جاري تحميل ... Truth Online

~ شمامّيس ~ Truth Online 369؛ منصّة علمية تنموية؛ لرفع الوعي المجتمعي؛ وتحقيق التنوير؛ وغرس بذور التنمية لقطفها كثمار؛ بهدف الانعتاق؛ وتحرير الإرادة الحرّة الواعية.. عبر التطرّق لكافة القضايا المجتمعية؛ التي تخصّ الإنسان - الفرد وحرّيته؛ والمجتمع وهيئاته المرجعية 'المجتمعية' المتعددة.. من خلال إبراز الحقيقة؛ (البعد – الوجه الثالث للحقيقة)؛ حتى لو كانت "حقيقة بشعة – قبيحة"!..

شريط العناوين

إعلان في أعلي التدوينة

الأزمة المجتمعية- كُلّنا مذنبون! لك أكتب.. في التنوير

الأزمة المجتمعية- كُلّنا مذنبون!

لك أكتب.. في التنوير


إلى من يهمه الأمر...

دائماً ما تُخلّف الأزمات الكثير من المشاكل والأمراض المجتمعية على مختلف أشكالها وصورها! والتي نُجملها تحت بند: "النفس – اجتماعية".

والتي تقود بدورها إلى المشاكل: النفسية الفردية؛ الاجتماعية؛ الاقتصادية؛ السياسية؛ الدينية؛ الروحية؛ الثقافية؛ الإيديولوجية؛...إلخ.

وهي حقيقةً ما تعمّق الأزمات! أو ما نصطلح عليها بالأزمة الحقيقية- الناتجة عن ظروف وأوضاع مجتمعية متعددة؛ قاسية وصعبة - قاهرة! وليس لأن الأحداث والثورات... أزمة بحد ذاتها!


إن أزمة  المجتمع الممثل بالأفراد ("أفراداً؛ وجماعات مصغرّة- المنزل- الأسرة- الحي"؛ العلاقات والترابطات الاجتماعية المتعددة- المؤسسات بأنواعها-؛ والمجتمعات الصغيرة والكبيرة). ومن خلالهم تصبح هي المشكلة الحقيقية!

فالظروف والأوضاع القاهرة هي الأسباب والعوامل الرئيسية التي تقف خلف الأزمات!

أما النتيجة غالباً ما تكون هي الأزمة! والتي تنعكس جليّاً في المجتمع من خلال أفراده!

في العلاج النفسي – الاجتماعي الإكلينيكي؛ نقول: 

يجب دائماً علاج الأسباب والعوامل؛ وليس النتيجة بحد ذاتها!

أما في المجتمعات المأزومة نكون أمام مشكلة معقّدة – مُركّبة!

* فالأسباب والعوامل المجتمعية التي تقف خلف الأزمات يجب إيجاد العلاج المناسب لها بناءً على الواقع- بناءً على ما هو ممكن ومتاح في ظل الظروف والواقع الحالي؛ وليس على ما يجب أن يكون بالشكل الأمثل والصحيح!

* وأيضاً يجب التعامل مع الأفراد والجماعات والمجتمعات ليس كنتيجة فقط!! وذلك بإيجاد طرق وتكنيكات صحيحة وذكية للعلاج! وكأنهم أسباب أو عوامل مأزومة إضافية..


نعم؛ إن أزمة المجتمع الحقيقية تتمثّل بالمُشكلات "النفس اجتماعية" عموماً على مختلف أشكالها ومستوياتها!

وهو ما يجعلنا نرى كل باقي المُشكلات والأزمات المجتمعية المتعددة من جرّائها!

لأن هذه المشكلة تتعلق بالأفراد أنفسهم؛ فهم يمثّلون المجتمع! وهم بوصلته...

وبالتالي تتحدد الأزمة المجتمعية بهذه المشكلة تحديداً! وهي حقيقةً ما يمثّل أزمة السوريين اليوم؛ ويعمّقها! في الداخل والخارج..


بناءً على الملاحظة العلمية- وغير العلمية؛ والمشاهدات؛ والمتابعة والتحليل؛ وبعض الدراسات التي نقوم بها كمختصين ومتخصصين- وحتى الأفراد غير المتخصصين يلاحظون كل ذلك ويلامسونه!

نستطيع القول:

أن أغلب أفراد المجتمع السوري اليوم يعانون من مُشكلات عميقة! تتحدد تحت عنوان عريض هو: الأزمات- المُشكلات "النفس – اجتماعية"!

وما تخلّفه من مُشكلات مأزومة على مستوى الفرد نفسه؛ وعلاقاته وارتباطاته وتكوين صِلاته وسلوكياته وتفاعلاته مع نفسه! ومع باقي الأفراد؛ والجماعات والمجتمعات والمؤسسات! وصولاً للمجتمع الكبير ككل – الدولة!

وما ينبثق عنها من أمراض- مشاكل: (نفسية اجتماعية؛ وتربوية؛ وتعليمية؛ ومؤسساتية؛ واقتصادية؛ وسياسية؛ وثقافية؛ ودينية؛ وروحية؛ وفكرية؛ وإيديولوجية؛ وسلوكية؛ إلخ).

ستلاحظون ذلك وتلامسونه جليّاً! من خلال:

* اختلاف نمط تفكير وسلوكيات وتصرفات وارتباطات الأفراد واعتلالها! وتداعياتها السلبية! خصوصاً الجيل المجتمعي الفاعل! والمُتفاعل مع الأزمات!

* انقلاب وغياب كثير من المفاهيم والقيم والمبادئ والسلوكيات الأخلاقية السوية.. وتحويرها!

* عدم القدرة على إجراء المحاكمات العقلية السليمة! وحتى العاطفية - الوجدانية!

ومن أبرز صورها: الخلافات المنزلية المتعددة! والأسرية عموماً!  وعلى أمور صغيرة أو تافهة! أو التباعد بين أفرادها.. - فالمنزل والأسرة وحدة مصغّرة عن المجتمع ككل-...

لا أحد يتفهّم أو يفهم أحد! ولا أحد يستمع للآخر! ولا حتى هو نفسه يسمع صوته الداخلي والعاقل!.. ضياع بضياع!

وكأن كل فرد يقبع في دوامته! ولا يسمع إلى صوت صفير وضجيج الفراغ والخواء الداخلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي والوجداني....


ما يؤدي إلى تعميق الفجوة ما بين الأجيال؛ وما بين الزوج والزوجة؛ ما بين الأبوين وباقي أفراد المنزل؛ ما بين الأفراد– الأخوة والأخوات؛ والأقارب؛ فيما بينهم... ومع باقي أفراد المجتمع؛ وصِلاتهم المتعددة!

وصولاً لتفسّخ وانهيار أول صروح بناء المجتمعات ومؤسساتها! واعتلال– مرض أول خلايا الجسد المجتمعي.. والذي سيأذن لا محال في انتشار المرض الخبيث! الذي ما أن بدأ بتداعياته بضرب الخلية المجتمعية الأولى إلا وحلَّ في باقي الجسد! وانتشر فيه! وصولاً لموته سريرياً!


هذه الخلية المجتمعية المعطوبة هي الحاضنة - البيئة التي سيخرج وينطلق منها الأفراد؛ كأشخاص؛ وجماعات؛ وكتنظيمات مؤسساتية ومجتمعية متعددة.. وسيمثّلون المجتمع المتعدد ككل.

ويجسّدون الخلل المتمثّل في اعتلال الصحة العقلية؛ والنفسية؛ والاجتماعية؛ والسلوكية؛...

سنرى كل أنواع المشاكل المتعلّقة في الذكاء العاطفي – الوجداني؛ والاجتماعي؛ والمهارات؛ والتواصل؛...

وهي بوصلة حقيقية في التداعي المجتمعي! والسقوط الحر للأفراد! ومشكلاتهم المتأتية منها في علاقاتهم وارتباطاتهم وتفاعلاتهم وسلوكياتهم وتكوين صِلاتهم.. في الخاص والشخصي والعام!

سنرى:

تسيّد الغباء بدل أنواع الذكاء! و أنصاف الأشخاص بدل شبه الكمال!

وغير الكفؤ! وغير المناسب والجدير! في المكان الذي سيحيله إلى خرابة بدل مؤسسة!

وانتشار الفساد كالوباء بكافة أشكاله وصوره؛ ومراتبه السبع!

والشياطين ليظهروا كالملائكة من خلف الشاشات والمنصات! وعلى مواقع التواصل الاجتماعي!

والمرضى المُعتلون "نفسياً وعقلياً واجتماعياً" هم الأصحّاء! والناصحون؛ عليها ومن خلالها!

والمشعوذون والمنجّمون والمستبصرون والتاروتيون.. كالفلاسفة والحكماء!

والثعالب والأفاكين والضباع يلبسون أثواب ودروع السلالات الملكية من: الذئاب الشجاعة؛ والسباع! ويعلبون أدوارهم!

والذُباب أفراداً وأسراباً؛ وبيئاته الموبوءة! يحلّون بدل النحل وخلاياه المنتجة والمفيدة!

انظروا! إلى كل ذلك! أليس هذا هو الواقع!

انظروا إلى:

* علاقة الفرد بنفسه! ومع ذاته!

* علاقات الأفراد فيما بينهم: الخاصة؛ والشخصية؛ والمجتمعية عموماً!

انظروا إلى: ترابطاتهم! وارتباطاتهم! وعلاقاتهم! وتفاعلاتهم! وسلوكياتهم! وتصرفاتهم! وتكوين صِلاتهم...

ماذا ترون؟

انظروا إلى:

طريقة التعامل! والتعاملات فيما بينهم!

إلى كل فرد! وكأنه تماهى مع الحالة العامة ليصبح هو الأزمة بحد ذاته! ويجسّدها! على نطاقه الضيّق والموسّع!

كل فرد هو المشكلة! وهو المتأثر! والذي يعاني من المُشكلات!

هو الشاكي والمُتشاكي! هو الباكي والمُتباكي!

هو التاجر! والمُتاجِر! والمُتَاجر بهِ!

هو الفاعل! والمُتفاعل! والمفعول بهِ!

هو الظالم! والمُتظالم! وهو المظلوم!

هو الخاذل! والمُتخاذل! والمخذول!

هو القاهر! والمتقهقر! وهو المقهور!

هو السيد والعبد! هو الضحية والجلاد! في آن!!


كل فرد منا يُجسّد الأزمة على مختلف أشكالها؛ وتعدد أوجهها!

من موقعه كفرد مجتمعي بسيط إلى المعّقد! وفي العمل! والوظيفة! والمسؤولية والواجبات الخاصة والمجتمعية المنوطة بهِ!

من خلال أدواره المجتمعية المتعددة! في المنزل والأسرة والمؤسسة؛ وفي المجتمع!

كل فرد يتشاطر ويتذاكى على نفسه! وعلى الآخرين!

كل فرد منا يستغل الآخرين بطريقته! ومن موقعه!

جميعنا يلعب أدوار مختلفة مشبوهة! والجميع يضع الأقنعة ويتصنّعها!

جميعنا يعلب دور الملاك والشيطان في آن! وفي أوقات متباعدة!

ولا أحد منا بريء! ولا أحد مُستثنى من ذلك!

جميعنا شركاء في صناعة وتقاسم الخراب!

كلّنا مذنبون بطريقة أو بأخرى! بشكل أو بآخر!

ومع ذلك نقول:

ربما لا نستطيع في الظروف الحالية اقتراح الحلول والعلاج الناجع! على المستوى الفردي والمجتمعي ككل!

ربما لا نستطيع مستقبلاً حل كل تلك المُشكلات وعلاجها! والتخلّص من الأزمات المعقّدة والمأزومة! والتي تتدحرج كل يوم لتعمّق الأزمة وكأنها كرة ثلج لا نهاية لأفق تدحرجها واستمرارها وتوسّعها!

ربما سنحتاج إلى أجيال وأجيال "التضحية" لنوقف هذا النزيف الدامي واليومي! وإلى كثير من العمل والمؤسسات الفاعلة! والتخصصات الحقيقية؛ والأشخاص القادرون والرّائدون!


ولكن يستطيع كل فرد منا مهما بدى موقعه ودوره بسيط في المجتمع أن يكون هو جزء من الحل!

لو كل فرد ومن موقعه -ولو البسيط- بدأ في فعل الشيء الصحيح والصواب والأخلاقي والإنساني تجاه نفسه! وتجاه الآخر والآخرين! دون الالتفات لأحد! سيكون بدأ في إيجاد إكسير علاجه! والبدء في إيجاد علاج للنزيف المجتمعي!

لو كل فرد من موقعه بدأ في لعب دور سوي وسليم وصحي سيكون كمن أضاء بصيص من النور ليساهم في إنارة جزء من عتمة المجتمع! وترميم حيّز من الفجوة المجتمعية! لأنه سيكون الأنموذج!


أعمل الشيء الصواب والصحيح وبعزيمة مهما بدى لك الثمن مرتفع!

أبدأ في فعل الصواب للآخرين وتقديم الخدمات والأعمال والأفعال الأخلاقية! والمعروف المُرتدّ!

انتظر قليلاً! وسترى النتائج المُبهرة من جرّاء أفعالك هذه! والتي ستنعكس عليك أنت قبل أي أحد! وعلى أفراد أسرتك وعائلتك وأحبتك! لأنكم انتم جميعاً من يمثّل المجتمع في النهاية!

لا تنتظر أحد ليقدّمها لك! فكثير من الأشخاص والجهات يقتاتون ويتغذوّن على أزماتك! ويفعلون كل ما هو مُتاح وغير مُتاح! لتتأزم الأمور أكثر فأكثر!

لا تنتظر أحد! أفعلها لوحدك!


فالحياة ليست مادية فقط! ولا تتمحور حول الشيء المادي؛ والمال والوفرة والاقتصاد لوحدها!

الحياة لها جانبان: روحي ومادي..

على الأقل أبدأ في تفعيل الجانب الروحي والإنساني والأخلاقي... – المجتمعي؛ لأنك تمتلكه.. وتمتلك القدرة على إعادة إحياءه!

وبالضرورة سيحيى الجانب الآخر تلقائياً وينتعش!


فما فائدة كل ما تعتقد انك تمتلكه! أو حققته! أو أنجزته!..

إن كنت في كل لحظة تعيش الفراغ والخواء القاتل! وتأن تحت صرخات أنينك الصامت بوجع! لا أحد يشعر بهِ وبك! ولا أحد يسمعه سواك! خصوصاً عندما تريد أن تخلد إلى النوم هرباً! وألماً! وتعباً! وحزناً!..


هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة – قبيحة.. ولكنّها تبقى حقيقة..

محبتي

Professor

روابط مقالات أُخرى👇

الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية


التدريب والاستشفاء.. حقاً أأنت بخير!


الإنكار! إنه يحدث حتى لأفضلنا!

 

الألم والمعاناة! الحتمي والاختياري!


من الاستياء إلى الغضب! الرقص مع الواوي


الإنسانية- مرتبة الإنسان الكمالية 


المُنادى بأخلاق العبيد وأخلاق السادة


من الواجب إلى الشرف إلى الكرامة


أنهض الآن كفارس! سيمياء الدور المجتمعي


فذلكات مُتسلّقي التنمية والمُتثاقفين 8


الكتابة بالأرجل! طريقة الذُبابة 7


لماذا تفترض الشرّ فتجّذبه! 6


التحرر من الطاقة السلبية 


نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4


التفكير خارج الصندوق! 3


فوزية البرجوازية! الفراشة أخت الصقر 2


👀 طريقة الدوائر المتماوجة! 1


الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0


👀 أيلول مع محبتي


أُنظر: أرشيف المقالات الكامل

الرئيسية  المنصّة

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شمّاميس 666: هي منصة علمية تنموية "تخصصية" بهدف الوعي المجتمعي؛ وغرس بذور التنمية لتحقيقها كثمار في كافة القضايا المجتمعية التي تخص الإنسان - الفرد والمجتمع وهيئاته المرجعية "المجتمعية" المتعددة، من خلال إبراز الحقيقة "البعد – الوجه الثالث لها" حتى لو كانت "حقيقة بشعة – قبيحة"!