لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا!
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا!
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي5
لكم أكتب.. في الرقصة الخامسة!
إلى من يهمه الأمر...
الثابت
الوحيد والأكيد هي الاستراتيجيات التي تعمل من خلالها القوى العالمية صاحبة الوجود
والنفوذ والتنفّذ.. للإدارة والسيطرة والتحكّم! الدولي والعالمي.. وحتى الفضائي..
تلك
الاستراتيجيات "قصيرة
وطويلة الأمد؛ ومراحلها المتعددة"..
التي يضعها مفكروها ونخبها وعقولها
وعلماءها...
أما
نحن ففي بلادنا "بلاد الواق والقاق؛ بلاد الخبز والحشيش والعمامات" فنغتال
العقول! ونهين العلماء! وُنفقِر النُخب! ونطارد المفكرين!.. ونستبدلها بالأغبياء والأنصاف والحمير والمُخبرين!!
لقد
انتقلت مرحلة الفكر والعمل والخطط الاستراتيجية لهذه الدول وهؤلاء المفكرون؛ إلى
مراحل متقدمة ومتطورة..
منها:
فكرة المصيدة من الداخل! من نفس جنس وطبيعة
البلدان والحكام والساسة والأطقم المُهيمنة؛ والأنظمة السياسية والإيديولوجية
والدينية... وما يتفرّخ منها من تعصّب
وعشائرية وقبلّية وطائفية ...
أي
الخلل والإضعاف! وإسقاط القضايا والشعوب والمجتمعات والدول... وتحقيق المُراد
والمُخطط له... منه؛ وفيه؛ ومن خلاله..
لقد
عملت استراتيجيات الدول العظمى وسيطرة تحكّم رأس المال! والمرجعية الدولية
والعالمية! على بدائل للسيطرة والتحكّم! والاحتلال والاختلال المتوازن.. منها:
* خلق منظّومات وأنظمة وحكّام وساسة
وقادة... تابعة؛ ورجعية؛ وديكتاتورية؛
ومتخلّفة.. في بلدان العالم ذات التصنيف؛ والبِلا تصنيف..
* وعملت على ترتيب وخلق صورة حقيقية لها
فيما يخصها ككيان داخلي؛ كدولة وإدارة وجمهورية ومملكة.. بلدان ديمقراطية حقيقية؛
وقانونية ودستورية؛ تعمّ فيها الحرّيات والتنوع.. وسيطرة القوانين والدساتير
الوضعية والمجتمعية..
أي
كما قال المفكر الجميل "سمير أمين" بوجود دول المركز؛ ودول المحيط- الهوامش..
أو
كما نصفها نحن بشكل أعمّ: بدول مركزية
للتحكّم والسيطرة – دول محورية لاعبة أساسية؛ وملعوب فيها – دول فرعية ملعوب فيها
وبها؛ وتلعب أدوار محددة تتقاطع ومرسومة لها – دول هامشية ملعوب فيها؛ وبها؛
وبقضاياها... دائماً.
من
خلال ذلك قامت بإفراغ كل قضية! وحق وحقوق! من جوهرها ومعناها وأصالتها! في بلدان
الفروع والهوامش.. دون تكلّف وبكل سهولة ويسر..
* فهي
دول بجوهرها ديمقراطية؛ وقانونية؛ وتعنى بحقوق المواطن والإنسان؛ وتكفل الحرّيات
الفكرية والمعتقد والفردية والشخصية والجماعية والكيانية.... فلا مشكلة داخلية...
* وبنفس
الوقت تتغذى وتتصدر وتهيمن وتستثمر بالتصدي لصنيعتها من بلدان وحكام وأنظمة القمع
والتخلّف والديكتاتوريات...
ومن
هنا؛ فالقضية الإنسانية؛ والحقوقية؛ والحرّيات بمختلف أنواعها... والليبراليات؛
والقضية الفلسطينية... وغيرها من القضايا..
أُفرغت
من جوهرها وأصالتها! لا بفعل مباشر من قِبل دول السيطرة والتحكّم ودول اللاعبين
الأساسيين..
وإنما
من قِبل أصحابها! والمسؤولين عنها! والمعنيين بها!...
على سبيل المثال:
الحرّية؛
والحرّيات بأنواعها؛ والقضايا الإنسانية والحقوقية... ستتحول إلى فوضى وخراب
وتخريب واصطفاف واقتتال...وبالنهاية إلى خرابة تعمّ فيها الظلمة والظلام الحالك..
ولنا أمثلة واقعية في: سوريا؛ والعراق؛ واليمن؛ ومصر؛ وليبيا؛ ولبنان؛ ....
والقادم أعظم..
أما
القضية الفلسطينية المُتاجر بها طويلاً وكثيراً.. ستتحول في قناعة الشعوب الحرّة!
سكان هذه البلدان.. إلى قضية تُشابه الأنظمة والساسة والسياسيون وقواديها من
الحكّام..
فتتحول
في منظورهم إلى قضية عبثية واستنزافية (كحالة
أشبه بحالة الاغتراب المُزمن)..
أي
ستقوم هذه الشعوب بعمل إسقاطات لتلك القضية والقضايا على أنها هي نفس تلك الأنظمة
والمنظّومات والشخصيات.. وشبيهة لها!
بمعنى:
عندما يقوم شخص ما حانق على نظام وحاكم سياسي سيء ورذيل.. بتحطيم محال؛ أو تكسير
حديقة وأرصفة ومقاعد! وإشارات ضوئية!...؛ أو قطع شجرة!... سيظن بنفسه أنه ينتقم من
ذلك الحاكم الظالم! وتلك المنظومة الرذيلة... بفعل حالة الاغتراب التي يعيش بها
ومن خلالها!
بالطبع هي تعبير رمزي وسلوكي تنفيسي
عن حالة الغضب والحنق والقهر... وهنا هذا ليس مقصدنا في التفسير..
وعلى
نفس المقياس سيقوم بعملية إسقاط لكل القضايا التي تعنيه؛ وتعني له في الوجود والجوهر
والصميم والحياة... (كالحرّيات الخاصة
والعامة؛ وسيادة القانون؛ والعدالة القانونية والاجتماعية؛ والقضايا المركزية
والفرعية...) على أنها هي نفس تلك المنظّومة
وشخوصها سيئة الفعل والذكر والسُمعة!
فيتحول
إلى رافض لفكرة التغيير.. والحرّية والحرّيات والعدالة والمساواة والحقوق.. كونها
ستعني الدمار! والفوضى!...
ومقتنع
تماماً بفكرة الستاتيك- الجمود! وبدائلها للهيمنة الواقعية والمفروضة كضرورة.. من قمع وكبت
وعبودية ومحسوبية وديكتاتورية وبوط عسكري... كونها ستعني الاستقرار ولو بطريقة
عبيد المنازل! وعبيد المزارع!...
وأيضاً؛ كاره ومتخلّي ورافض بملل مُضني! ومُستغني تماماً ونهائياً.. من وعن قضايا الشعوب
الحرّة؛ ومنها الفلسطينية!..
لأنها
ستصبح:
* "ورقة التين" التي يتسترون
بها ليخبؤوا عوّراتهم وقبّحهم وأفعالهم القبيحة!..
* وستكون "الضرع" المحلوب والمجلوب
والمسلوب والمنهوب!..
*
وأيضاً الحجة في تشريع النظام المليشياوي! والتفلّت والسلاح والتصفيات والأزلام...
*
وهي الوقف الدائم للاستنزاف والهدر والسرقة والإفلاس!...
** وهي؛ وهي؛ وهي؛..
وعلى
هذا سنرى كل شعوب المنطقة تخلّت بطرقة أو بأخرى عن القضايا التي كانت تعنيها.. وكرهتها! لأنها مرتبطة بأمثال هؤلاء!
لا
بفعل دول "الهيمنة والإدارة والسيطرة والتحكّم والاستكبار والاستعمار
والاستيطان..."
وإنما
بفعل أصحابها وأزلامها ومسؤوليها وراعيها وقوّاديها.. من التيجان والحكّام واللفات
والعمامات والرايات ...
لقد خلقوا هؤلاء كمُتحكّمين بنا وبقضايانا؛ ولإفراغها
واستفراغها...
ومن أفضل منهم على فعل وارتكاب هذا! وليعمل على إنهاء كل ذلك!
ولا يغرّكم أصوات المواقف "الوطنية"
والصريخ والنبيح والتشبير والأصابع.. من قِبل القادة والحكّام والسياسيون... فهي قناع لعِب
الأدوار بإمتياز!...
ولا صور وشعارات وأيقونات ورايات ورموز القضايا
والشعوب... من قِبل بعض الفئات والناس والمتضامنين..
هي فقط للمشاركة الوجدانية والشعورية؛ كبديل وتعويض
نفسي وأخلاقي وإنساني...
وربما ستعني للبعض الكثير! الشو! والإعلان! والترويج!
والإيهام!...
تابعونا في الرقصة التالية..
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18
الإجهاد المُضني؛ والتوتر المُزمن19
'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20
الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21
الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22
النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23
لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24
الحزن ينعي الفرح؛ مرثية الآلام25
المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26
الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27
ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28
أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة29
عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي 37
هتلر الألفية الجديدة؛ ومنظّروا الدول الفاعلة!40
تبّاً للعالم الحرّ! تبّاً للضعفاء؛42
الحرب العائلية الثالثة؛ هتلروف روسيا43
سوريا وأوكرانيا؛ وجه! لا وجهين للمقارنة 44
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!
التدريب والاستشفاء.. حقاً أأنت بخير!
الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
المصير والقدر-
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


