المُنادى بأخلاق العبيد وأخلاق السادة
المُنادى بأخلاق العبيد وأخلاق السادة
حكاية وخبرية – قُصاصة مُلّونة
إلى من يهمه الأمر..
أن
تكون مُصنّف من السادة أو العبيد! من أصحاب الحظوة والمكانة أو عدمها! من الأغنياء
أو الفقراء! الميسورين أو البسطاء! مُحدثي النعمة والمكانة ...
فهذا
ضمن التصنيف الطبقي البغيض! والتمييز العنصري المُخزي واللاأخلاقي واللاإنساني!
والظروف المجتمعية الفاسدة والمتفسّخة! والزمن الطارئ العجيب... بالتأكيد!
وهذا لا يُضير الضِعاف في مثل هذه التصنيفات! ولا
يقلل من شأنهم! ولا يعطي مكانة لآخر على أحد ضمن هذا التوصيف!
باستثناء المسؤولين عن مثل هذا الواقع! والظروف! والحياة!
المسألة
ليست بالطبقة أو التركيب الاجتماعي! أو الظروف! والواقع المجتمعي العام!
المشكلة
هي: في الأخلاق والسلوكيات والممارسات... وكما
يقول مظفر العظيم: "ليس بالشارب يا مأمور .. وإنما بالروح العطبُ".
كثير
من السادة!! من يدّعون ويمثّلون ويقلدون دور أو صورة وحياة السادة! قد يكونوا
بأخلاق العبيد! وليس أي عبيد وإنما
عبيد المنازل!
حالة
العبودية ليست تصنيف! أو توصيف طبقي أو اجتماعي بغيض!
حالة
العبودية هي:
*
حالة فكرية وسلوكية وروحية!
*
حالة خصاء نفسي وعقلي وأخلاقي!
*
حالة تماهي وتجسيد لممارسات وسلوكيات قبيحة ...
*
هي طباع - وأقرب إلى أطباع الضباع!
هي تطبّع على الوضاعة والدناءة والانحناء والذل والمهانة!
*
هي جينات تجعل من البعض عبداً مرتجفاً! خائفاً مرتعداً جباناً! وضيعاً! في الفكر والسلوك
والتصرف والأداء ...
*
هي ماهية وجوهر معدومي الكرامة والشرف! وفاقدي الأخلاق الحقة! ومكتومي التوصيف
السلوكي والمجتمعي القويم والصحيح!
*
هي التوصيف المُتدرّج ضمن دائرة الحلقات المجتمعية .. الدونية للأقوى والأعلى
وممارسة القوة واللاأخلاق والعنف والاستغلال على الأضعف فالأضعف وهكذا..
يلعب
دور العبد للسيد الأقوى لأنه ذليل ويحمل جين العبد في داخله .. ويمارس صورة هذا
السيد على الأضعف منه كتماهي لتلك الحالة .. وهكذا دوليك...
يُحكى أنه
في زمن المُلهم الزعيم العظيم "نيلسون مانديلا" صاحب أكبر تراث نضالي وأخلاقي وإنساني في التاريخ..
وبعد انتصار مبادئه وقيمه ومشروعه الإنساني
والمجتمعي وخطه السياسي .. وتنصيبه كزعيم؛ ورئيس لجنوب أفريقيا؛ وغيره..
أنه
بقي على حاله وأحواله في الفكر والسلوك والمبادئ والقيم والأخلاق والممارسة
والنموذج الحي الذي يُقتدى ويُحتذى! والرمزية والمكانة العظيمة ..
وكان اعتاد بعد أن أصبح الزعيم الرسمي والشعبي أن يجول برفقة بعض مرافقيه من الدولة؛ لمتابعة شؤون وشجون الناس والاختلاط بهم وتفقد حالهم وأحوالهم...
وفي نهاية جولته كان يجلس في مطعم صغير
برفقة جميع مرافقيه على طاولة واحدة لتناول أبسط أنواع الطعام؛ وعلى حسابه الشخصي!
في
أحد الأيام وأثناء تناوله ورفقته الطعام أشار إلى رجل يجلس على أحد الطاولات في
زاوية المطعم بأن ينضم إليه وهو الآن رئيس جنوب أفريقيا..
تردد الرجل قليلاً! واحتار كثيراً.. وسار بخطىً مُثقلة ورأسه منحنية نحو طاولة الزعيم العظيم مانديلا؛ والذي قام بالترحيب بهِ وتكريمه؛ وإجلاسه بجانبه! وطلب الطعام له! وسؤاله عن حاله وأحواله! وإن كان يحتاج شيء يستطيع تقديمه له!
في
طيلة تلك الجلسة كان الرجل الشائب يجلس منكسراً.. مطأطئ الرأس! يتصبب العرق!
وأوصاله ترتجف صرخاً بصمت بادٍ بوضوح على حركة يديه وباقي جسده!
عندما
أنهى الرجل الطعام طلب الأذن من الزعيم العظيم بصوت متقطّع مُنكسر بالانصراف ..
وقام الزعيم الكبير بوداعه والتمني له بالأفضل دائماً!
استغرب
صحبة ورفقة الزعيم حال الرجل وما بدى عليه طيلة الجلسة! وحتى أثناء دخولهم المطعم!
وسألوه:
من هذا الرجل الذي قمت بتكريمه ومنحه حظوتك وبالغ اهتمامك وكرمك؟
ولماذا
كان طيلة الوقت منكسراً ذليلاً مرتجفاً بحضرة وجودك؟ وأنت من يفتخر ويتبارك ويفرح
الجميع لصحبتك والتواجد بجانبك..
أجابهم بابتسامة لطيفة:
لقد كان سجّاني في فترة اعتقالي وسجني!
لقد كان الرجل الذي يقوم بتعذيبي وإهانتي وشتيمتي! حتى لو لم يُطلب منه ذلك!
لقد
كان نفس الرجل الذي يبول ويبصق في صحن طعامي قبل أن يقدمه لي!
وربما كان يعتقد بأني سأرد له ذلك الدين الآن!
لكنّه
لم يعلم أنني كنت؛ وبقيت؛ وما زلت؛ وسأموت على أخلاقي هذه!
وها هو تعلّم درساً نبيلاً! ولربما ذلك يسلب منه شخصية العبد! وأخلاق العبودية في طباعه
وسلوكياته!
ولربما
التاريخ يعلّم كثيرين غيره فيعتبرون! ...
حالة السادة والعبيد ليست تصنيف طبقي؛ أو تركيب
اجتماعي؛ أو ظروف صعبة أو قاهرة ...
هي أخلاق وممارسات وسلوكيات وطباع ..
فملئ
السنابل تنحي بتواضع ..
والسيد
بأخلاقه بحق؛ يتصرف ويتعامل مع الآخرين والمستضعفين والبسطاء... - في المجتمع؛ بتواضع لامتلائه
بالعلم والأخلاق والشرف والكرامة والأصالة والنبل ..
والعبد
عبد.. كائن وضيع بحق! كونه يتصرف ويتعامل تبعاً لوضاعته!
كُثر من يحاولون أن يكونوا ويتصرفوا ويقلدوا السادة...
وهم بأخلاق العبيد ساده..
أرسل اقتراحاتك عبر نموذج البريد الإلكتروني أسفل
الصفحة 👇
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة – قبيحة.. لكنها تبقى حقيقة..
لنجعلّها حقيقة مغلّفة بالمحبة! ومُلّونة بالسلام
معاً..
المحبة والسلام الداخلي الذي سيشّع جمالاً بداخلك؛ وعلى الخارج والآخرين!
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى 👇
من الاستياء إلى الغضب! الرقص مع الواوي
الإنسانية- مرتبة الإنسان الكمالية
من الواجب إلى الشرف إلى الكرامة
أنهض الآن كفارس! سيمياء الدور المجتمعي
فذلكات مُتسلّقي التنمية والمُتثاقفين 8
الكتابة بالأرجل! طريقة الذُبابة 7
نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4
فوزية البرجوازية! الفراشة أخت الصقر 2
الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


