الإنسانية - مرتبة الإنسان الكمالية!
الإنسانية - مرتبة الإنسان الكمالية!
حكاية وخبرية - قُصاصة مُلّونة
إلى من يهمه الأمر...
في زحمة الحياة دائماً ما ستكون إنسانية الإنسان للبشر!
على محك التجربة والاختبار والامتحان!
يضيع جزء كبير منها! أو بعضها! أو ربما كلها! في
زحام العناوين! والاصطفافات! والمصالح! والأقنعة! والغايات! والمنافع الخاصة
والمتبادلة...
لتصبح لدى كثيرين تجارة رائدة! أو عنوان برّاق!
يتلظوا من خلاله ليقدموا أنفسهم للمجتمع والآخرين على أنهم حاملي لواء الإنسانية!
ورسالة الإنسان! وأهداف المحبة!
بطرق متعددة! ووسائل متنوعة! وغايات مختلفة! وأقنعة مُلونة!..
الإنسانية فعل وممارسة هدفها إحداث التأثير
الإيجابي! والارتقاء بالحالة الإنسانية!
وليس العمل بها! أو من خلالها! أو تحت مسمياتها! أو
الإتجار بها!
فطالما لم نقدر على أن نرتقي بالحالة الإنسانية والمجتمع..
كتجربة وحالة وأداء وممارسة .. وكنتيجة ملموسة ونمط ونوعية حياة...
فنحن لم نفعل شيء!
والارتقاء ليس تقديم المساعدة! أو الخدمات! أو
الواجبات.... فقط!
هناك
كثير من الأشخاص؛ أو القامات؛ أو الرموز؛ أو الجهات الاعتبارية.. أصحاب رسالة أو قضية
أو برنامج أو مشروع أو خط .. معين!
سواء
أكان اجتماعي وإنساني! أو تنموي! أو سياسي! أو اقتصادي! أو ثقافي! ...
وهذا
ليس بالشيء الهام والمهم!
فالأكثر
أهمية هو الارتقاء بالإنسان ضمن أهداف نبيلة! وبشكل ملموس!
فحتى
شياطين البشر! وأكثرهم شروراً! وضرراً! وخراباً! يقومون بمثل تلك الأعمال
والمشاريع والبرامج بهدف تبييض أموالهم! وتبييض سمعتهم! وشخصياتهم! وتلميع صورتهم!
واضفاء بعد رمزي على مسمياتهم...
يجب
أن تكون إنسان أولاً؛ في تفكيرك وسلوكياتك ومنهجك وأدائك وممارساتك وغاياتك
وعلاقاتك ...
ثم لاحقاً صاحب رسالة أو قضية أو برنامج اجتماعي وإنساني أو سياسي أو غيره!
كن
إنسان أولاً.. من داخلك!.. إنسان حقيقي غير زائف! إنسان صحيح دون قناع أو
أقنعة!...
ثم
كن ما تريد! وأعمل ما تُحب! وأفعل ما يمليه عليك واجبك وأخلاقك وضميرك وإنسانيتك!!
بشرط أن نرى نتائج أفعالك! ونلمس مُخرجات أعمالك!.. ونستطيع أن نبني عليها بشكل تراكمي!
فإن قدمت لآلاف البشر خدمات تحت مسميات متعددة؛ خصوصاً الإنسانية! ولم تستطع أن ترتقي بالإنسان في داخلك أولاً.. ولدى أولئك الذين تُقدم لهم ثانياً! وفي المحيط والمجتمع دائماً
فأنت
لم تفعل شيء!
وإن
لم تستطع أن تخلق التأثير المجتمعي بطريقة الدوائر المتماوجة! فأنت لم تقدم ما
يُذكر!
بل بالعكس أنت ساهمت بالخراب سواء بقصد! أو نية متعمّدة أو غير متعمّدة!
وكما
ذُكر في القصص والعِبر حول كثير من رواد الإنسانية والمجتمع أنهم كانوا إنسان من
داخلهم! قبل أن يكون قادة مجتمعيين أو سياسيين ..إلخ.
واستطاعوا
أن يرتقوا بالإنسان لدى كثيرين! كونهم كانوا نموذج ورمز حقيقي وحي بالنسبة لهم!
واستطاعوا خلق التأثير الإيجابي فيهم وبالمجتمع والعالم!
وليس فقط ما قدموا للآخرين! أو ما حملوه من رسالة؛ وما اتبعوه ضمن برنامج؛ أو خط اجتماعي وسياسي؛ وغيره!
يُحكى أنه
وكما
ورد في مُذكّرات الكتب العالمية الأكثر رواجاً؛ عن قصة تُجسّد ذلك المفهوم والرمزية!
قصة
لأحد أهم الرموز والشخصيات.. خليفة العظيم "المهاتما غاندي"؛ وهو الزعيم
"نهرو" رئيس وزراء الهند!
أنه
حين كان يخرج في مناسبة معينة كان مئات آلاف الناس من كافة الأعمار والشرائح
والمستويات؛ ينتظرون مروره على جوانب الطرقات ليتباركوا بهِ –
بكل معنى الكلمة – من خلال النظر إليه
والتلويح له!
وفي
أحد المناسبات - وكان مشهور بوضع وردة حمراء في جيب سترته العليا.. أنه قام برميها
لسيدة طاعنة بالسن تعبيراً منه عن احترامه وتقدير لها! ولسنها! ووقوفها وتحملّها
هذا العناء فقط لتراه وتلّوح له!
وقامت بدورها تكريماً له؛ وللتعبير عن أخلاقها؛ بوضع هذه الوردة في أحد غرف منزلها بعد قامت بإفراغها من كل شيء!
لتصبح مزاراً للجيران والناس ليروا وردة "نهرو" الإنسان والمُلهم
العظيم..
لاحقاً
بعد فترة؛ قامت بقطف أوراقها وتجفيفها.. وتوزيعها على الناس ليأخذ شخص حصة منها
كونها تُجسّد لهم رمز عظيم للأخلاق والقيم والإنسانية ...
نهرو
العظيم لم يكن بالنسبة للهند ككل؛ أو للناس بمختلف صنوفهم وتركيباتهم ومستوياتهم يُمثّل
شخصية سياسية! وهو ليس رمز ديني أو اجتماعي أو ثقافي ...
وإنما
هو فقط شخصية وطنية هندية تُجسّد نموج الإنسان الحقيقي! الذي يفتقده البشر! ويأملون
بوجوده! ليكون ذلك التجسيد الحي! والمُلهم والمؤثر بالنسبة لهم!
فهو
شخص استطاع أن يخلق ذلك التأثير في وجدان وضمير الناس وبأنماط تفكيرهم وسلوكياتهم
وتصرفاتهم كنموذج يُحتذى؛ ورمزية عظيمة قويمة... قبل أن يكون صاحب منصب سياسي أو
برنامج مجتمعي أو قائد حزبي!
واستثمر
كل ذلك لتدعيم نهجه ورسالته وتحقيق أهدافه وغاياته النبيلة والوطنية والإنسانية..
الإنسانية ليست قناع! ولا عناوين! ولا عمل أو طريقة!
أو برامج ومشاريع...
الإنسانية مرتبة كمالية قليل من استطاع الوصول
إليها .. وتحقيق تأثيرها وتفعيل نهجها وسلوكياتها...
لأنها تشترط أن تنطلق من الإنسان الحقيقي في داخلك
أولاً ...
أن تكون إنسان حقيقي! في فكرك؛ وسلوكك؛ وتصرفاتك؛
ومنهجك؛ وأدائك ...
حتى لو لم يكن كل الآخرون كذلك!
أرسل اقتراحاتك عبر نموذج البريد الإلكتروني أسفل
الصفحة 👇
هذه هي الحقيقة.. والحقيقة دائماً ما ستبدو بشعة –
قبيحة.. لكنها تبقى الحقيقة...
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى 👇
الأزمة المجتمعية- كُلّنا مذنبون!
الكارما- العاقبة والثائبة الأخلاقية
من الاستياء إلى الغضب! الرقص مع الواوي
المُنادى بأخلاق العبيد وأخلاق السادة
من الواجب إلى الشرف إلى الكرامة
أنهض الآن كفارس! سيمياء الدور المجتمعي
فذلكات مُتسلّقي التنمية والمُتثاقفين 8
الكتابة بالأرجل! طريقة الذُبابة 7
نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4
فوزية البرجوازية! الفراشة أخت الصقر 2
الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0
من الجمال ينبعث الحبّْ؛ من الألم ينبثق النور؛ 30
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


