المصير والقدر! أنت المعني أولاً وأخيراً
المصير والقدر! أنت المعني أولاً وأخيراً
لك أكتب.. في التنوير
إلى من يهمه الأمر...
كل شخص لديه قدره الخاص في الحياة!..
هناك كثيرين لا يقومون بملاحقته! واتّباع- السير على- الطريق المؤدية إليه!...
وهناك من يقوم بهذا التحدّي! ويخوض هذه المغامرة! مهما بلغت درجة وشكل المُخاطرة.. ومها طال بهم الزمن.. ليحققوا أخيراً أقدارهم الخاصة....
وبذلك...
أنت من تخطط لمصيرك!
وأنت
من تُشكّل مسار حياتك!
وأنت
من يقوم باختيار طريقك! وأنت المعني بحيواتك!
والخطأ!
كما الصواب! يقع عليك وحدك! وأنت من يتحمّل مسؤولية ذلك!
ليس أي أحد معني بذلك! وليس القدر بالطبع! فلا تحمّله أخطاءك..
كونك
مُخيّر ولست مُجبر! وذلك للاختيار بين
طريقين! أو عدة طرق متاحة!.. فالقدر هو من المقدّر "تماماً كما نقول في
المبدأ العلمي بالتنبؤ والمحاكاة والقياس والإسقاط؛ وغيره"؛.. أما كونه رُسم!
وتم ابتداعه! ليعلم مسبقاً ما انت عليه؛ بالتأكيد سيترك! ويُترك لك الباب مفتوحاً
لإمكانية الاختيار بين عدة طرق أو بدائل! وإلا –وبمنطقهم فأنت لست مذنب بشيء! ولست
مسؤول عن أي شيء من أخطاء! أو صواب! وغيرها من خياراتك! واختياراتك!!
إن الألغاز التي يقولونها لك! سواء في الأحجيات الكلامية! والتخمينات الدينية! والمستور
منها!.. في سياق الموروث! والتابوات
الكثيرة!..
وسواء
من خلال قراءة الطالع والنازل! والتبصير والمستبصرين!...
ليس
لها معنى حقيقي! أو معنى مُحقق! وملموس! حيث يمكن لك تفسير كلماتها بطرق عديدة!
بل
ويمكن أن تُشعرك بالإنهاك والحيرة! إلى حد أن تتوقف عن منح الراحة لنفسك! أو الظفر
بالمعرفة الحقيقية! فتبقى في حالة من الضياع والتوهان! والخوف! وبالتالي المطواع
دائماً ..
وكل ذلك سيتسبب لك بالارتباك والضياع! والمزيد!
والمزيد منه!
التوقعات!
والمقدّر! والمصير المكتوب! والمعلوم والمجهول!.. وغيرها من الطلاسم والأحجيات..
خطيرة جداً! -ودائماً- عليك!
لأن
الكلمات التي تُقال لك! تُقال بطريقة تتضمن البوح الخفيف! والكثير من الخوف
والمخاوف! والمعاني التي تُثيرك! والإيحاءات المتعددة! والطلاسم! والضبابية! والعديد
من الصور والعبارات التي يُمكن أن تُفسر بعدة اتجاهات! وعدة معانٍ!!
ولكن
الكلمات تلك تسبب كل ذلك لأنك فقط تستمع لها- تُصغي لها؛ وتعيرها اهتماماك! وربما
شغفك.. بإجلال وتسليم مُطلق..
هي
ببساطة تقدم لك مصيرك! وأنت من تقوم بتحقيقه بطواعية! وانسياق خلفها!
اعلم
أنك أنت فقط من تصنع مصيرك! أنت من يقوم بتحقيق قدره!... لا القدر- المُقّدر نفسه!
ولا شيء آخر..
القدر؛ والمقدّر المحتوم؛ وغيرها.. صنعها الإنسان لتعطيه أجوبة! وإجابات! يخاف أن يعطيها لنفسه
وبنفسه!
ليُطمّئن نفسه! خصوصاً بعبارات القادم! والآتي! والمُخبئ!.... والمكتوب لك! والمكتوم عنك! وبأنك لا تعلم شيء! ولو علمت لظفرت! واصبر! وستعوّض بأفضل وخير منه! ...
وغيرها من الكلمات الرنانة! والفضفاضة! والغيبية! والغبية! التي تدخل في سياق ورتم أساليب الوقاريين والموقّرين والقارئين والمبصرين.. ولكن بصيغة مقدّسة تحمل طابع ديني غامض! مُهيب وعظيم! ومُخيف!.. بإجلال؛ تُحاكي روح العبد فيك! المطواع والخائف! من مجهول! بات معلوم بالنسبة لك!
إن أكبر
وأعظم مخاوف الإنسان دائماً هو المجهول! وهنا اللعبة! والحيلة!
الإنسان
عدو ما يجهل! وهذا صحيح! ولكن هو عدو ما يجهله فقط كونه غير معروف بالنسبة له! ولا
يعيره انتباه! ..
ولكنّه بالطبع ليس عدو ما يجهله ويعبده بخوف
وخصاء! وإذعان! وتسليم مُسبق! وبطريقة العبد المذلول! الخانع والخاضع والمسلّم برضوخ
مطلق! وبخوف! وقلق!...
العلاقة
بين العبد والسيد! مهما كان شكل هذا السيد! ومهما كبر إجلاله وجلالته! هي علاقة
غير سليمة! وغير صحية! وغير سوية! مهما عُظّمت بالعبارات والجمل والتحليلات .. وزينت
بالمعاني والدلالات! والصور.. حيث أن العبد
الحقيقي أيضاً كان يتماهى مع حالة السيد! ويشعر بأنه سيد وبأنه من السادة! ولنا في
أمثلة عبيد المنازل! وعبيد
الحظوة! أدلة ملموسة! وإسقاط حقيقي! ومنطق مماثل!
علاقة
العبد والسيد علاقة مبنية على الخوف والمخاوف! والدونية! والعبودية..
وهذا ما كان في فترة العبودية تاريخياً تماماً.. ولكن تم استبدال السيد فقط! واعطي إجلال! ووقار! غيبي... وتعظيم! في نفوس الخائفين! والمخصيين! .. الذين يحاولوا دائماً تجميل الصورة! ويحاولون اعطاءها صبغة روحية! وإنسانية! .. رغم أنهم لا يمتلكونها أصلاً!.. أو لم يعودوا كذلك!
في
علم الأنثروبولوجيا ودراسة الشعوب والحضارات والإنسان في مختلف العصور والزمان؛ نقول:
الإنسان
خلق كل شيء على شاكلته! واسقطه على شكله! واعطاه أبعاد قدسية وغيبية في كثير من الجوانب
والصور! ليعبده! فتجعل الشعوب مطواعة ومنساقة عندما تتخلى عن حريتها وإرادتها
الحرّة!.. أضف أنها تمنح الأفراد بعض الطمأنينة- ولو المزيفة! وتريح كاهلهم
من عبء ووزر تحمّل كل شيء! لتسقطها وتعلّقها على الغيبيات بحجة عدم الحيلة على فعل
شيء!
ومن
شروط العبودية لأي شيء هي سلب روح! وإنسانية الإنسان الحرّ! ليتحول إلى عبد!
بأبعاد رخيمة وعظيمة كما يعتقد!
أي
يتنازل عن روحه طواعية! ليستعيدها بأشكال أُخرى! أو يستعيد فتاتها!
فالعبد!
أو من يعتقد أنه كذلك في علاقته بمعبوده! أصبح كذلك لأنه تم إخصائه بالروح والنفس
والإنسانية والتفكير والعقل والمنطق... وسلب ما تبقى له من كونه عقلاني وحرّ!
وإرادته حرة!
حيث
يجب أن يبني علاقته وصِلاته بحب خالص! وليس بخوف مطلق!
أي
الحب لمجرد الحب! وليس تقديم الخوف كالقربان لاستلهام الحب أو للحصول عليه! وعلى
الرضى! والمنافع المتبادلة!..
كل
ذلك وأكثر يجعل منك تعيش حالة من الفراغ والخواء الداخلي أولاً! والمجتمعي ثانياً!
والذي تقوم بملئه بنوع من الغيبيات والتطير.. كونك ستعوّض! أو الاعتقاد بذلك! وهذا
بدوره يقوم بتهدئة نفسك! وخواطرك! وهواجسك! وقلقك! وخوفك!... من القادم والمجهول! والانتكاسات!
والقهر! والتعب! والإنهاك!...
يُضاف
عليه نوع من الكلمات والعبارات السحرية والروحانية التي تدغدغ مشاعرك وما تبقى من
روحك التائهة! بالأفضل! والآتي! والقادم! والخير! والجزاء! والتعويض! ... فتطمأن!
وتهدّأ صرخات انينك الداخلي الموجع بلمسة سحرية!
وتبقى
تعيش في تلك الحالة! وتقبع بمساحتها ما حييت!
* فأنت
حائر وتائه دائماً..
** تعلم
أنك مُسيّر! وبنفس الوقت لديك إمكانية المُخيّر!
** تعرف
أنك تخضع لمبدأ القدر الغامض والمجهول والمقدّر لك! وبنفس الوقت القدرة على الاختيار!
وتمتلك الإرادة الحرة!
وهنا
ستبقى حائر! متردد! خائف! قلق!.. مرتجف في معظم الأوقات!
والمرتجف
الخائف والحائر دائماً ما سيصنع قرارات وخيارات واختيارات.. – أي صنعته وصنيعته!
بناءً على حالته تلك!
تحرر! وانعتق من كل تلك القيود التي تكبّلك!
وتقيّدك! وانطلق..
فطالما تعتبر أنك صحيح! وصائب! وجيد! وأخلاقي!
وقويم! ... إذاً من المفترض أنك لا تخشى شيئاً على الإطلاق..
أما ما يخص ارتكابك للأخطاء والحماقات والإخفاقات؛
وغيرها.. فمن القوة والصحة العقلية والنفسية والاجتماعية أن تتحمل مسؤوليتها وحدك!
دون أن ترمي ذلك على الظروف والآخرين والقدر؛ وغيره..
تماماً كما بالمثل عندما تقوم بالصواب والإنجازات
والنجاحات؛ وغيرها! وتعتبرها منك! ولك وحدك!
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى الحقيقة..
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
الاسئلة الاختبارية لكشف الشخصية الاضطرابية
الحكيم والأرعن- نمط لشخصية ناعمة!
الرحمة مقصد العدالة والإنسانية
نظريتنا في النغل- حيونة النغل البشري!
العلاج الدوائي خاطئ! وعيك صحتك 1
ثقافة استشفاء خاطئة! وعيك صحتك 2
من النور إلى الظلام! من العتمة إلى الهلاك!
من الواجب إلى الممكن– الواقع والتجربة
مزرعة حيونة ابن الإنسان!
الدولة- النظام والامبراطورية الخبيثة
الدولة والأسرة العشيرة- صور من الآهات
1970 – خمسون عاماً من التدليس!
1970 – خمسون عاماً من التدنيس!
الواقع والمأمول- الديمقراطيات السفسطائية!
فن اللعِب! لعبةالدمى- ماريونيت وماتريوشكا
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


