جاري تحميل ... Truth Online

~ شمامّيس ~ Truth Online 369؛ منصّة علمية تنموية؛ لرفع الوعي المجتمعي؛ وتحقيق التنوير؛ وغرس بذور التنمية لقطفها كثمار؛ بهدف الانعتاق؛ وتحرير الإرادة الحرّة الواعية.. عبر التطرّق لكافة القضايا المجتمعية؛ التي تخصّ الإنسان - الفرد وحرّيته؛ والمجتمع وهيئاته المرجعية 'المجتمعية' المتعددة.. من خلال إبراز الحقيقة؛ (البعد – الوجه الثالث للحقيقة)؛ حتى لو كانت "حقيقة بشعة – قبيحة"!..

شريط العناوين

إعلان في أعلي التدوينة

 الحزن ينعي الفرح! مرثية الآلام!! رقصات على إيقاع التعرّي السياسي25 لكم أكتب.. رقصة الفرح والأحزان..

الحزن ينعي الفرح! مرثية الآلام!!

رقصات على إيقاع التعرّي السياسي25

لكم أكتب.. رقصة الفرح والأحزان..


إلى من يهمه الأمر...

بالطبع؛ كما يُقال: يجب أن تعيش الحياة بمُتعة؛ وبشغف.. لا بشكل سخيف؛ ونمط ممل.. وهذا صحيح بالمبدأ.. حتى أننا نقوم بتعليمه وتدريبه..

ولكن ربما مقاربات أغلب العبارات والمقولات لم تختبر قسوة الحياة وظروفها في مجتمعات يحكمها نظام ثالوثي مترابط؛ ومتماهٍ مع بعضه البعض هو: (العروبة والإسلام والديكتاتورية)- "كسجّانٍ يمسك بيد سجّان".. وما تجرّه من قسوة وعنف وتسلّط وإرهاب...

هذه المُثالثة العنيفة.. والمُحاصصة بالثلث العاطل المُعطّل.. والتي كرّست وتكرّس واقع مؤلم! أليم وحزين.. تختزل كل آلام الناس والثقافات والحضارات... عبر التاريخ مجتمعة..

وما تفرزه من قسوة الحياة والعيش؛ والأزمات.. والعنف بكافة أشكاله وصوره ورموزه.. والإرهاب بكل ممارساته الناعمة والخشنة.. الصامتة والصارخة.. المخفية والفجّة... حتى في أبسط معانيها..


لأنك بالتأكيد لا تستطيع الكلام عن رمزية طقوس الربيع ومعانيه... في مناخ الصحراء مثلاً...

وكما يُقال: "ما يُشعرك بالبرد ليس الشتاء.. وإنما دفئ الربيع"...

فالمجتمعات العربية هذه هي أشبه بتلك الصحراء.. وسكانها تأقلموا طبيعياً وبيئياً ومجتمعياً مع هذا المناخ..

حتى أن قلوبهم وأرواحهم وعقولهم أصبحت كالصحراء القاحلة.. لا ينبت فيها زرع أو ورود.. ولا ينزل بها مطر.. ولا يسقها ماء؛ ولا يرويها - حتى إن وجد.. لا يطير بها طير أو فراشة.. وتنعدم فيها ألوان ومعاني الحياة.. ولم يختبروا دفء الربيع؛ ومعاني الجمال..


قال صديق شاعر- راحل: 'فرحنا موشوم باللحظة.. لأننا يقينٌ للأسى! ووهمٌ للبسمات!..'..

وهذه عبارة رائعة وبليغة.. على الرغم من أنها تختزل الكثير من الألم والحزن والأسى والأوجاع والنكبات والنكسات والهزائم والانكسارات...

فالفرح كالحزن تماماً.. نمط ونوعية حياة.. هو ثقافة وممارسة وسلوك.. ويُمكن أن يُمنح.. أو أن ينتقل بالعدوى.. وأن يُكتسب بالممارسة..

والحزن والألم بالنسبة إلينا؛ هو كمن قام بتربية حيوان أليف ومُدلل.. يصاحبه في كل خطوات حياته.. يطعمه.. ويعتني بهِ! ويدلّل فيه.. يكبر معه.. وينام في فراشه؛ ويشاركه أحلامه.. ورؤاه؛ وآماله؛ وتطلعاته.. ومستقبله..  ويلاصقه كظله.. لدرجة أن يصبح ظلّه هو انعكاس كبير وواضح كبديل عن ظلّ صاحبه.. فيكون هو الصورة وانعكاسها..


الحزن في بلادي كالمرثية الكبيرة والدائمة.. مرثية حزنٍ مُضني لكل الآلام والجراحات.. والتي لا تندمل.. وتترك ندوبها كالوشم الدائم.. لتذكرّنا في كل مرة؛ من جيلٍ إلى جيل.. من يوم إلى آخر.. من الولادة حتى الممات.. أنّ الحزن سينعي دائماً فرحنا وأفراحنا وسعادتنا وابتساماتنا..

هذه المرثية كملحمة تاريخية؛ هي ترجمة لواقع مجتمعاتنا عبر التاريخ الممتد.. هي تعبير صريح عن واقع معاش عبر أجيال متعددة انتقل فيما بينهم؛ ليصل إلينا؛ لننقله بدورنا؛ وهكذا دواليك.. كالتلاقح والموروث الثقافي.. كالجين الوراثي المتوارث عبر الأجيال..

وأصبحت نمط شخصية لدينا.. في طباعها وتطبّعها.. وتفكيرها.. في عاداتها وسلوكياتها وممارساتها..

إن فَرِحنا.. أو ضحكنا.. أو سعُدنا.. نقول كثقافة: "الله يجيرنا من هالضحك والفرح"..

إن سمعنا! أو رأينا! أو قوبلنا.. ببعض أشكال محاولة الفرح والسعادة...

سنقابله: بالنكد.. والدراما.. ونبش صور الحزن.. أو الهروب منه! والفذلكات.. تحت كل ذرائع وحجج الأرض...


لطالما كان الحزن والفرح موجودان...

نحن من نمكّن الحزن لينعي فرحنا حتى ولو موشوم باللحظة.. ولكن لنعش تلك اللحظة على الأقل..

لنفتح نافذتنا كل صباح.. ليدخل من خلالها ولو بعض أشعة خيوط الشمس الدافئة والصحّية.. كي لا نعتاد على الهواء الفاسد.. لأنّ الشمس تُمثّل الحياة.. ونفحة الضياء والنور والإشراق.. مقابل كل هذا الظلام والتعاسة والأحزان والآلام.. في حياتنا...

وكما قال مظفر الجميل: "مو حزن! لكن حزين! متل صندوق العرس.. ينباع خردة عشق.. لما تمضي السنين"...

أما الماغوط الكبير فيقول: الفرح ليس مهنة.. "الفرح ليس مهنتي!!"..


فيما كنت أتسكّع تحت الأشجار المُزهرة.. مع مُذكّراتي وغليوني كبطل عجوز يتريّض في منفاه!! لمحتهم يهرولون في العواصف الثلجية..

نصفهم معاطف؛ ونصفهم عباءات.. يرشقون الوحل بنعالهم كالرصاص.. وكل منهم يشبك أصابعه فوق رأسه! ويصرخ : النجدة! النجدة!

أنا دفتر؛ أنا ثائر؛ أنا كاتب عدل؛ أنا هاتف؛ أنا ساعي بريد.. وأنا أجثم على جدران المدينة كسلّم الحريق.. وسيفي مغروس حتى قبضته.. في نخاع الباستيل..

فليذهب القادة إلى الحروب.. والعشاق إلى الغابات.. والعلماء إلى المختبرات.. أما أنا فسأبحث عن مسبحة وكرسي عتيق.. لأعود كما كنت؛ حاجباً قديماً على باب الحزن.. مادامت كل الكتب والدساتير والأديان.. تؤكد أنني لن أموت إلا جائعاً أو سجيناً..

أعطني هويّتي.. ودفتر عناويني.. وجواز سفري.. سأصُفّها حول جبيني.. وأجلس متربّعاً وسط المدنية.. كزعيم إحدى القبائل المتوحشة.. وأبادلها بالخرز و المرايا الملّونة..

وبعد تفكير طويل.. انزعوا الأرصفة.. لم تعد لي غاية أسعى إليها.. كل شوارع أوروبا.. تسكّعتها في فراشي.. أجمل نساء التاريخ ضاجعتهنّ و أنا ساهمٌ في زوايا المقهى.. قولوا لوطني الصغير و الجارح كالنمر.. إنني أرفع سبابتي كتلميذ.. طالباً الموت أو الرحيل.. ولكن.. لي بذمته بضعة أناشيد عتيقة! من أيام الطفولة.. وأريدها الآن.. لن أصعد قطاراً.. ولن أقول وداعاً.. ما لم يُعِدها إليّ حرفاً حرفاً.. ونقطة نقطة.. وإذا كان لا يريد أن يراني.. أو يأنف من مجادلتي أمام المارة.. فليخاطبني من وراء جدار.. ليضعها في صُرّة عتيقةٍ أمام عتبة.. أو وراء شجرة ما.. و أنا أهرع لالتقاطها كالكلب.. ما دامت كلمة الحرّية في لغتي.. على هيئة كرسيٍّ صغير للإعدام..

قولوا لهذا التابوت الممدد حتى شواطئ الأطلسي.. إنني لا أملك ثمن المنديل لأرثيه.. من ساحات الرجم في مكّة.. إلى ساحات الرقص في غرناطة.. جراح مكسوّةٌ بشعر الصدر.. وأوسمة لم يبق منها سوى الخطّافات.. الصحاري خاليةٌ من الغربان.. البساتين خاليةٌ من الزهور.. السجون خاليةٌ من الاستغاثات.. الأزقة خاليةٌ من المارّة.. لا شيء غير الغبار.. يعلو و يهبط كثديّ المصارع.. فاهربي أيتها الغيوم.. فأرصفة الوطن.. لم تعد جديرةً حتى بالوحل..

دموعي زرقاء! من كثرة ما نظرت إلى السماء وبكيت.. دموعي صفراء! من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية.. سأظل مع القضايا الخاسرة حتى الموت.. سأظل مع الأغصان الجرّداء حتى تُزهر.. حلمت ذات ليلة بالربيع!! وعندما استيقظت؛ كانت الزهور تغطي وسادتي.. وحلمت مرّة بالبحر! وفي الصباح كان فراشي مليئًا بالأصداف وزعانف السمك.. ولكن عندما حلمت بالحُرّية؛ كانت الحِراب تطوّق عنقي كهالة المصباح...


آاااااه يا أمي.. لو كانت الحُرّية ثلجاً.. لنمت طوال حياتي بلا مأوى.. بلا حلم.. بلا دفئ.. بلا حُبّْ.. بلا وطن..

كما الحال الآن..

كما لو كانت دفتر دين عتيق.. مثقّل بالديون.. وأنا عاجزُ عن الإيفاء بهِ..

تابعونا في الرقصة التالية..


هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة – قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...

محبتي

Professor

روابط مقالات أُخرى👇 

رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1


في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2


لا! أنا هي نحن لا نخشاكم!3


نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4


لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5


عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6


الجمهورية لحنٌ فرنسي جميل7


اللون الثامن من طيف قوس قزح8


سأبقى دائماً حارسً لأحلامك9


أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10


إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11


بالكوما! آدمي ولا ذعوري12


الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13


جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14


الذئب؛ شُعلة الفارس الأخير15


كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16


الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17


لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18


الإجهاد المُضني؛ والتوتر المُزمن19


'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20


الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21


الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22


النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23


لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24


المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26


الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27


ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28


أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة29


عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي 37


الدويلة والوحش!38


هتلر الألفية الجديدة؛ ومنظّروا الدول الفاعلة!40


تبّاً للعالم الحرّ! تبّاً للضعفاء؛42


الحرب العائلية الثالثة؛ هتلروف روسيا43


سوريا وأوكرانيا؛ وجه! لا وجهين للمقارنة 44


أُنظر: أرشيف المقالات الكامل 

الرئيسية  المنصّة

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شمّاميس 666: هي منصة علمية تنموية "تخصصية" بهدف الوعي المجتمعي؛ وغرس بذور التنمية لتحقيقها كثمار في كافة القضايا المجتمعية التي تخص الإنسان - الفرد والمجتمع وهيئاته المرجعية "المجتمعية" المتعددة، من خلال إبراز الحقيقة "البعد – الوجه الثالث لها" حتى لو كانت "حقيقة بشعة – قبيحة"!