الكتابة بالأرجل! طريقة الذُبابة!
الكتابة بالأرجل! طريقة الذُبابة!
برنامج "أيلول مع محبتي" - قُصاصات مُلّونة 7
دائماً
ما نحاول كمتخصصين وباحثين أكاديميين؛ البحث عن الأسباب والعوامل التي تقف وراء
الأمراض المجتمعية عموماً!
والتعمّق
بها؛ والتمحيص الموضوعي فيها ومن خلالها؛ وتحليلها وتفسيرها واقتراح الحلول...
لاشتراع
الشروط الموضوعية المناسبة لطبيعة الأفراد؛ وخصوصية المجتمعات! واجتراعها...
في
الحقيقة يتحدّث كثيرون حول أسباب وعوامل متعددة قد تقف وراء تلك الأمراض
المجتمعية!
وكيف أنها تنعكس وتتبلور بشكل جلّي وواضح من خلال الصورة العامة للمجتمع - الدولة!
وكثيرون
قد يطرحون عشرات بل مئات الأفكار والنظريات حول الحلول الممكنة لدرجة الحلم
الأفلاطوني الفاضل!
ولكن
البحث دائماً ما يكون عن جذر المشكلة؛ أو جوهرها! أو تناول أولويات ترتيب تأثيرها!
للبدء بالحل! أو ما نسميه نقطة العلاج الارتكازية!
حقيقةً
مجتمعاتنا تنتشر فيها كثير من الأمراض المجتمعية!! وهي بهذا الشكل الحالي!
والخصوصية الوجودية! لا تصلح للتعافي والبناء والتشييد والتطور والتقدم والتغيير والتنمية...إلخ.
لأنها
أشبه ببنية صحراوية على مستوى الفرد؛ والعقل الجمعي؛ والجماعات المتعددة! ولا تصلح
لأي شيء مما ذكرناه بهذه الصورة!
وسيكون
الحديث حول أي شيء مطروح على المستوى المجتمعي.
سواء بالإصلاح الاجتماعي والمؤسساتي والبنيوي والاقتصادي والسياسي والثقافي
والديني ... إلخ. مجرد ترف لفظي؛ أو
تدليل كمثاقفة فارغة لا جدوى ولا طائل منها!
الحقيقة وخلال عشرين سنة على الأقل من الدراسات والأبحاث الخاصة والعامة والمؤسساتية؛ وعبر مراكز الأبحاث المحلية والدولية!
وما أضفنا إليها من تجارب وخبرات علمية وعملية وفي مختلف المجالات وعلى كافة المستويات والتخصصات...إلخ.
نستطيع القول بكل بساطة:
المشكلة الجوهرية – جذر المشكلة الفردية والجماعية والبنيوية والمجتمعية ... تكمن في حالة الوعي!
أي
في مشكلة الوعي الفردي والجماعي والمجتمعي المقلوب أو الخاطئ لكل شيء! دون
استثناء!
وهو ما يُشكّل كل أنماط تفكير؛ ومعتقدات؛ وسلوكيات؛ وتصرفات؛ وممارسات؛ الأفراد كأشخاص! وكأفراد مجتمعيين – المجتمع!
وبدوره يؤدي إلى النتيجة الموضوعية التي من خلالها تتشكل أنماط حياتهم المجتمعية (على
المستوى الأسري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والديني ...إلخ).
وشكل
وأنماط تفكيرهم؛ وسلوكياتهم؛ وعلاقاتهم؛ وارتباطاتهم...؛ وصورة وطبيعة مجتمعاتهم! وأداء
مؤسساتهم على مختلف أشكالها..
وبالتالي تجّسيد ماهية – جوهر العقد الاجتماعي الذي من خلاله يشترعون كل شيء! بدءً من الحالة
الخاصة والفردية والأسرية والعائلية؛ إلى الجماعية؛ فالجماعات المتعددة؛ إلى
المجتمع.. وصولاً للدولة الصورة والشكل النهائي الرسمي الذي تتجسّد من خلالها طبيعة
وجوهر هذا العقد!
فالدولة
في النهاية تتمثّل بهؤلاء الأفراد أنفسهم! أي هم من يمثلون شكلها! وصورتها!
وممارستها! وطبيعتها! ومؤسساتها! وقطاعاتها!.. مرضها وتعافيها.. ضعفها وقوتها..
فسادها أو صحتها.. قبحها أو جمالها ..
وهي
بدورها كمكون نهائي سترسم الصورة الجلّية والواضحة والنهائية! لأنها تُمثّل المرآة
التي تعكس لنا كل شيء بوضوح تام.
إذاً
جوهر المشاكل المَرَضية في المجتمع في كل المجالات يكمن في حالة الوعي!
هذا الوعي الذي ينشأ ويتبلّور من خلال القراءة؛ والتعلّم؛ والتدريب؛ والثقافة؛ والفهم؛ والإدراك؛.. والذي ينعكس على شكل مظاهر سلوكية فردية وجماعية!
حقيقةً
نلامس هذا على أرض الواقع! في كل تفاصيل الحياة! بدءً من أبسط الأمور ... وصولاً إلى الحالة المجتمعية العامة.
والسبب وراء حالة الوعي المقلوب! أو الخاطئ! بالنتيجة هو الجهل!
وليس أي جهل! وإنما الجهل الناتج عن القراءة والمعلومة والتثقيف والتنظير والتعليم والتدريب ... المغلوط؛ والخاطئ! وغير الصحيح! في كل الأمور والمجالات:
*
عندما نقرأ ونتابع ونراقب ما يُكتب ويدوّن! ويُنشر ويُطرح! على كافة مضامين قنوات
التواصل الاجتماعي! وصولاً لحالات الواتس آب البسيطة!
*
عندما نستمع ونناقش بعض الأفراد بشكل فردي أو جماعي!
* عندما نتواجد مع بعض فرق العمل التطوعية والرسمية؛ أو في المؤسسات بكافة صورها؛ أو مع المرجعيات المجتمعية والمدنية بمختلف أشكالها؛ وغيرها! ونرى طرق تفكيرهم وسلوكياتهم وأدائهم ...
كل هذا؛ وغيره؛ يجعلنا نُصاب بالإحباط الكبير! ونشعر بخيبة الأمل المريرة! لكل ذلك الوعي الخاطئ
والمقلوب! في أبسط أمور الحياة! وطرق التفكير! وأنماط السلوكيات!.. والذي يُكرّس ويُعمّق حالة ووضعية مجتمعاتنا من
السيء إلى الأسوأ.. وعدم القدرة على التفاؤل بأي شيء!
1- ذلك الوعي الناشئ! والمُتجسّد في مضامين ما يُكتب! ويُنشر! ويقرأ عنه! وما يُعلّم! ويُدرّب! ...إلخ.
2- تلك الحصيلة في المضامين المتوفرة للناس من جرّاء أنماط تفكير وسلوكيات وممارسات أسراب الذُباب الكثيرة!
3- وذلك الذُباب الذي يأخذ ما يعلق على قدميه من إنتاج آخرين؛ فيقدّم للناس مزيج جديد من بعض ما علق! وما يضيفه هو الآخر من سموم جهله وأمراض جهالته! فيخط سموم الجهل والتجهيل عبر إنتاج أرجله!
4- هذا
الكم الفاضح الكبير المنتشر من المعرفة المقلوبة؛ التي ينهل منها الكثيرون باللجوء
إلى الانترنت لأخذ المعلومة الخاطئة والناقصة وغير المُتخصصة! والمفتقرة إلى أدنى
درجات العلم والمنطق والبحث العلمي وتحديثاته!
والذي من خلاله تتشكّل المعرفة والتفكير! ويتعمّق الفهم! ويتجسّد الإدراك! وتتمظهر السلوكيات! وبالتالي يتبلّور الوعي الخاطئ بالضرورة لدى الأفراد والمجتمع!
كيف
سنعالج الأمراض المجتمعية! إن كنا لا نقدر على علاج الاضطرابات والأمراض النفسية
والفيزيولوجية البسيطة والاعتيادية؟ بسبب الوعي الخاطئ! والجهل المُعالج لها!
انظروا إلى هذه المجتمعات! وصورة ونمط حياتها! وطرق تفكيرها! والممارس فيها! وكثرة مشاكلها!
انظروا إلى كل هذا الكم المنتشر من المكتوب
والمقروء والمطروح والمسموع والمُنظّر بهِ!..
انظروا إلى التعليم والتدريب! وقواده!.. انظروا إلى كل هؤلاء القواد المجتمعيون!
ستعرفون سبب الأمراض المجتمعية المتعددة بدءً من
مشاكل وأمراض الفرد الواحد؛ وصولاً إلى أعقد أشكال أمراض المجتمع ككل.
فكما أنّ تأثير رفة الفراشة قد يغير العالم!
بالتأكيد فإن طريقة الذُبابة! وكثرة الذُباب! هو السبب الرئيسي للأمراض المجتمعية المُتعددة!
لهذا قيل: ويلٌ لأمةٍ يكثر فيها المتثاقفين والمُدّعين
والكَتَبة والقوالين والمنظّرين... ويقل فيها الوعي!
نعم! أيها السيدات والسادة هذا هو الواقع! وهذا جوهر المشكلة!
أرسل اقتراحاتك عبر نموذج البريد الإلكتروني أسفل
الصفحة 👇
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة – قبيحة.. لكنها تبقى حقيقة ..
القُصاصة المُلّونة اللاحقة: فذلكات متسلقي التنمية البشرية والمتثاقفين! // أُخرى.
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى 👇
من الاستياء إلى الغضب! الرقص مع الواوي
الإنسانية- مرتبة الإنسان الكمالية
المُنادى بأخلاق العبيد وأخلاق السادة
من الواجب إلى الشرف إلى الكرامة
أنهض الآن كفارس! سيمياء الدور المجتمعي
فذلكات مُتسلّقي التنمية والمُتثاقفين 8
نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4
فوزية البرجوازية! الفراشة أخت الصقر 2
الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0
👀 لفوظ المعاني – مُصطلحات 2
هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟
👈 في التوصيم والتصنيف والتدخّل
حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


