فذلكات مُتسلّقي التنمية والمُتثاقفين!
فذلكات مُتسلّقي التنمية والمُتثاقفين!
برنامج "أيلول مع محبتي" - قُصاصات مُلّونة 8
لماذا لم تتقدم مجتمعاتنا والإنسان؟
ما
نقدمه عادةً عن بعد! أو في البرامج التعليمية والتدريبية الواقعية! ينبع من خبرة
وتجربة التنمية البشرية؛ المتأتية من التخصص الأكاديمي الفعلي؛ ومن خبرة وتجربة
برامج التدريب التي نقوم بتصميمها وتنفيذها.. والتي نضع مؤشراتها؛ ونصنع مقاييسها؛
ونحصد نتائجها؛ وتُلمس مُخرجاتها؛ على أرض الواقع ..
التنمية
البشرية ليست فذلكات وعبارات! كما يمارسها بعض المُتسلقين! دون تخصص! ولا
برنامج تطبيقي! ولا إنجازات فعلية! ... مُستخدمين بعض عبارات وفذلكات التنمية
البشرية المُضحكة بالنسبة لنا كمتخصصين.. فهي لا تعدوا كونها مُعلكات بهذا الشكل!
من
لا يمتلك برنامج عملي فعلي.. بالطبع سيلجأ إلى فذلكات وعبارات التنمية عموماً؛ والتنمية البشرية خصوصاً ..
وما يساعده هو قدرة تطويع اللغة العربية في ملامسة المشاعر والاحاسيس وغيرها..
هي كظاهرة.. تُشبه ما يُقال عنهم "مثقفين" في مجتمعاتنا!
المثقف
الحقيقي.. هو من يمتلك برنامج نظري – حصيلة ثقافية ومعرفية كبيرة... لاحقاً تُصبح من
إنتاجه المتفرّد.. يطوعها فيما بعد على شكل برنامج مجتمعي مفيد للأفراد والمجتمع ...
تُقاس ضمن مؤشرات على مقياس التغيير الملموس! والتنمية الفعلية وغيرها.
بعض ما يُسمى "المثقفين" في المجتمعات العربية هم عبارة عن أشخاص يطوّعون الثرثرة والكتابات المنمّقة والتصنّع والفذلكة.. ربما بعضهم لديه بعض الخربشات الأدبية والفنية كما يعتقدون! البعض يلبس قُبعة.. والبعض نظارة! "وكثر يشربون القهوة السادة يا سادة ليرفرف شعر ميادة".. وبالطبع بعضهم لن ينسى تلميع أو وضع صورته وهو يمسك بالسيجارة!... فهذا ستايل المُثقف العروبي!
ولكن
كل تلك الفذلكات والعبارات والجلسات... هي أشبه بحلبة متثافين - مجالدين لا غير!
ولنسألهم:
ماذا قدمتم للأفراد والمجتمع؟
ماذا غيرتم؟ كم أثّرتم في الأفراد إيجاباً في الفكر والسلوك ...؟ وماذا زرعتم!
كم نهضتم بالمجتمع؟ وكم استنهضتم من وعي الناس.. وطورّتم مهاراتهم وقدراتهم وسلوكياتهم؟؟
كم
ارتفع مؤشر التنمية على مقياس التغيير والتقدم والارتقاء...؟! ماذا حصدنا ونحصد؟
لا
شيء! يذكر
طالما
بقيت التنمية والثقافة والمشاريع... عبارات وفذلكات مكتوبة! ولم تتحول إلى برامج فعلية وتدريبية
حقيقية نستخلص منها مؤشرات ومُخرجات ونتائج واقعية وملموسة؛ تجاه التقدم والتنمية
وزيادة المهارات والقدرات .... فهي لا شيء!
وطالما بقي كثير من المُتسلّقين والمُتثاقفين بجمعاتهم وجلساتهم وفذلكاتهم وعباراتهم وطقوسهم وقبّعاتهم ونظّاراتهم وكتيباتهم وخربشاتهم وقهوتهم وتنظيراتهم وثرثراتهم... فهذا يعني الخراب!
وهؤلاء وأمثالهم جميعاً من يمثّل غربانه لا أكثر!
التنمية
البشرية برنامج تدريبي فعلي يبني المهارات؛ ويُطور القدرات؛ ويصقل السلوكيات
ويُظهرها؛ ...إلخ.
هي
ليست طقوس وفذلكات وعبارات جميلة تحاول أن تجعل من الآخرين خارقين للطبيعة
ولقوانينها ..إلخ.
كما
تقرأ وتسمع عنها!
هي
مجموعة برامج تخصصية وبسيطة وممكنة التطبيق! كتكنيك ملموس! مطوّعة لتناسب طبيعة
أفراد مجتمعاتنا؛ وسماتهم الفردية والجمعية!
* تحتاج
إلى مُدرب مُتخصص أكاديمياً وبرامجياً وتطبيقياً - عملياً!
* وحقيبة تدريبية شاملة ومتكاملة (جامعة مانعة) مُصممة بطرق علمية ومنهجية حقيقية! بناءً على دراسات قبلية وقياس بعدي..
* وتعتمد على مجموعة إجراءات منهجية لاستخلاص المؤشرات التي
نصنع من خلالها المقاييس..
* ومعرفة
الفجوات التدريبية بعدة طرق منهجية وعلمية.. لوضع برامج وفقرات تطبيقية متناسبة وفعّالة
بناءً عليها؛ بهدف سد تلك الفجوات والبناء عليها لاحقاً...
* وبالطبع
بعض الترتيبات الأُخرى!
* بالإضافة
إلى تنظيم الدورات؛ أو الورش أو الورشة الواحدة! ولفترات زمنية؛
وتحتاج إلى استمرارية؛ وانتظام؛ ...إلخ.
ليس
من فراغ أن نصادف كثير من الأشخاص الذين فقدوا الإيمان بها! بل وينهالوا عليها
بالنكات والضحك! وعلى برامجها! وعلى المؤسسات والجهات التي تتصنع احتضانها! والمروّجين لأشباه المُتسلّقين والمُتثاقفين! وغيرهم...
بالطبع هذا مرده إلى كثرة القوادين هذه الأيام..
وأيضاً أولئك الذين يدّعون القدرات والإمكانيات والاحترافية على امتهانها والعمل بها.. فشوهوا كل شيء وخرّبوه!
لا
ندري لماذا هذا التعدي على أهم تخصص في العالم!
كيف
يمارسونه دون تخصص أكاديمي! ودون ممارسة فعلية؛ وبرامج حقيقية! ودون إنجازات
فعلية! ونتائج ومؤشرات ملموسة! ودون! ودون!
وكيف
يُسمح لهم بذلك؟ وكيف يتم احتضانهم!! بل والترويج لهم عموماً؛ أو من قِبل البعض؟
هل
يستطيع اليوم أي شخص أن يقول أنه يستطيع ممارسة مهنة المحامي والأستاذ والمهندس
والطبيب...؛ والصناعي والحرفي والنجّار والحدّاد والإسكافي...؛ والموظف المُتخصص بشيء ما...؛ لمجرد أنه أراد أن يوصف بذلك!
ما
فرق هذا التخصص عن باقي هذه التخصصات والمهن! بل وهو بالتأكيد أكثر صعوبة للتخصص بهِ!
حقيقةً هم ومحتضنيهم والمروّجين لهم! ليسوا أكثر من - كما قيل "شركاء يتقاسمون الخراب" ومسؤولين عن هذا الخراب!
هم جميعهم قوادين بأشكال متعددة! بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى!
هل
فعلاً عندما يخبو وجود الأصيل يتم سرج الحمير!
وعندما
يختفي النحل؛ أو تكون البيئة غير صالحة وموبوءة.. يكثر الذُباب!
وعندما
تحترق الأشجار المثمرة والمعمّرة ويقل إنتاج القمح .. تنتشر الأعشاب الضارة! وتكثر
الكائنات الطفيلية!...
ربما
هذا ما نقول عنه الخلل في التوازن الطبيعي - الطبيعة!
وبالمقابل
سيكون من أهم مؤشرات انهيار المجتمعات هو كثرة الذُباب والمشعوذين والثعالب والأفّاقين
والكذابين والمتصعلكين والكَتَبة والقوّالين والمنجّمين والمتثاقفين والمُتسلّقين... والقوادين
بكافة أشكالهم وأصنافهم وصورهم!...
"ولا نستثني أحداً" كما
يقول الجميل مظفر النواب
نعم! أيها السيدات والسادة هذا ما يحصل! وهذا الواقع!
أرسل اقتراحاتك عبر نموذج البريد الإلكتروني أسفل الصفحة 👇
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. لكنها تبقى حقيقة..
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى 👇
من الاستياء إلى الغضب! الرقص مع الواوي
الإنسانية- مرتبة الإنسان الكمالية
المُنادى بأخلاق العبيد وأخلاق السادة
من الواجب إلى الشرف إلى الكرامة
أنهض الآن كفارس! سيمياء الدور المجتمعي
الكتابة بالأرجل! طريقة الذُبابة 7
نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4
فوزية البرجوازية! الفراشة أخت الصقر 2
الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0
👀 لفوظ المعاني – مُصطلحات 2
هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟
👈 في التوصيم والتصنيف والتدخّل
حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


