مزرعة حيونة ابن الإنسان! الشخص الواحد الأحد
مزرعة حيونة ابن الإنسان! الشخص الواحد الأحد
لكم أكتب.. في التنوير
إلى من يهمه الأمر...
الإنسان
البشري جزء من الكائن الحي متعددة الصور والأشكال! ولكنّه متطور السلالة
والسلالات! وصولاً لكونه بالتوصيف الدلالي: حيوان اجتماعي؛ أو حيوان ناطق؛
عقلاني!.. وكما يُقال: مكرّم!
الطبيعة
الأم.. خلقت منظومة متوازنة تحكمها قوانين منظّمة! تعمل على جعل علاقة الكائنات
الحية معها؛ وفيما بينها؛ علاقة متوازنة سليمة للحفاظ على التوازن الطبيعي.. وذلك
باتباع غريزة اساسية- فطرية أصيلة وجوهرية كنمط لنظام يأخذ شكل القانون- الدستور
العام! والقوانين التنفيذية المتفرّعة عنه! لهذا يتم الحفاظ على النوع! والتنوع!
والتوازن الطبيعي عموماً..
مع
وجود بعض الاختلالات الطبيعية تجسّدها بعض الكائنات الحية! والتي تقوم المنظومة
الطبيعية ككل؛ أو قوانين القطيع! بإجبارها على الانصياع! أو ضبطها!
في مزرعة حيونة ابن الإنسان
يختلف
التوصيف قليلاً.. وتختلف الصورة كثيراً..
فهو
ما يزال ينساق وراء غريزته الاساسية كحيوان- كائن حي.. ولكن بطابع بشري وحشي! كحالة
تشبه المنبوذ عن القطيع! والمطرود لكونه خارج عن القانون الطبيعي! وكونه يمثّل تلك
الحالة من الاختلال!
حيث
لم يستطع أن يُحافظ على حالة البداهة الطبيعية التي كان عليها في الأصل.. وليسقط
صورته على واقع مجتمعي – بيئة مختلفة تماماً.. ويتنازل في كثير من الصور عن جزء كبير من حالة
البداهة تلك! كونه أضاف عليها بشريته العقلانية- غير
العاقلة بالتأكيد! بممارسات وحشية غير
ملتزمة بأي قوانين أو قواعد! أو انضباط..
وما قنصه من استغلال لأوضاع وظروف! وركوب للموجات!..
فأصبح
خارجها! أي خارج قواعد الانضباط التي عادةً يمتثل لها إجباراً..
وتحوّل
ليصبح هو النظام أو المنظومة ويمثّلها! أو على الأقل هو من يتحكّم بها أو يفرضها!
ويسن قواعدها!
وهنا بدأ الخلل والاختلال! المجتمعي..
فقام
بالمحاكاة وذلك بتحويل مجتمعه - الدولة إلى شكل مزرعة تُحاكي حالة البداهة التي
كان عليها في الأصل.. ولكن بانقلاب معياري ووجودي كأمر واقع ومفروض ومهيمن! ونظام
جديد بات يجسّده!
واستبدل
التنوع والتفوق بفكرة المكونات! والتوصيمات المجتمعية السلبية الأُخرى: كالأقليات والطوائف والطبقات؛ وغيرها؛ وأيضاً
الضعيف والقوي! والأقلية والأكثرية! العددية! إلخ. والمنساق والمتمرد والثائر والمعارض! والعمالة والتآمر والمؤامرات الكونية...إلخ.
ومارس
السطوة والقوة الوحشية كبديل عن التفوق الطبيعي والبديهي.. لفرض سطوة الانضباط
والانصياع..
خصوصاً
الكائن البشري الذي تعود غريزته الاساسية إلى نوع من الطباع الحيوانية غير المنضبطة
بالطبيعة: كالضباع؛ والخنازير؛ والكلاب البرية؛ والأفاعي والثعابين؛ والقرود! وبعض
المنبوذين المتمردين الخارجين عن القانون الطبيعي..
فقام
بلعب أدواره على هذه الشاكلة المقلوبة! والمنقلبة!
وبدأ
بفرض واقع جديد استغل ظروفه جيداً! وقام برسم التحالفات وصناعتها! ووضع التصورات!
ورسم الخطط! وفرز الأجناس! وشراء الولاءات! وتوزيع المنافع! وتوصيف الأدوار...
التي تتماهى معه! ومع نظامه ومنظومته! وتبقيها حية ومستمرة!
والتي
تبقى قائمة ومستمرة ولو على شكلها غير السوي! وما يصاحبها من أزمات! كالصناعة التي
يشوبها الخلل والعيوب والمساوئ! ولكنّها تعمل! ويمكن لها أو تستطيع الأداء على هذا
الشكل المُعاب ولو لحين!
بالطبع
ومع مرور الوقت ستفسد لتنتهي دورتها الحياتية أو الزمنية!
فما
بني على باطل فهو باطل! ومع مرور الزمن تنتهي دورة حياتها لأنها تبطل! أو تفسد ولا
تعود صالحة للحياة بحد ذاتها! مهما حاولوا إحيائها.. وضخ الروح والحياة فيها..
وتبدأ
بالترنّح! والتخبّط يمنةً وشمالاً! والتقهقر! وهي أصعب مرحلة في خضم وجودها!
وبقاءها كونها منظومة فاسدة وغير صالحة بالأساس! أضف إليها الترهّل والضعف! فتصبح
كالوحش المجروح المُستشرس! أكثر بطشاً وعنفاً وقهراً وحماقة! تضرب بكل مخالبها
وأنيابها المتمثّلة بالمنتفعين! كالأجهزة القمعية والأمنية التي اعتمد عليها
سابقاً لتوطيد حكمه! وتسلّق باقي الفئات المنتفعة والمختلّة! وصولاً لصغار السفلة!
وهذا ما يحدث عندما يبدأ التمرد والثورة الشعبية على مثل هذه الطغمة الحاكمة!
لتبدأ دورة حياة جديدة بناءً على مستجدات الظروف.. أو على مسارات كمحاكاة للمنظومة القديمة المترهلة! أو على بذورها الفاسدة! وبذرتها المُفسدة! أو جسدها المتعفّن! أو ركامها!.. وهنا الخطورة أيضاً..
كل تلك الزمرة ستتحكم بكل مفاصل الحياة كونها حوّلت مفهوم الدولة إلى مزرعة! تديرها بشخصانية وشمولية- طغيان! "حزبي؛ ديني؛ إيديولوجي؛ عقائدي؛ سياسي؛ ..." تجسّد شخص! أو حزب! أو نظام! أو منظومة! واحدة مطلقة.. ولكنّها بالتأكيد فاسدة ومُفسدة!
ودون
قواعد وضوابط ومبادئ تحدد مساراتها!..
لتسحق المجتمع بدكتاتورية وحشية! وتقوم بتقزّيمه! وتمزيق وتقسيم بنيته المجتمعية! وتفريق أفراده وجماعاته بخطوط وألوان عشائرية ومناطقية ودينية وطائفية… بغيضة وخبيثة! وتقدم نفسها كضامن وحامي ومُحافظ على النسيج المجتمعي وبنيته! وخطوط الطول والعرض التي أشعلت فيها اللهب وتركته تحت الرماد يستعر! لتستثمره وقتما تشاء وتحتاج له! تحت بند أزمة! أو أحداث! أو مؤمرات داخلية وخارجية وكونية!
وتعمل للسيطرة على العقول! واغتيال وتحجيم وإخفاء الأدمغة والأحرار والمتمردين عليها!
وتغييب دور العلم والعلماء والمثقفين! واستبدالها بشراء الولاءات والذمم والعمامات والأغبياء! وبعض المتميزين الرخيصين!
وتسخيرهم لخدمة المنظومة والدوران في فلكها!!…
والعمل
على تدمير الإنسان! والهوية! والمواطنة! والأنظمة الدستورية والقوانين! والديمقراطيات!
والحريات! وتخريب وتدمير المؤسسات! والفكر والعمل المؤسساتي... وتزوير التاريخ! وحتى الجغرافيا! وقلب الحقائق والوقائع!.. بشكل
منهجي وممنّهج وقصدي!
واللعب على الهوامش واستغلالها! والاستثمار بمخاوف الناس والطوائف والمناطق والتقسيمات التي ابتدعتها! وبتوفير الأمن والأمان الزائف.. والهش! والمتحيّز! والمنحاز!
مع رمي بعض الفُتات من هنا وهناك!
وإجبار
الأفراد وتخليهم- انفصالهم؛ ليتنازلوا طواعيةً عن القيم والسلوكيات والمشاعر
والعواطف... الإنسانية والأخلاقية- المجتمعية! التي تجعل منهم بشر إنسانيين!
وكائنات حية! لتتحول بالنسبة إليهم إلى أشياء! وأمور هامشية! في واقعهم المفروض!.. وتفرض عليهم تخليهم عن
أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم .. طواعيةً أو إجباراً!..
واستبدالها
بسطوة السلطة وقيمها الجديدة العفِنة!
وبإدارة المجتمع – الدولة! وما تبقى منها! بعقلية إدارة المزرعة من
قِبل زمرة مُختلّة! تُشبه شخصية سارقي ولصوص الدجاج!
على الهامش! على المامش!
من
الدلالات على الحالة الحيوانية؛ أننا نرى كثير من البشر خصوصاً الذين يمتنهنون السلطة!
وينتمون لمنظومتها الأمنية والعسكرية.. يتخذون
ألقاب حيوانية: كالأسد! والنمر! والفهد! والباشق! والنسر! والعقاب... ويتكنّون
بها!
ونرى
بعض الدلالات التوصيمية- السلبية التي تُطلق على بعض البشر: كالثعلب والداشر والأرنب
والخروف والنعامة والدجاجة والحمار...
هناك بعض التوصيفات الناعمة والجمالية.. ذات الدلالات الرمزية الجيدة: كالغزال والفيل والحصان والصقر والفراشة...
وهذا
يرجع لكثير من الاسباب:
منها
الحالة الحيوانية الغريزية التي ينحدرون منها.. خصوصاً تلك التي تدل على القوة
والسطوة والوحشية!
ومنها
أن كثير من هؤلاء البشريين ينحدرون من أصول قبلية أو عشائرية! وفي جيناتهم هم أقرب إلى الحياة بشكلها
البري الفج- البداوة!
أو عانى أسلافهم بتاريخهم الممتد لأنواع من الاضطهاد والقهر والقسوة.. فأصبحت هذه الأجيال جينياً على مثل هذه الطباع!
ومنهم
من لم يتخلصّ من تلك الحالة والانحدار القبلي والعشائري! مهما أبدوا لنا شكل
التحضر وتصنّعوه!- اضغط على أي شخص عروبي أو إسلامي قليلاً! ومها بدا شكله المتحضّر! وسترى
كيف سيعود إلى قبليّته! وبداوته! وحالته العشائرية! العنيفة.. في لحظة وغفلة ورمشة وطرفة عين!
*
هنالك تلاقح! وتشابه استنساخي بين جميع الأنظمة الديكتاتورية والقمعية والأمنية؛
والشخص والحزب الأوحد!.. حول العالم! وفي التاريخ!.. وربما تختلف الأنظمة الشرقية
عموماً؛ والعروبية خصوصاً عن مثيلاتها.. فقط في توصيف واحد..
وهو
أن الأنظمة الديكتاتورية الغربية تعمل بعقلية المافيا..
أما
الأنظمة العروبية تعمل بعقلية الأبله الرخيص! سارق – لص البيض والدجاج!!!
عشتم.. وعاش رستم!!
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى الحقيقة..
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
نرسيس سوريا؛ أسد التهريج اللاحم 45
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى - ماريونيت وماتريوشكا
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
المصير والقدر-
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


