بالكوما! آدمي ولا ذعوري!
بالكوما! آدمي ولا ذعوري!
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي12
لكم أكتب.. في الرقص مع الأحياء الأموات!
إلى من يهمه الأمر...
ذُكر
في التاريخ السياسي اللبناني فترة الاستقلال الوطني؛ حين حاول أحد القادة
السياسيين البارزين التوسط لتزكية أحد الأشخاص لدى رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك
لتوزيره؛ بقوله: بأنه رجل صالح - آدمي؛ وذو تاريخ وطني؛ وجيد؛ وكريم؛ وابن عيلة؛
ومستقيم...
فقال
له رئيس الوزراء: هذه المواصفات تصلح
بأن أتخذه صهراً لي؛ وأزوجه ابنتي.. ولكن للوزارة احتاج إلى شخص بكفاءات؛ وتخصصات؛
ورجل دولة بحق..
هذه
العِبرة تختصر أحد المعايير الذي يجب أن يُبنى عليها تقلّد أي منصب واستحقاق لخدمة الشأن
العام- الشعب والمجتمع والدولة..
ودعونا
ننظر ليس إلى مواصفات؛ وتاريخ؛ وتعظيم وتأليه... كثير من السياسيين والقادة
والحكام... بل إلى أفعالهم وممارساتهم وإنجازاتهم.. أو عدمها!!
وبالحصيلة
سنرى العدمية! بتاريخ عِبق بالكثير من المؤامرات على الشعب والمجتمع والدولة – واغتيال
الأوطان؛ والتحالفات المشبوهة! والعمل من وراء الستار؛ وتحت الطاولات؛ وفي الظلام
كخفافيش الليل؛ وحالة الكِباش والقرابين المُسيسة..
والكثير
من الأخطاء؛ والفشل؛ والسرقات؛ والنهب العام؛ والنكبات والنكسات؛ والأزمات تلو الأزمات؛ والمناكفات
السياسية والطائفية الكارثية؛ وما جرّته من حروب؛ وتدخلات واحتلالات حاضنة؛
وويلات؛ واغتيالات؛ وفوضى لا خلّاقة ولا خلوقة.. ووجود مُسمى الدولة بالاسم! وغيابها
بالشكل والصورة والجوهر.. وتعويم أمراء حرب! وآلهة أحزاب وطائفة! وملوك للطوائف!..
بدل من قادة دولة وطنيين..
وما
أفرزته من حالات لدى مختلف شرائح المجتمع المتنوع في الخضوع الإجباري لـِ 'عقدة الشعور بالذنب'؛ وعزلهم عن إرادتهم الحرّة؛ والاختيار
الواعي-.. وما آلت إليه من حالات الكبت والتقوقع والتخبّط والازدواجية... الفكرية
والعقلية والنفسية والمعرفية والثقافية والوجدانية والوجودية والمجتمعية... ونكران
الواقع أو الانفصال عنه...
خصوصاً
حالة الاغتراب عن الذات والنفس؛ وعن الآخر والآخرين؛ وعن الهوية والواقع والمجتمع
والدولة والوطن - مُغتَرَب ومُغتَرِب!.. وإسقاط كل شيء على تلك الرموز والدلالات
والأصنام والنماذج... في متاهة من الضياع المُظلم المتأزم! وما خلّفته وتخلّفه من
وذمات مجتمعية مَرَضية.. بكل معنى الكلمة والمقصد..
والكوما
= الغيبوبة؛ بالمعنى العام الإكلينيكي؛
وهي حالة فقدان وعي عميقة.. لا يمكن للفرد خلالها أن يتفاعل مع البيئة المحيطة بهِ..
ولا يمكنه أيضاً الاستجابة للمؤثرات الخارجية..
وحالة الكوما المستديمة؛ هي فقدان لكل الوظائف العصبية الإدراكية! مع القدرة فقط على التنفس! وإبداء بعض الحركات العفوية المختلفة... والاستيقاظ؛ مع فقدان بعض الوظائف المعرفية من الدماغ.. وفقدان القدرة على الاستجابة للبيئة.. وهي حالة مستدامة!
وهناك
حالات لمستويات متفاوتة من فقدان الوعي! والقدرة على الاستجابة للمُحفزات.. تشمل حالة
الذهول؛ وأيضاً حالة تبلّد الإحساس؛ وحالة النوام العميق.. ويكيبيديا
– بتصرف.
أي
الموت السريري.. وما يعمل فقط هو عضلة
القلب! الذي سيفضي إما إلى تأجيل إعلان
الوفاة! أو إلى إعلانه!.. وفي كِلى الحالات.. هي
اللحظة الرمادية المتوسطة بين حالتي موت حقيقية بالمعنى المجتمعي؛ ومنه السياسي..
حقيقةً
هذه الحالة تصف بدقة حالة "الكوما السياسية" لكل القادة والحكام
والسياسيين في الدول العربية والإسلامية؛ والأنظمة الشمولية.. وهي حالة مَرَضية.. ناتجة
عن العديد من الأمراض المجتمعية المتراكمة..
كائنات
حية - ميتة منفصلة عن الواقع والحاضر؛ والتاريخ؛ والجغرافيا؛ والذاكرة؛ والوجدان؛
والضمير؛ والأخلاق؛ والإنسانية...
وبالمبدأ القائل: "لو دامت لغيرك؛ ما وصلت إلك".. سنرى أن هؤلاء الحكام والقادة السياسيين هم جزء من هذه الشريحة التي عانت كل ذلك بالاكتساب والبرمجة.. وأيضاً سيتحولون بالممارسة إلى الشريحة التي تعمّق هذه الحالة وتأزّمها! فيتحولون لأن يجسّدوا النظام – المنظومة الأم نفسها!.. ولا يفيد هنا إن كانوا آوادم.. أو ذعوريين.. فهي على حدٍ سواء..
أما الحل فهو:
بالتغيير
الجذري والعميق كحل أمثل ودائم.. وهنا الإصلاح لا ينفع ولا يُجدي..
وذلك
بنفض كل ذلك الموروث والإرث والعرف والنمذجة والسلوكيات والممارسات... وتحطيم تلك الأصنام
والقيود.. والتخلّص من حالة عقدة الشعور والإحساس بالذنب تجاه أي شيء! عن عاتق
الإرادة الحرّة الواعية.. والتمتّع بحرّية الخيار والاختيار الناضج والصحيح..
والتغيير
يبدأ أولاً من النفس – الذات الشخصية والمجتمعية.. فكيف
تُصلح وأنت غير صالح.. كيف تُغير وأنت لم تتغير من داخلك..
يقول مظفر الجميل: "قتلتنا الرِدة! قتلتنا الرِدة!
قتلتنا أن الواحد منّا يحمل في الداخل ضدّه!"..
نعم جميعنا ربما؛ في حالة من الكوما أيضاً.. وليس فقط الحكام والقوّاد والسياسيين..
ولا تترجى أن يعي ويفيق هؤلاء الطغاة الخَرِفين من زهوة أحلامهم؛ ونومهم بثبات عميق.. فهم مبرمجون على هذه الحالة.. ومبرمجين لها.. وهذه هي أدوارهم.. فدعهم في نوامهم الدائم العميق..
أما بالنسبة لك - لكم...
كن ما شئت! وما تشاء! ولكن اخرج من حالة الكوما المجتمعية..
أفق! تحرر؛ صَحصِح؛ تعمّلق... وأبداً بالتغيير
الآن! والآن يعني الآن..
ولا تترجى بإفاقة هؤلاء.. دعهم في نومهم المعسول.. فعندما
يصحون! سيصحون لزيادة الخراب والتخريب!
اصرخ بنبض وصخب وقوة وعزيمة ودائماً "Freedom".. ولتكن صرخة مدوية كصاعقة
الرحمة في قلوبهم فتؤدي إلى موتهم الحقيقي..
والتغيير يبدأ من داخلك أولاً.. منك أنت؛ فهو لا
يُمنح؛ ولا يُعطىُ! وإنما يُكتسب بالمعرفة والفعل والممارسة والسلوك..
ليشّع منك على الآخر والآخرين والمجتمع..
ويتحول إلى ذلك النور في نهاية النفق المُظلم
الطويل..
فيضيء عليكم؛ وبكم؛ ومن خلالكم؛ ولأجلكم..
تابعونا في الرقصة التالية..
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18
الإجهاد المُضني؛ والتوتر المُزمن19
'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20
الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21
الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22
النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23
لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24
الحزن ينعي الفرح؛ مرثية الآلام25
المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26
الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27
ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28
أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة29
عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي 37
هتلر الألفية الجديدة؛ ومنظّروا الدول الفاعلة!40
تبّاً للعالم الحرّ! تبّاً للضعفاء؛42
الحرب العائلية الثالثة؛ هتلروف روسيا43
سوريا وأوكرانيا؛ وجه! لا وجهين للمقارنة 44
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!
التدريب والاستشفاء.. حقاً أأنت بخير!
الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
المصير والقدر-
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


