما تقترفون!
* أغلبكم يؤدي شكلياً وصورياً
ودعائياً! وبشكل عقيم وغير مُنتج! وأنتم تعلمون ذلك!
* أغلبكم يضع الأقنعة! وبعدة أوجه!
وغير صادق! وغير شفاف! ويخفي حقيقته وقبحه! والجانب أو الوجه الآخر البغيض له!
* أغلبكم سارق ولص بكافة أشكال
السرقة واللصوصية! ومع ذلك تبررون! أو تنسبون لأنفسكم ما تسرقونه! أو تنتفعون منه!
* أغلبكم يُكثر الأخطاء ولا يعترف!
ولا يتقبّل النقد والانتقاد الذاتي والموضوعي؛ حتى الإيجابي منه والبنّاء!
* أغلبكم جزء من النظام والمنظومة
ومستفيد ومنتفع منها حتى النخاع! وعندما
يُطرد أو يخرج إكراهاً أو عمراً! أو تلفظه المنظومة لاشتداد رائحة عفونته
وقذاراته! ينتقل ليلعب دور المعارض والإصلاحي والناقد والحكيم والمحلل
والاستراتيجي!
* أغلبكم يُخطئ كثيراً! أو يتحول
إلى عقيم! وستاتيك- جامد! ومع ذلك يتشبّث بكرسيه؛ ولا يتنحى عنه وعن موقعه..
طواعيةً! إلا بعد مرضه! أو موته! أو بعد عدة مؤامرات وانقلابات وتحالفات وانقسامات
وحرائق وتدمير... فبماذا تختلفون عن النظام السوري الحالي!
* أغلبكم ابن بار لهذا النظام
القمعي الشمولي! المجرم.. ولكن ربما بوجه أكثر بشاشة! وبابتسامة أعرض لكنّها صفراء!
* أغلبكم تلميذ نجيب في مدرسة الأب القوّاد- القايد! والأخ الضاحك! والحزب الواحد! والشخص الأوحد! والطلائع والشبيبة! والبعث!
ومنهجيته ونهجه وفكره الخبيث! ولكن بوجه مختلف! وصورة مخلوفة!
**
جميعكم! تجسيد صارخ لواقع وموروث عنيف في ظل نظام ديني يشبه حالة تأسيس حزب- دولة
شمولية؛ وأمينه العام الواحد الأحد! والقدسية والتابوات المُحاطة بهِ! ومتشبّع بفكره! وثقافته! ونهجه! مهما اختلف توصيف انتماءه! أو ادّعى عكس هذا!
ولنتساءل! هل صياغة دستور جديد
وعصري وحضاري! وتشريع القوانين من جرّاءه كافٍ! للنهوض بالواقع المجتمعي وتحسينه!
وللحل؟
الإجابة للأسف! قطعاً كلا!
المشكلة
ليست بالنصوص القانونية والتشريعات! وإنما بالإيمان بها! وامتلاك روحها! وباحترامها!
وتطبيقها! طواعيةً؛ وعلى أنفسنا أولاً قبل الآخرين!
المشكلة
ليست بالنصوص الوضعية فقط! فهناك أيضاً قوانين أخلاقية وقيمية وإنسانية- مجتمعية
ليست محترمة ومطبّقة من قبل كثيرين!
ربما إن تمَّ تطبيق القانون بالقوة؛ سيكون أحد
الحلول! ولكنها أيضاً تحتاج إلى من يقوم بذلك بوطنية وعدالة وروح خلّاقة!
نعود من بدء لنقول:
الواقع
المجتمعي السوري غير جاهز ومُهيئ! من خلال واقعه الحالي! وغياب الظروف والشروط الموضوعية!
للتحول إلى الديمقراطيات ودولة التخصص والقانون! والذي
هو حق بديهي وطبيعي للشعوب! خصوصاً
الشعب السوري العظيم صاحب آلاف السنين من الحضارات..
ويجب
العمل أولاً على إصلاح البنية التنظيمية العميقة؛ وإعادة الهيكلية للمجتمع!
وأيضاً الإنسانية والأخلاقية والقيمية والعاطفية
والموضوعية..- المجتمعية.
بدءً من الفرد إلى الأسرة؛ فالمؤسسات والجماعات
والمجتمعات- المصغّرة والكبيرة؛ إلى الدولة كنظام أو منظومة تمثّلها!
فما تم تخريبه بشكل ممنهج خلال خمسين عاماً! "في دويلة الشخص والنصف" سيحتاج إلى
مئة عام وأكثر لإصلاحه وإعادة بناءه!
وربما البوابة السياسية! باب يُشرّع الحلول؛ بشرط أن
يكون القائمين عليها وطنيين بامتياز! أصحاء العقل والنفس والروح! أكفّاء! جديرين!
قديرين! متخصصين...
عشتم.. وعاش رستم!!
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى الحقيقة..
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
المصير والقدر-
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


