رقصات على إيقاع التعرّي السياسي!
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي!
لك أكتب.. في الرقصة الأولى!
إلى من يهمه الأمر...
قيل:
"السياسيون مثل السعادين! إذا تعاركوا- اختلفوا! أفسدوا الزرع- المجتمع والدولة...
وإذا تصالحوا- تحالفوا أكلوا المحاصيل!!" وأيضاً أفسدوا المجتمع...
ربما
هذا القول يصف حال من يتولّى العمل السياسي بمعنى "السلطات- الأنظمة-
المنظومات؛ الأحزاب والأيديولوجيات والشخصيات...".
ولكن
بطبيعة الحال ليس علم السياسة.. وليس الشأن السياسي..
فالسياسة
علم؛ ولها منهجيات رائدة؛ واستراتيجيات متعددة..
وأيضاً
هي شأن خدمي ومجتمعي ووطني.. وليست عمل وتعاطي..
فالسياسة كأحد أهم الحوامل المجتمعية منّبثقة من فكرة "العقد الاجتماعي" والتشريع القانوني- الدستوري.. لبناء فكرة الدولة وحاضرتها ومؤسساتها وأفرادها...
أما لفهمها فهي 'كلوحة الموناليزا' يستطيع كل شخص؛ أو جهة؛ النظر إليها من زوايا مختلفة؛ وقراءتها وتفسيرها وفق الزاوية التي ينظرون بها.. من حيث شمول نظرتها التي تتسع ملئ المكان؛ ابتسامتها وعبوسها؛ انشراحها وتجهّمها؛ فرحها وحزنها؛ بساطتها وغموضها؛ وضوحها وأسرارها... وسيخرجون بتفسيرات ورؤى متباينة ومختلفة...
نعم؛
نستطيع القول: متى تحلّت السياسة بالأخلاق ماتت!!
ولكن
هذا لا يعني بطبيعة الحال أنها ليست مبنية على هرمية أخلاقية ومبادئ قيمية..
قولنا هذا بمعنى: أن السياسة أيضاً هي فن؛ وبالتالي تتمتع بهذا النوع التوازن والمرونة في عقد التحالفات وبناء المصالح وإجراء المفاوضات... مع أطراف سياسية أُخرى .. بشرط أنها ستكون لصالح ولمصالح وفائدة من يُمثّل هذه الجهة.. وهنا تُمثّل الشعب..
وليس
لخِداعه بمكر الثعالب.. كنمط وأسلوب مراوغ يتّبعه السياسيون والأنظمة المُسغلِة
والقهرية! بترسيخ عملية التجهيل والتجاهل والرقص العاري! الذي تمارسه قوى الأمر الواقع بمهارة وخداع شيطاني.. وبعقلية العصابات.. وسلوكيات اللصوص.. وممارسات القوّادين!
يقول 'جيمي كارتر'- المُذّكرات: "السياسة هي ثاني أقدم مهنة في التاريخ بعد مهنة الدعارة، وتشتركان في أسلوب واحد هو التسويق لها..." فالسياسي تماماً كالقوّاد في استمالة الزبائن وزبانيته...
مثلها
مثل الإسلام السياسي وقياداته؛ والتي تمر اليوم بأزمات عميقة على مستوى بنيتها
التنظيمية الداخلية وقاعدتها الجماهيرية ..وفي أنحاء العالم! لأنها أزمة مرتبطة
بكونها منظومة موتورة "متوترة وتخلق التوتر" بين تناقضات كثيرة: كالراديكالية والإيديولوجيات الإلغائية... والتقوقع!! وبنفس الوقت إقامة المشاريع
السياسية والدينية والشعوبية... والتي تحتاج إلى شراكات وعقد مصالح وبناء تحالفات حتى
مع الشيطان ذاته!. هذا الانفصال الإيديولوجي والعقائدي والتشوش في الذهنية والسلوك والثقافة
بمجموعها تقود إلى العنف والتطرّف والإلغاء.. والموت!
حكاية وخبرية.. "سيد القرود الهَرِم"
تروي
الحكاية الصينية من القرن "14" للمؤلف الياباني 'ليو
جي':
أنه كان يعيش رجل عجوز في ولاية تشو الإقطاعية؛ واستطاع الاستمرار بالحياة من خلال احتفاظه
بقرود لخدمته!
وكان
أهالي تشو يسمونه 'جو
غونغ' أي "سيد القرود".
كان
"سيد القرود" يجمع القِردة كل صباح ويأمر أكبرها بأن يقود نظراءه إلى الجبال
لجمع وجني الفاكهة من الأجمّة والأشجار..
حيث يفرض عليهم قاعدة مفادها: أن يقدّم كل قرد منهم جلّ ما يجمعه إليه؛ وكان يُعاقب كل قرد يتخلّف عن ذلك! بجلده دون رحمة.
كانت معاناة القرود شاقّة، ولكنّها لم تجرؤ على الشكوى والتمرد!!
في أحد المرات سأل قرد صغير! القرود الآخرين قائلاً:
*
هل زرع الرجل الهَرِم جميع أشجار الفاكهة والأجمّة؟ فأجابوه: لا!! إنها تنمو وحدها!
*
ألا نستطيع أن نأخذ الفاكهة من دون إذن من الرجل العجوز؟ فأجابوه: نعم نستطيع!
*
لماذا إذاً نعتمد على الرجل العجوز؟ لماذا علينا أن نخدمه؟
فهمت
القِردة ما كان يرنو إليه هذا النبيه!
وفي
نفس الليلة؛ عند ذهاب الرجل الهَرِم إلى النوم "حيث كان يغطّ في سبات عميق كعادة كل الساسة المتسلطون"!
قامت القِردة بالتمرد والثورة المباغتة؛ وحطّمت قضبان أقفاصها.. واستولت على الفاكهة التي كان العجوز
قد خزّنها! وأخذتها إلى الغابة...
لم
تعد القِردة إلى العجوز بعد ذلك أبداً!
وفي النهاية مات سيد القِردة جوعاً...
المُشكلة ليست بسيد وسادة القرود.. فهم منجبلون على هذه الطبيعة..
وإنما الحل كان ومازال بيد القِردة دائماً...
في التحرّر.. والحرّية.. بالتمرّد والثورات الخلّاقة...
تابعونا
في الرقصة الثانية..
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
نرسيس سوريا؛ أسد التهريج اللاحم 45
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18
الإجهاد المُضني؛ والتوتر المُزمن19
'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20
الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21
الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22
النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23
لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24
الحزن ينعي الفرح؛ مرثية الآلام25
المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26
الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27
ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28
أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة29
عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي 37
هتلر الألفية الجديدة؛ ومنظّروا الدول الفاعلة!40
تبّاً للعالم الحرّ! تبّاً للضعفاء؛42
الحرب العائلية الثالثة؛ هتلروف روسيا43
سوريا وأوكرانيا؛ وجه! لا وجهين للمقارنة 44
تلاتة بواحد! أُسيد وبكيز وزغلول
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
التدريب والاستشفاء.. حقاً أأنت بخير!
الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!
الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
المصير والقدر-
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


