الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
لك أكتب.. في التخصص
إلى من يهمه الأمر..
في داخل كل واحد منا شخصيتان متناقضتان! تحددان ملامح نمط شخصيته الحقيقية التي تظهر
بكافة أفعالها وتفاعلاتها وانفعالاتها! المجتمعية؛ من الخاص إلى العام..
تعود أسباب هذه الفكرة التي نطرحها إلى مسألتين في غاية الأهمية؛ والحقيقة:
أولهما؛ وكما
تعوّدنا أن نقول: أن كل شيء في الكون والحياة في ولادته ووجوده؛ إنما هو نتيجة -
ناتج عن شيئين متناقضين متعاكسين!
"1+1=3". يحددان صورته
وسماته ومحدداته الأولية وشكله... الأخير؛ ولكن غير النهائي!
– حيث أن هناك كثير من الظروف
المجتمعية المتنوعة التي ستلعب دوراً كمحددات أُخرى.
ثانيهما؛
ربما يعود إلى طبيعة المجتمعات
الموصومة بالموروث البائس! القاسي والعنيف؛...
وفي
كثير من الأحيان المتخلّفة! والمتفسّخة! والمقهورة!! ..إلخ. وهي التي تخلّف من
جرائها أنماط - شخصيات غير سوية! وربما لا تتمتع بالصحة النفسية والعقلية السليمة؛
والكافية.. شخصية مزدوجة الطبيعة والتطبع "ازدواجية"!..
وربما
شخصية فصامية!.. وشخصيات مَرَضية!.. وشخصيات سوية بالمظهر العام لكنّها مَرَضية في
أفعالها وتفاعلاتها وانفعالاتها وسلوكياتها...؛ والعكس صحيح؛ إلخ.
وأيضاً
شخصيات طبيعية تحمل التناقضين معاً! فيظهر كلاهما على ملامح نمط شخصيتها من خلال السلوكيات
والأفعال ورداة الفعل... خلال فترات زمنية متقاربة أو متباعد؛ أو بحسب الموقف والتفاعل
الشخصي والمجتمعي...؛ الذي تتواجد فيه.
أو
تطغى طبيعة شخصية على أُخرى بشكل أوضح! وعلى ملامح نمط الشخصية؛ وبالتالي السلوكيات
والأفعال ورداة الفعل والتفاعل ...إلخ.
وهنا نكون أمام نمط شخصية محددة؛
بطبائع؛ وطبيعة؛ وتطبّع مُكتسب.. مختلف! ومتناقض في كثر من الأحيان والمواقف والتفاعلات
والانفعالات والسلوكيات.. في الحياة الشخصية؛ والخاصة؛ والمهنية؛ والعاطفية؛ والاجتماعية؛
والعامة؛ المجتمعية ... .
ومع ذلك؛ ما نريد أن نصبوا
إليه بالقول هو:
إن
استطعنا أخذ صورة انطباقيه عن حال ما قمنا بتوصيفه أعلاه؛ كحالة مجتمعية. عندئذٍ
يمكن لنا أن نتبنى أحد تلك الصور؛ ونختزلها بشخصية "الحكيم؛ والأرعن".. لتوصيفها!
وحقيقة
أنماط شخصية الأفراد المجتمعية عندئذٍ؛ هي كالآتي:
A-
نمط شخصية تلعب الدورين معاً! بشكل متساوٍ!
* إما بشكل متوازن!
وطبيعي! وبحسب الموقف المحدد!
*
أو بشكل غير سوي! وغير متزن! وغير ناضج!
B-
نمط شخصية تلعب أحد الأدوار أكثر من الدور الآخر! بشكل نسبي!
*
أيضاً بشكل متوازن! أو غير متزن!
C- نمط شخصية تلعب دوراً محدداً؛ كون صاحبها استطاع إطفاء الدور
الآخر وتغييبه...
وهنا
فهو إما حكيم بأغلب أوقاته! أو أنه أرعن طيلة
الوقت!
* الحكيم: يقوم بالفعل
والمبادرة دائماً؛ والتفاعل حسب طبيعة الموقف الذي يكون فيه! فيتصرف وفقاً لحكمته!
وليس وفقاً لحماقته! فيكون فاعل؛ ومتفاعل..
*
الأرعن: يقوم بالانفعال فقط! فيتصرف وفق رعونته وعدم نضجه! فيكون منفعل دائماً!
* الحكيم: يرى الأمور من منظار حكمته؛ في الهدوء والتريث؛ والثبات الانفعالي الجيد
والسوي؛ ويتصرف وفقاً لها؛ وبحسب ما يستجد من أمور! ومواقف..
* الأرعن: يرى الأمور من منظار سفاهته! في التعجّل والتهور! والانفعال المتسرّع!.. ويتصرف
وفقاً له! ولغرائزه غير المُشذبة! وغير السوية! وهو ما يجعل من مستجدات الأمور حدثاً
طارئاً طيلة الوقت في حياته!
* الحكيم: واثق بنفسه! وثقته بالآخرين تتأتى من خلال ذلك.. فهو ماهر؛ وذكي: عاطفياً –
وجدانياً وعقلياً
وانعكاسياً واجتماعياً ...؛ وخبير؛ وقادر؛ ومقتدر؛.. وقاهر إن لزم الأمر...إلخ.
* الأرعن: لا يثق بنفسه أولاً! لذلك لا يثق بأحد- ولا
يستطيع مطلقاً! فهو قاهر ومقهور؛ "ودكي - يدّعي الذكاء" بغباء كامل
التوصيف! مخصي نفسياً وروحياً وعقلياً... وعقيم اجتماعياً ...إلخ.
* الحكيم: ينظر إلى الوقت - الزمن من خلال الصبر
المتأنّق الجميل! والبناء المُخطط القويم! في الأفكار والسلوكيات والتصرفات
والتخطيط... والنظر للأمور والزوايا؛ وجل التناقضات؛ والأخطار؛ وكافة الاحتمالات؛...
ويمنحها حقها..
* الأرعن: متعجّل! ينفعل بمرور الوقت بسفاهة الأحمق
المُسيء! يهدّم كل شيء بشكل ممنهج – إن وجد في عقله وأفكاره وسلوكياته شيء مشيّد بالأصل!
وإن لم يكن وهذا الأصح!! سيهدّم ما يقوم بهِ الحكيم كخصم أمامه؛ من خلال ما يفسره
مما يتراءى له! أو يستمع له! وما يتخيّله من صور وفقً لكل ذلك...- ؛ ويعتبر مقياس صبره أنه مازال يحتفظ بسفاهة وسفالة وكراهة
وقذارة.. أكبر لم يستخدمها حتى الآن!
* الحكيم: شخص طبيعي؛ وكائن حي مجتمعي! ويشبه الطبيعة
بتقلباتها وتناقضاتها: يُصيب؛ ويُخطئ فيصحح؛ يفعل ويتفاعل؛ وينفعل أحياناً!؛ يحب؛
ولا يحبذ! يتواصل؛ ولا يرغب! يهدأ؛ يغضب! يضحك؛ يبكي! يفرح؛ يحزن! .. ولكن ضمن
الحدود الطبيعية المتزنة والمتوازنة والطبيعية...
* الأرعن: شخص ضد الطبيعي والطبيعة! كائن عشوائي! غير
مجتمعي! شكاك! يُخطئ ويحمّل الأخطاء للآخرين! أو لا يتقاسمها؛ ينفعل دائماً!
ويتفاعل نادراً؛ لا يحب إلا من منظور نفسه النرجسية أو السيكوباتية؛ أحمق طيلة
الوقت ولو أبدى عكس ذلك! يأخذ أي شيء؛ و كل شيء إلى حدوده القصوى والنهائية! بشكل متطرف؛
وغير متزن! وغير متوازن!..
* الحكيم: يعتبر أي شيء وكل شيء! حتى السيء منه؛ كتجربة
وخبرة للاستفادة منها.. لا يُبدي ندماً! فيتحمّل الأخطاء بجدارة وفروسية؛ وروح
خلوقة وخلّاقة..
* الأرعن: يعتبر أي شيء وكل شيء مهما بدى جيداً على أنه
سيء! حزين ونادم أبداً؛ يحمّل الأخطاء للحظات والآخرين! بوضاعة وروح العبد وجيناته
في داخله وطباعه!
** الحكيم: خلّاق - خليق وخلوق؛ فهو جميل صانع للجمال..
** الأرعن: علّاك- بائس! وحزين!.. له كل الشفقة! والرحمة الإنسانية..
كلاهما ككلٍ طاقة!
الأول: طاقة إيجابية؛
بيضاء مُشعّة وناصعة...
والثاني: طاقة سلبية!
سوداء مُظلمة وقاتمة!
أحدهما؛ كسيد بأخلاق
السادة! في المظهر والجوهر؛ في الظاهر والباطن؛ في الصورة والحقيقة..
والثانية؛ كعبدٍ رخيص بأخلاق العبيد في حقيقته وطبائعه
وصفاته وجوهره..! يدّعي كالباطل منتحلاً أخلاق الساده!..
على الهامش! على المامش!
* في الحقيقة هذه المقدمة والأفكار المقترحة والمتبناة من قبلنا؛
متأتية من خلال البحث والتجربة والخبرة التخصصية؛ والبحثية – العلمية؛ والشخصية؛
والعمل الإكلينيكي... الطويلة نسبياً في حياة المجتمعات المُصغّرة والكبيرة؛ وبعض
الشعوب؛ والجماعات؛ وأنماط الأفراد المتعددة والمتنوعة؛...إلخ.
* وهي تعطينا ملامح محددة عن طبيعة المجتمعات المقصودة والأفراد
وسماتهم! بنسبة كبيرة؛ قد تكون غالبة!! اعتماداً على عينة البحث المتعددة
والمتنوعة المعتمدة؛ وقدرتها التمثيلية الجيدة؛ وإمكانية التعميم المنطقي
والموضوعي؛ العلمي والمنهجي..
هذه هي الحقيقة .. والحقيقة دائماً
ما ستبدو بشعة – قبيحة .. ولكنها تبقى حقيقة ..
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
المصير والقدر-
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


