الإجهاد المُضني! والتوتر المُزمن!!
الإجهاد المُضني! والتوتر المُزمن!!
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي19
لكم أكتب.. في الرقص مع الذات المُتعبة..
إلى من يهمه الأمر...
الإجهاد
شعور مُتعب! ومُضني بالعذابات العاطفية والنفسية.. يجعل منك غير قادر على التعامل معها؛
ومع الضغوط عموماً..
مصدره
دائماً اجتماعي؛ أي ناتج عن حدث أو احداث خارجية.. أو هجوم لفكرة أو أفكار من
داخلك نتيجة اختبارك لحدث خارجي سيء.. أو توقع نتائج وخيمة من جرّاءه.. أو توقع
حصول هذا الحدث.. أو توهمه وتخيّله..
كل
هذا يجعلك تشعر بضيق! يُصاحبه غضب علني أو مكبوت.. وقلق.. وتوتر.. وإحباط..
أما
الحالة الفيزيولوجية – الجسدية المرافقة له؛ فهي ناتجة عن الدماغ في منطقة
العواطف.. ومن منطقة إفراز هرمونات التوتر المتزامنة معه..
فعند
الشعور بهذه الحالة يتم ارسال "رسالة" تخبر عن وجود شعور بالضيق..
يتلقاها الجزء المخصص في الدماغ؛ ويطلق فيض من هرمونات التوتر مثل: "الكورتيزول
والأدرينالين..."؛ كاستجابة من أجل تنشيط حالتك الجسدية – الفيزيولوجية.. سواء
لمواجهة هذا الموقف؛ أو الشعور.. أو للهروب والانسحاب منه..
ويرافق
ذلك زيادة في معدل ضربات قلبك.. وربما تسارعه.. وزيادة في معدلات ضغط الدم الأعلى
"الانقباضي"؛ وربما هبوط في الأدنى "الانبساطي".. وزيادة
التعرّق البارد مع وجود حرارة؛ والحاجة للتنفس نتيجة كل ذلك؛ وربما شعور بضيق في
التنفس..
الإجهاد
هو تعبير ميكانيكي فيزيولوجي.. للتصريح بوجود حالة خوف أو ضيق.. أو ألم تشعر بهِ...
مهما كان مصدره؛ سواء أكان حقيقي أو
متخيل أو متوهم.. نتيجة أحداث أو أخبار أو مسائل تهمك في الصميم.. وسواء أكانت
سيئة أو سعيدة..
حيث
أن أي شيء سيفرض عليك؛ أو سيتطلب منك زيادة في الجهد والإرهاق.. سيولد لديك هذه الضغوط
السلبية..
يمكن لنا الحديث عن أنواع كثيرة من الإجهاد:
*
الإجهاد النافع: شكل إيجابي من التوتر؛ وهو يولد الشعور بالحماس والقدرة على الإنجاز..
يأتي من أمور جديرة باهتماماتك ولكنها صعبة.. ترقية
جديدة؛ مهمة مستعجلة؛ مسابقة أو منافسة؛ فرصة جديدة متاحة؛ الإقبال على شيء
جديد...
*
الإجهاد الحاد: رد فعل فوري ولكنّه مكثف أو مُضاعف.. نتيجة حدث عَرَضي تتعرض له
بشكل مُفاجئ.. خبر مزعج أو مُحزن؛ تعرّضك
لموقف محرج أو مزعج.. أو مخالفة ما؛ مواجهة معينة..
*
الإجهاد الحاد العَرَضي: يحدث لك نتيجة معاناتك الدائمة من تعرّضك لنوبات متكررة من
النوع الثاني "الإجهاد الحاد"؛ ويُسبب لك مع الوقت قلق مُفرط وحادّ..
ومزاج "خلق" قصير...
*
الإجهاد المُزمن: توتر مستمر ودائم.. يصبح جزء من طبيعتك وشخصيتك لدرجة أنك تتآلف
معه وتشعر بأنه طبيعي..
ولكنّه
خطير جداً على صحتك الجسدية والعقلية والنفسية.. ويمكن أن يؤدي إلى أعراض وأضرار وأمراض
جسدية وعقلية مزمنة.. أو الوفاة بشكل مفاجئ!..
القلق؛ الكآبة؛ الأرق؛ الأمراض والنوبات القلبية والدماغية؛ الصداع الدائم؛ الأمراض
المزمنة كالسكري والسرطان وغيرها؛...
وهو السبب وراء السلوكيات ورداة الفعل الحادة والعنيفة.. وحالات الانتحار أو الإقدام عليها..
للإجهاد مظاهر وأعراض عديدة يمكن أن يتجلّى بها التوتر..
*
الجانب العاطفي: الحزن؛ القلق؛
الكآبة؛ العصبية حتى من أتفه الأمور؛ اليأس؛ الشعور بالعجز وقلة الحيلة أو الاستسلام..
*
الجانب المعرفي: تفكير بقلق دائم؛ نسيان
مستمر؛ قلة في التركيز؛ جلد الذات "الحديث السلبي عن النفس"؛ اللوم
"تدني الاحترام للذات"؛ ...
*
المظاهر السلوكية: عادات النوم السيئة؛
الشره بالأكل أو العكس تماماً؛ الشعور بالجوع الدائم أو الشبع الدائم؛ العزلة
الاجتماعية؛ الإفراط في استخدام المواد المُخدرة والكحولية والأدوية كبديل...
*
مظاهر فيزيولوجية – جسدية: التعّرق العادي والغزير
من النوع البارد؛ فقدان للحاجة أو الرغبة أو للدافع أو حتى للقدرة الجنسية.. زيادة
في معدل ضربات القلب وتسارعها؛ آلام في العضلات والمفاصل؛ كثرة الأمراض أو
الإعياء.. ضعف الجهاز المناعي - سهولة الإصابة بالعدوى...
التعامل مع حالات الإجهاد ومظاهرها وأعراضها..
بالطبع
أنت بحاجة إلى وجود خبير وأخصائي نفسي – اجتماعي متخصص..
تجنّب
الاعتماد على الأدوية.. رغم أنها فعّالة.. لكنّها حل مؤقت؛ ستعتاد عليها كإدمان أو
باللجوء إليها دائماً؛ وتضعف إمكانية السيطرة الطبيعية على حالة الإجهاد "آلية
التوازن الطبيعي لديك"؛ والمقاومة المناعية..
*
العلاج السلوكي – المعرفي: التركيز على الأفكار السلبية وتغييرها.. والتركيز على
الخبرات والتجارب.. تجنّب كبت المشاعر أو
مقاومتها.. وهنا نقوم بطريقة ناجحة تعتمد على تفنيد الأفكار؛ وإعادة ترتيبها.. والمصالحة
معها..
* ممارسة بعض الحركات الرياضية؛ والهدوء
والسكينة الرياضية - التأمل؛ وغيرها..
*
البقاء بحالة نشاط دائم.. سواء أكان جسدي أو فكري أو نفسي – عاطفي..
*
التمدد ومحاولة الاسترخاء.. أخذ أقساط كافية من الراحة والنوم ضمن حدود طبيعية..
*
الاستحمام بماء فاتر أو بارد..
يٌفضّل استشارة الخبراء والأخصائيين؛ في حالات مثل:
زيادة
الحالة تدهوراً..
التأثير
السلبي على حياتك وعملك وأداءك اليومي..
وجود
أفكار وهواجس لإيذاء النفس أو الآخرين..
شعور
مُزمن بالعجز واليأس وفقدان الأمل..
تعرّضك لحالات الاكتئاب أو القلق المزمن.. سابقاً..
وجود
آلام جسدية ليس لها أسباب واضحة.. أو لا تنتهي ولا تزول مع الوقت..
نحن
اليوم في ظروف مجتمعية مُهيأة وجاهزة لتدخلنا جميعاً بحالة من الإجهاد والقلق
والتوتر المُزمن.. ومن خلال البحث
والإحصائيات غير الدقية بالمطلق.. نرى أن أكثر من ثلثي سكان مجتمعاتنا هم في حالة
من الإجهاد..
نتيجة
ما اقترفته أيدي المجرمين والطغاة والمستبدين من الحكام والقادة والسياسيين.. بحق ما
تبقى من "أوطاننا" ومجتمعاتنا وإنساننا.. وافتعال الأزمات وتأزيمها... خصوصاً
ما يحدث في سوريا ولبنان وباقي دول المنطقة المنكوبة..
علينا الحفاظ على ما تبقى منا ومن ذاتنا وإنساننا..
ولنقاوم كل ذلك بما استطعنا إليه سبيلا..
ونحن دائماً نردد المقولة: 'لن
ندعك تسير وحدك أبداً.. إن أردت ذلك..'
على الهامش! على المامش!
* نستطيع تقديم الاستشارة المجانية لك.. في حال أردت هذا..
* هذا البحث المُصغّر- المُقنن "من خبرة وتجارب الواقع التي نمارسها كمختصين".. مع العودة إلى مراجع وتحديثات الضبط العلمي..
* وهو جزء مما نستطيع تقديمه لك؛ لكم.. كمعرفة بهدف الوعي؛ على
أقل تقدير..
تابعونا في الرقصة التالية..
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18
'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20
الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21
الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22
النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23
لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24
الحزن ينعي الفرح؛ مرثية الآلام25
المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26
الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27
ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28
أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة29
عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي 37
هتلر الألفية الجديدة؛ ومنظّروا الدول الفاعلة!40
تبّاً للعالم الحرّ! تبّاً للضعفاء؛42
الحرب العائلية الثالثة؛ هتلروف روسيا43
سوريا وأوكرانيا؛ وجه! لا وجهين للمقارنة 44
الليالي المُظلمة للنفس– المخاض الكبير؛ 46
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


