جاري تحميل ... Truth Online

~ شمامّيس ~ Truth Online 369؛ منصّة علمية تنموية؛ لرفع الوعي المجتمعي؛ وتحقيق التنوير؛ وغرس بذور التنمية لقطفها كثمار؛ بهدف الانعتاق؛ وتحرير الإرادة الحرّة الواعية.. عبر التطرّق لكافة القضايا المجتمعية؛ التي تخصّ الإنسان - الفرد وحرّيته؛ والمجتمع وهيئاته المرجعية 'المجتمعية' المتعددة.. من خلال إبراز الحقيقة؛ (البعد – الوجه الثالث للحقيقة)؛ حتى لو كانت "حقيقة بشعة – قبيحة"!..

شريط العناوين

إعلان في أعلي التدوينة

من الواجب الى الشرف الى الكرامة/ كتابة وحكاية - قُصاصة مُلّونة

من الواجب الى الشرف الى الكرامة

كتابة وحكاية - قُصاصة مُلّونة

 إلى من يهمه الأمر


الكرامة ليست شعار نبيل! ولا مقولة جميلة! ولا قناع يوضع! أو لباس يُلبس وقت الضرورة والحاجة! والتبجح! والتلظّي خلفها...

الكرامة جوهر وشرف الإنسان الحقيقي! هويته المجتمعية والإنسانية الجوهرية التي يحافظ عليها ويناضل لأجلها! يحفظها ويبقيها مُصانة فكراً وسلوكاً وممارسة ... مهما كان الثمن!

الكرامة تبقى حين كل شيء يزول! حتى حين يتجرّد الإنسان من ثيابه! ولقمة عيشه ودوائه! وقت اشتداد الظروف والصعوبات والمصائب والنوازل والنكبات والنكسات ...


الكرامة جوهر باقٍ وحيد.. متى افتقدها الإنسان افتقد كل شيء!

كل شيء! حتى لو كان يملك كل شيء!


الكرامة شرف يُغنيه حتى لو عرّته كل الظروف! وأحاطت بهِ النوائب والمحن والضغوط والصعوبات من كل حدبٍ وصوب! وجارت عليه الحياة وابتلته بقسوتها.. وتخلى عنه الجميع!

ودونها هو عارٍ من أي شيء! وعار بكل شيء حتى على نفسه وأمام مرآة ذاته! والآخرين! والحياة!


الكرامة غنى الإنسان الحقيقي! ودونها هو أحقر - أدنى المخلوقات وأكثرها فقراً مدقعاً!

الكرامة الشيء الوحيد الذي لا يُمنح ولا يُنتزع من الإنسان! إلا بإرادته الحرة الكاملة..

ولكن متى كان حراً كريماً بالفعل .. سيختار الموت عن التفريط بها؛ كالأشجار شامخاً واقفاً أبياً...

يُحكى أنه

في أكثر قصص الشعوب والمجتمعات قساوةً .. فترة النضال المجتمعي الفلسطيني – في أربعينيات القرن العشرين - حين ناضل من ناضل .. وباع من باع .. وتاجر من تاجر .. وتنازل من تنازل ... وانكسر من انكسر ... وانهزم من انهزم .. وانتصر من انتصر... عن بعض ما تبقى من أحرار النساء والرجال أصحاب الكرامة والشرف والواجب ...


وأثناء عام النكبة استطاع كل طغاة وتجار الشرق والغرب.. الحصول على غاياتهم! ومرادهم! وتحقيق أحلامهم! والبدء بتنفيذ مخططاتهم وأهدافهم! والبناء عليها! كلٍ على حدى! وكل من غنى على ليلاه!

لكن كانوا أمام مشكلة أصابتهم بهول وصدمة كبيرة! أنهم سيطروا ووصلوا إلى غاياتهم لتحقيق أهدافهم.. لكنّهم لم يستطيعوا هزيمة البعض الكثير!


لم يستطيعوا احتلال كراماتهم! ولم يستطيعوا كسرهم! رغم أنهم استطاعوا السيطرة وفرض القوة والسطوة كأمر واقع!

من هنا جاؤوا بفكرة خلق الجهات العاملة بالحقل الإغاثي! وتنظيم تقديم الإعانات – المعونات! ضمن قالب وعناوين الإنسانية المتعددة.. حتى يومنا هذا!


والهدف لكثير منهم هو العمل الإنساني بحق..

ولكن للبعض الكثير أيضاً كانت كفكرة "حصان طروادة"!

عمل وجهد أخلاقي وإنساني نبيل .. بأقنعة متعددة!

وجه جميل .. لغايات قبيحة..

طريقة منظّمة .. لأهداف تدميرية تخريبية ...

فكرة الحفاظ على حياة الناس وتنظيم احوالهم وشؤون حياتهم! بغاية كسرهم وإذلالهم وإهانة المتبقي غير المنهزم منهم!


نعم! استطاع كثيرون من أمثال:

أم فارس؛ وأبو ميشيل؛ وأبو محمود؛ ونوال وساره؛ واسماعيل! والأطفال كاترين ومحمد؛ وغيرهم.. أن يتنبّهوا إلى هذا! ليس لنباهتهم فقط! وإنما بفعل غريزة كرامتهم الاساسية والحقيقية!

لقد كانوا بحق أحرار وأبطال وقادة مجتمعيون حقيقيون.. كلٍ من موقعه وبطريقته! بالفكر والسلوك والتصرف والأداء والضمير والأخلاق والوطنية الحقيقية ... حتى أثناء النكبات..


وبعد حصول النكبة لم ينتكبوا ولم ينهزموا.. بفعل كرامتهم الحية!

لقد رفضوا حتى فكرة مبدأ تسجيل اسماءهم لدى تلك الجهات الإغاثية! والتنظيمية!..

رفضوا قطعاً باتاً أن يأخذوا أي شيء من غذاء ولباس ودواء وإيواء... رغم حاجتهم الماسىة والضرورية لها للبقاء فقط على قيد الحياة! وفضّلوا الموت على ذلك!


فضّلوا أن يقولوا للطغاة والمجرمين:

أنكم لم تهزموننا! ولم تكسروننا! ولن تذلوننا.. بل نحن من انتصر عليكم حقاً! ونموت أحراراً كراماً؛ والتاريخ والزمن سيعود ليدور من جديد!..

ليُسجل ذلك في سجلات الشرف والكرامة حتى الآن في التاريخ والضمير والوجدان العالمي الحي!

ولتبقى أفعال الكرامة الحقة عقدة وخصاء نفسي في نفوس كل ديكتاتوريات الهيمنة والشر الوضيعة!


النكبة والنكسة والانكسار والهزيمة ليست أحداث وأفعال وحروب وكوارث وضغوط وصعوبات وانهيارات واحتلالات تاريخية ومجتمعية وثقافية وسياسية واقتصادية ...

الهزيمة شعور داخلي! وتُصبح كذلك -كواقع- فقط عندما تنكسر وتنهزم من داخلك! في روحك! ونفسك! وعقلك! وسلوكياتك! وتصرفاتك!

تُصبح كذلك عندما تتخلى وتتنازل عن كرامتك ..


نقول في العلوم النفسية الاجتماعية:

إن استطاع أحد تحقيق هدف سيء وتسجيل فعل شرير عليك.. لابأس!

لكن لا تعطيه فرصة إعلان انتصاره والفرح بتحقيق غاياته! والبناء عليها!

بل دعه يعيش في عقدة خصاء نفسه وروحه وسلوكياته! وابتلاع ذاته!

لأنك ستغدو أنت المُنتصر بحق..


ونقول: أن أغلب الأفعال والتصرفات والممارسات الشريرة والإجرامية والديكتاتورية وغيرها هي ذات خلفية سادية - كاضطرابات مَرَضية!..

عندما لا تتوجع! أو تصرخ! أو تأن! أو تبكي! أو تشتكي! أو تنكسر! فانت سلبت منهم قدرتهم على تحقيق غاياتهم وأهدافهم!

أنت بذلك انتصرت عليهم بطريقة الهاتريك - الثلاثية:


1- مرة عندما لم تمنحهم فرصة أن يُشبعوا السادية والحالة المَرَضية لديهم!

2- ومرة عندما لم تمنحهم فرحة رؤيتك منكسراً مهزوماً! فمنعت أن تُطرب أعضائهم المرتجفة لذلك!

3- ودائماً عندما لا يزالون يرونك منتصراً متفوقاً عليهم! ولست خانعاً خاضعاً تحت رحمتهم وسطوتهم وجبروتهم وعقدهم!


الكرامة لا تُمنح! ولا تُسلب! ولا يستطيع أحد انتزاعها منك!

وإنما تُفقد لأنها تُباع كثمن! ويتم التنازل عنها! والتفريط بها! من قِبلك فقط!

 

أرسل اقتراحاتك عبر نموذج البريد الإلكتروني أسفل الصفحة 👇


هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة – قبيحة.. لكنها تبقى حقيقة ..

محبتي

Professor

روابط مقالات أُخرى 👇

الأزمة المجتمعية- كُلّنا مذنبون!


الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية


من الاستياء إلى الغضب! الرقص مع الواوي


الإنسانية- مرتبة الإنسان الكمالية 


المُنادى بأخلاق العبيد وأخلاق السادة


أنهض الآن كفارس! سيمياء الدور المجتمعي



فذلكات مُتسلّقي التنمية والمُتثاقفين 8


الكتابة بالأرجل! طريقة الذُبابة 7


لماذا تفترض الشرّ فتجّذبه! 6


التحرر من الطاقة السلبية 


نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4


التفكير خارج الصندوق! 3


فوزية البرجوازية! الفراشة أخت الصقر 2


👀 طريقة الدوائر المتماوجة! 1


الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0


👀 أيلول مع محبتي


أُنظر: أرشيف المقالات الكامل

الرئيسية  المنصّة

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شمّاميس 666: هي منصة علمية تنموية "تخصصية" بهدف الوعي المجتمعي؛ وغرس بذور التنمية لتحقيقها كثمار في كافة القضايا المجتمعية التي تخص الإنسان - الفرد والمجتمع وهيئاته المرجعية "المجتمعية" المتعددة، من خلال إبراز الحقيقة "البعد – الوجه الثالث لها" حتى لو كانت "حقيقة بشعة – قبيحة"!