من الجمال ينبعث الحبّْ؛ من الألم ينبثق النور
من الجمال ينبعث الحبّْ؛ من الألم ينبثق النور
رقصة الحقيقة؛ الجمال والحبّْ؛ 30
لكم أكتب.. إلى من يهمه الأمر..
قضيت معظم أوقات حياتي أسعى للاقتراب من حقيقة الخلق! خلق الكون والحياة والأشياء والكائنات..
من خلال الخالق.. عبر الجمال والحبّْ..
في
محاولة لرسم خريطة وفهم خصائص الجنس - الكائن البشري..
كما لو كانت صورة فسيفسائية؛ أو معادلة حسابية؛ أو طلاسم! أو أُحجيات..
تحتاج إلى
التأمل بها وبتركيبها؛ وفك شيفرتها ورموزها؛ وتحليل خفاياها وأسرارها..
درست؛ ولاحظت عدد لا يحصى من البشر
* خباياهم؛ خفاياهم؛ أسرارهم؛ ما هو معلن! وما هو خفي..
* حركاتهم؛ أنواع ابتساماتهم وألوانها؛ وجوههم وأقنعتهم؛ تصرفاتهم؛ سلوكياتهم؛ رداة فعلهم؛ لغات أجسادهم المختلفة..
* أنواع كلامهم ونبراتهم؛ صورتهم
وجوهرهم؛ ظاهرهم وباطنهم؛ ما يبدوه! وما يخفوه! زيفهم وحقيقتهم... وما أزال..
في محاولة لرؤية حقيقة البشر؛ وكيف يبدون؛ بالصيرة وحدها؛ وليس بالنظر..
ولكن من هم! في حقيقة الأمر؟
كل
ما وجدته في حقيقة الخلق؛ هي أن الخالق حقيقتي! لقد خلق الإنسان على صورته
بالمعنى والجوهر..
فهي؛
هو؛ الخالق! لأن الخالق لا جنس له! لهذا تقول الأساطير وتتغنى بالإلهة الأنثى..
والإله الذكر..
هي؛ هو الخالق بعينه..
وعيله يمتلك الكائن البشري كامل الحرّية والقدرة والإرادة
الحرّة المُطلقة.. لفعل ما يُريد وأراد..
أن يكون إنسان؛ وأن يكون كائن حيواني.. أن يكون ملاك؛ وأن يكون شيطان؛ ..
كل سلوكيات وتصرفات البشر.. كل أفعالهم وأعمالهم.. إنجازاتهم واختراعاتهم.. كل وضاعتهم وعظمتهم..
ما هي إلا فعل تجلّي للخالق نفسه؛ لأنها من خلقه؛ وعلى صورته..
لقد
لمحت جمال الخالق في لحظات عابرة؛ من خلال تلك التفاصيل؛ والتفصيل الدقيق؛ التي
لا يراها أحد؛ أو يغفلون عنها..
وأنني
مقتنع أن الخالق يعيش في كل شيء.. في معظم أي شيء..
ومع ذلك حين اقتربت من تلك اللحظة؛ الحقيقة.. لم أجد شيئاً؟! وكأنني عالق في الفراغ من جديد..
ويبقى السؤال:
ما هو أنبل مسعى يمكن أن نسعى إليه في الحياة المادية التي نعيشها بهذا الوعي الوجودي؟
* البعض
يسعى وينشغل بأموره الشخصية والخاصة والحياتية..
* البعض
يفرغ إلى بعض الأعمال الاعتيادية والروتينية والبسيطة..
* والبعض
ينشغل في الأعمال والمهن الشّاقة والصعبة..
* وآخرون
إلى البحث والمعرفة والأعمال والإنجازات والاختراعات العظيمة..
* وقلة
فريدة إلى ذلك النوع الفريد الذي لم تراه البشرية من قبل..
لكن
مسعى واحد فقط يمكنه أن يجمع كل هذا.. لصنع شيء! وأشياء عظيمة وساحرة..
إنه
لمسة الإنسان وحده!! تلك اللمسة الأنيقة والجميلة؛ في كل عمل أو سلوك مهما كان؛
وكأنه فنان..
إنه
الجميل الذي يصنّع الجمال؛ وينشره بالحبّْ؛ عبر أثير الفرح؛ وألوان طيف قوس قزح
غير المرئية..
لهذا نرى في كل لحظة أن السماء متحدّة بالأزرق ومساحاته اللونية؛ والأسود؛ والرمادي المكفهرّ؛ والأبيض الصافي والشاحب.. والبنفسجي؛ والأرجواني؛ والأحمر القرمزي؛ والأورنجي المحمّر؛..
من شروق وحتى غروب الشمس؛ من تلألأ النجوم وأفولها؛ وحتى ظهور القمر بأطواره
المتعددة؛ بفرحه وحزنه؛ بابتسامته الساحرة؛ وعبوسه على ضوء ضياءه..
كل
ذلك يمكنه أن يبعد الألم والمعاناة والتعب؛ من حياتنا أو يعيد تشكيلها؛ ويحوله
إلى جمال؛ ويحيله إلى محبة خالصة..
فالجمال
العظيم هو الحقيقة المُطلقة الوحيدة التي تخلق صدى مسموع وملموس عبر القرون
المتحدّية للوقت والزمان..
والذي
يمنح الإنسان وإنسانيته نوع من أنواع الخلود..
على
أن يكون مُكلّل بالحبّْ ومن خلاله...
فالجمال
من دون حبّْ.. كالجسد من دون روح..
وهكذا نعلم لماذا تُعدّ الإنسانية بكافة أشكالها ولمساتها أنبل مسعى..
يمكن للإنسان أن يغدو من خلاله فاعل خلّاق وخليق وخلوق..
ليكون تجّسيد للخالق ذاته...
فمن الظلام ينبعث النور..
ومن الألم ينبثق الجمال..
تابعونا في الرقصة التالية..
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى👇
الليالي المُظلمة للنفس– المخاض الكبير؛ 46
رقصات على إيقاع التعرّي السياسي1
في رحلة الحياة والوجود! نحن اللامنتمين2
نعم؛ سأخون وطني! سأخونه وأتجلّى4
لهذا السبب خسّرنا! وأفرغنا قضايانا5
عارٌ علينا! شيم أون وي ونكّابر6
أطياف! الطائف والطائفية البغيضة10
إلى الثوار الأحرار؛ الشعب العنيد؛ وبعد11
الفن والشهقة الأولى؛ الكلمة والصورة13
جنرال وأزلام؛ قتل الطفولة والأحلام14
كلام متمدّن مع الله؛ أرني أراك16
الانتظاااااار! بصبرٍ متأنّقٍ جميل17
لا يُغيّبهم إلا الموت! لا تُغيّبهم الأقدار18
الإجهاد المُضني؛ والتوتر المُزمن19
'المقاومة'؛ والله؛ والضرع المحلوب20
الشعب العبيد السعيد؛ لأصارحكم بحقيقتكم21
الطبقة الوسطى؛ وفخّ اللعبة والأوهام22
النساء؛ قوة ناعمة وفحولية شرسّة23
لمن تصفقوا؛ جمهورية المزرعة والقوّاد24
الحزن ينعي الفرح؛ مرثية الآلام25
المرأة والحقيقة؛ فراشة بأفعال صقر26
الخيار الاختيار؛ فعل للمقاومة والتغيير27
ضهّرناهم من الباب! زمطوا من الشبّاك!28
أوطان صغيرة؛ لا تحتمل الأحلام الكبيرة!29
عزيزي القدر؛ العزيز القدير؛ أعزائي37
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل

