إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد!
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد!
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي11
لكم أكتب.. في فن الرقص مع ابن آوى!
إلى من يهمه الأمر.....
السياسة بالمعنى العام فن وعلم؛.. وهي من أقدم المِهن والفنون الممارسة بالفعل.. سواء كتعاطي بالشأن السياسي- الاجتماعي العام "الاجتماع السياسي"؛ أو الجماعات والتجمّعات والمجتمعات المُصغّرة والكبيرة 'تيارات؛ رابطة؛ أحزاب؛ قوى؛...'؛ أو في التجارة والتعاملات الخاصة والرسمية... أو في بناء التحالفات؛ وحتى في شؤون العائلات وتكوين الروابط؛ وغيرها..
والسياسة
ورغم أنها مبنية على منظومة هرمية قيمية؛ ومبادئ أخلاقية.. شأنها شأن أي علم أو فن..
إلا أن السياسة كممارسة وواقع متى قامت على الأخلاق ماتت!!
هذه الجدلية! تعود لأسباب كونها تعتمد على نظريات مثل:
* لا يوجد صديق- حليف دائم!.. وكذلك الأمر
لا يوجد عدو- خصم دائم!..
* البراغماتية – النفعية؛ أي على
الواقعية والشيء العملي والملموس... كمنظومة فكرية وكممارسات أثبتت فاعليتها..
وعلى
المنفعة الشخصية "سواء أكان شخص
اعتباري؛ أو حزب؛ أو قوى؛ أو دولة؛ ..."؛
أولاً وثانياً وثالثاً... لهذا
نرى كثير من الشعوب المقهورة! وأصحاب القضايا النضالية! والقوى المُعاضة.. خاسرة
دائماً في هذه اللعبة لأنها لا تفهم ولا تتقن قواعدها..
* التحالفات العلنية والمخفية والسرّية...
حتى لو كان مع الشيطان نفسه! وهذا ما
رأيناه ونراه في ممارسات الدول والأنظمة وكثير من الأحزاب والقوى والمرجعيات
السياسية المُتسيّدة...
* الميكافيلية السياسية؛ "الغاية
تبرر الوسيلة"!! واعتماد فن استخدام أقنعة الخداع والمكر؛ والتحايل؛... من
أجل تحقيق الكفاءة السياسية؛ والأداء السلوكي
في الشأن العام كممارسة.. وأسلوب الازدواجية
المُقنّعة؛ والشخصية الازدواجية؛ وأحياناً المَرَضية لم لا!..
* عدو عدوي الحالي؛ صديقي.. وعدو صديقي الحالي؛
عدوي.. وصديق عدوي الحالي؛ عدوي.. وهكذا.. في
هذه الدويخة!!
* "مين ما أخذ أمي رح قله عمي"!!
"وزوج أمي هو عمي بمقام بيي".. ولعيون
الصهر وعويناته تتقلع 4 - 5 ميلون عين...
* بالسياسة الدول والقوى السياسية ليست جمعيات
خيرية.. ولا تقدم خدمات مجانية... إلا
بهدف الدعاية والمصالح والغايات...
وتستردها أضعاف..
**
والكثير الكثير من هذه النظريات؛ وفي تحليل السياق...
نعم؛ السياسة ليست تعاطي! ولا هي عمل؛ أو مهنة بالمعنى الضيق والنفعي للكلمة.. وإنما هي شأن خدماتي عام..
ولكن كأمر واقع وفعلي.. ليس كما هو مأمول وينبغي..
أيها الثوار الأحرار..
السياسة
كأمر واقع؛ وكممارسة وشأن عام.. وللآسف؛ هي بهذا الشكل..
أسمحوا
أن نقول لكم: بهدف أن تعتلوا وتمثّلوا المشهد
العام مستقبلاً..
الشعوب
والمجتمعات تخسر ثورتها وقضيتها لهذا الأمر..
انظروا
إلى تجربة مصر؛ وتونس؛ والجزائر؛ والسودان.... وسترون كيف خُطفت انتفاضاتها وأحلامها!
وكيف تم تركيب لعبة القوى! والقوى المُضادة! عليها وتمريرها "إعادة نفس المنظومة
بصيغة جديدة"... تم
السماح للأخوان والقوى الراديكالية؛ بتسيّد المشهد العام حتى يقومون بإعادة إنتاج حكم العسكر! والقوى التقليدية!.. وبمباركة شعبية كمقارنة
بين السيئ وبين الأسوأ.
انظروا إلى ثورات الحراك المجتمعي في سوريا؛ وليبيا؛ واليمن؛.. وكيف استبدلت بلعبة الأنظمة الراديكالية كوجود حتمي! ولعبة الفوضى البديلة.. حتى أن إعادة إنتاج السلطة نفسها بات أمر أفضل بالمقارنة؛ واتخذت شكل أسوأ من شكلها السابق "فهي أصبحت كالوحش المجروح" الذي يعيد فرض قواعد اللعبة من جديد دون منافس؛ أو مُعارض؛ أو رافض!...
أيها الثوار الأحرار في لبنان..
ممارسة
السياسة لا تقوم على الطابع الرومانسي الكلاسيكي... ولا على الأداء الناعم؛
والأحلام الوردية... والنبض الثوري.. بالطبع هذا أمر
جميل؛.. ولكن غير مُجدي ونافع..
وإنما
تقوم على لعبة السياسة وقواعدها وفنونها واستراتيجياتها..
لهذا
ورغم أنه أمر مُستغرب سنقول بصراحة واقعية:
* يجب عليكم إتقان فن هذه اللعبة
وفق شروطها هي "الواقعية- وما هو قائم".. وليس شروطكم ورمانسيتكم أنتم..
* اكسبوا بعض القوى والأحزاب
التقليدية ممن يغردون خارج السرب؛ ويطرحون أنفسهم كمعارضة؛ وكنمط أقرب للسيادة والوطنية؛ وللثورة
والحراك الشعبي.. وضد السلطة والنظام الحالي.. (معراب - د.جعجع "الثابت المُتجدد"؛ الكتائب؛ القوى الوطنية القديمة..)..
لأنكم
ستستفيدون من لعبة السياسة وفنونها وأدائها؛ التي يتقنوها بفن وخبرة ممتدة.. وبشكل
مخضرم وفعلي..
وستستفيدون
من تاريخهم الوطني؛ وقاعدتهم الشعبية؛ وماكيناتهم الانتخابية؛ ومن معرفتهم لزواريب وأزقة العمل السياسي..
وستستفيدون من أن تفرّقوا القوى عن بعضها البعض..
فعندما
يصبحوا حلفاءكم.. سيكونون أخصام حقيقيين لخصومكم؛ يقوون من خلالكم ضد القوى ومنظومة الحكم ومن يُمثّلها..
بدل من أن يكونوا عبء إضافي عليكم.. أو أخصام لكم.. أو حلفاء مع خصومكم!
ابتعلوا
البعض كمُجزئ ليصبحوا ضمن منظومتكم.. بدل من أن يبتعلوكم ويهضموكم و....
واعتبروا كل ذلك جزء من التغيير المنشود والإصلاح.. أليس هو من أهدافكم..
لا
تستهتروا بهذا! ولا تستهونوا بذلك!
ولا
تعتقدوا أنكم إن حصّلتم بعض المكاسب "انتخابات النقابات والجامعات..." بأنكم
أصبحتم القوة؛ وأن تستطيعون سحق نظام متجذّر ومُشرش وممتد..
أولاً؛
هذا نتيجة الصدمة والارتباك العام! ولعبة امتصاص الصدمات "والفورات" كما
يسمونها!
ثانياً؛
هذا فُتات يُترك لكم! لكي تطمأنوا وتستكينوا!... ويُمتص غضبكم..
ثالثاً؛
هذا وقت مستقطع متروك لكم "حُبياً" من قِبلهم!! بلعبة فن الإلهاء!!..
حيث
تقوم تلك القوى السياسية الرئيسية "المنظومة".. بالتخطيط لإعادة ترتيب قواعد
وفن اللِعبة السياسية! وبخلق أشكال لأزمات عديدة! وعدة سيناريوهات للفوضى السياسية
والمجتمعية.. وتأزيمها أكثر.. كأوراق لعِب حالية ومستقبلية!.. وإعداد ذاتها! وإعادة هيكلة نفسها! وتجميع قواها!
وقاعدتها! وماكيناتها! وأزلامها!..... وخبراتها وتجاربها الممتدة.. لحصد أي استحقاق
فعلي.. وبالوقت والتاريخ الذي تحدده ويخدمها ويناسبها...
المال السياسي والانتخابي عموماً؛ وخصوصاً في هذه الوقت العصيب! والأزمات المقصودة والمأزومة! لوحده قادر على إسقاط لوائحكم بالضربة القاضية!.. فالجوع مجرم! والحاجة أم التنازل!.. وأمام هذا سيصبح المال والنفوذ صاحب اليد العليا.. والصوت الصارخ والغالب..
وأيضاً؛ اختراق اللوائح بشخصيات شبابية ضمن الدوائر محسوبة على الحراك والثوار.. ولكنّها ضمن شقين:
1- شخصيات ركبت الموجة الثورية بمباركة أحزاب السلطة؛ كونهم ملوك اللعبة..
2- شخصيات لا تستطيع الانسلاخ التام عن الهوية المجتمعية التقليدية...
لا ننسى أن الطائفية؛ والطائفية السياسية.. هي جزء جوهري من شخصية المجتمع اللبناني وسلوكياته وممارساته..
فكيف ستقنع مثلاً؛ المجتمع الشيعي بالخروج عن السرب؛ بإدّعاء الفكر المقاوم كنمط تتبعه أحزاب السلطة فيها! وكجزء من هويتها المجتمعية؟..
أو كيف ستقنع المجتمع المسيحي بالخروج عن العونية السياسية؛ وغيرها؛ كظاهرة لها حيثياتها؛ لكنّها تحمل الكثير من الأوجه والمناكفة! والتاريخ المحقون.. كهوية مجتمعية؟...والمجتمع السنّي كذلك!.. وخصوصاً المجتمع الدرزي وضوابطه الدينية والمجتمعية المُطلقة!!..
وعليه يجب وضع معايير صحيحة وصحيّة للترشيح على اللوائح؛ منها: التخصص؛ والنقابية؛ والتاريخ النضالي؛ والأداء المجتمعي الخاص والعام؛ ... .
فمالفرق حينها!! إذا كان أي مُرشح ثوري أو نضالي؛ ولكن لا يتمتّع بهذه المعايير للقدرة على إحداث الفرق والتغيير؟
** بالطبع ما حققته؛ وستحققه انتفاضتكم رائع ومذهل.. وتستطيع تحقيق أكثر من ذلك بكثير.. رغم كل أصوات الإحباط ومحاولاتها بالقول بعدم قدرتها وقدرتكم على فعل شيء!.. وهي ضمن لعبة 'البروباغاندا السياسية' التي تتبعها السلطة وأحزابها وأزلامها... لإيقاف هدير التسونامي الثوري التغييري الذي سيغير المعادلة والتركيبة والأوجه السياسية؛ ولو جزئياً؛ أو ضمن مراحل...
حافظوا على مبادئكم.. على أخلاقكم.. على قيمكم... الثورية..
ولكن اتقنوا فن وقواعد وشروط اللعبة والسياسة..
ومارسوها كما هي- كما هي قائمة وفق تطلع التغيير؛
وليس كما يجب أن تكون...
وإلا ستصبحون أنتم اللعبة والمطيّة.. والملعوب بكم! وفيكم..
لإعادة إنتاج أنفسهم من جديد..
ولن تحصلوا على أكثر من تمثيل بنسبة 10% (12-15 مقعد)؛ بشكل متفرّق؛ وصوت لا يستطيع التغيير..
تابعونا في الرقصة التالية..
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
نرسيس سوريا؛ أسد التهريج اللاحم 45
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18
الإجهاد المُضني؛ والتوتر المُزمن19
'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20
الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21
الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22
النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23
لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24
الحزن ينعي الفرح؛ مرثية الآلام25
المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26
الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27
ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28
أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة29
عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي 37
هتلر الألفية الجديدة؛ ومنظّروا الدول الفاعلة!40
تبّاً للعالم الحرّ! تبّاً للضعفاء؛42
الحرب العائلية الثالثة؛ هتلروف روسيا43
سوريا وأوكرانيا؛ وجه! لا وجهين للمقارنة 44
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!
التدريب والاستشفاء.. حقاً أأنت بخير!
الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
المصير والقدر-
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


