تشخيص حالة البايبولار! معاناة تصرخ بصمت!
تشخيص حالة البايبولار! معاناة
تصرخ بصمت!
هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار! ربما
ذلك
الجزء الأول
اعتقد
أن الجميع يُعانون من أعراض! أو ينطبق عليهم تشخيص؛ الاضطرابات النفسية الاجتماعية
البايبولار! disorder Bipolar
لماذا؟
من
عرض سريع؛ وبناءً على ملاحظات الواقع! والمشاهدات الكثيرة؛ سنرى أن أغلبية الناس تعاني
من بعض أعراض هذا الاضطراب المَرَضي؛ وبمستوياته – مراحله المتعددة؟ خصوصاً في المجتمعات
العربية؛ لأسباب متعددة؛ منها:
*
لا يوجد تشخيص دقيق؛ أو خبرة في هذه المجالات عموماً؛ وما
نراه هو مجموعة أشخاص – متخصصين يجيدون الكلام المُباح فقط!
*
أغلب الدول العربية لا تعلن عن وجود هذه الحالات! أو بالأحرى لا تستطيع إحصائها لنفس
السبب أعلاه 👆! ولأسباب أُخرى.
** وعلى هذا لا يوجد قاعدة بيانات – إحصائيات دقيقة!
*
عوامل مجتمعية كثيرة تحول دون إفصاح الكثيرين عن وجود اضطرابات عادية؛ أو مَرَضية يعانون
منها؛ وتؤرق حياتهم! وهو ما نسميه عامل الخوف من الوصمة الاجتماعية! أو العار!
*
بسبب توصيف كثير من الحالات والاضطرابات بشكل خاطئ! من قبل الشخص نفسه! أو التشخيص
من قبل بعض المتخصصين!
*
وجود أغلب العوامل المجتمعية في هذه البلدان؛
المساعدة على ظهور الأسباب لتنامي الاضطرابات!
*
عدم اهتمام! أو توجه الكثيرين في مجتمعاتنا لتشخيص الأعراض؛ والمؤرقات التي يعانون
منها!
*
هذا يقودنا لسبب جوهري دائم؛ هو:
عدم
وجود متخصصين بارعين للتشخيصات الدقيقة؛ خصوصاً في حالة التداخلات في الأعراض؛ أو لوجود
عدة اضطرابات مُصاحبة! متداخلة مع بعضها البعض!
**
ومن الأخطاء الشائعة والإهمال؛ هو التقاعس الكبير لدى الناس! فإن أصابهم عارض فيزيولوجي
بسيط تراهم يهرولون إلى الطبيب؛ أو الصيدلاني "بائع الدواء"!؛ وهم لا يهتمون
بالذهاب أو استشارة المختصين! إلا في حب الدردشة حول ذلك ربما!
لكن! ما هو البايبولار؟
سنحاول
تبسيط الأمر بشكل علمي وتخصصي؛ بعيداً عن ما
يُقرأ على الانترنت؛ فبالعودة إلى بعض هذه المواقع؛ اكتشفنا – وهذا ليس بجديد! التخبط
الواضح في التوضيح! والمفاهيم! والتفسيرات! غير الدقيقة؛ وغير الصحيحة بمعظمها.
سنورد
لكم الموضوع بطريقتنا التحليلية؛ بشكل أكثر ضبطاً من الناحية العلمية التخصصية والمنهجية.
هو
اضطراب مَرَضي؛ أي ليس اضطراب اعتيادي – بسيط. وبالتالي له أعراضه؛ وتداعياته؛ ومراحله؛
ومستوياته!
وهو
اضطراب ذو قطبين – ثنائي القطب – ذو اتجاهين:
أي
أنّ الذي يعاني من أعراضه سيعيش بين حالتين
متعاكستين ومتناقضتين في الاتجاه! والتدرّج! من تقلب مزاجه؛ وحالته النفسية والاجتماعية؛
هي:
1-
حالة الاكتئاب بمستوياتها المتعددة! من الخفيفة إلى المزمنة.
2-
حالة الهوس العالي! ودرجاته المتصاعدة حتى أقصاها!
وعلى
هذا يُسمى ثنائي القطب؛ كونه يأخذ شكل قطبين مختلفين متعاكسين في الشدة والاتجاه
..
وأيضاً
كونه لا توجد حالة وسطى بينهما؛ أي لا يتواجد الشخص بمزاجية أو حالة نفسية اجتماعية
مُعتدلة! فهو إما بالحد الأدنى! أو الحد الأعلى!
أي
تماماً كما يقول الجميل نزار قباني: "لا يوجد منطقةٌ وسطى ما بين الجنةِ والنارِ"
تصلان
بهِ حد التهور في فعل أي شيء! والتفكير بأي شيء! وهنا تكمن خطورته!
*
تأخذ نوبات الاكتئاب – بدرجاتها المختلفة.. أعراض النشاط المنخفض!
*
يقابلها حالة الهوس! وتشمل: أعراض النشاط العالي!
** كل الحالات النفسية والمزاجية – الاجتماعية؛ ستكون مُتقلِّبة على قطبين مختلفين - متعاكسين: ما بين الرتم العالي! والرتم المنخفض!
أي؛ ما بين الاكتئاب! وما بين الهوس!
لهذا
يمكن تسميته باضطراب الهوس الاكتئابي – كونه يشمل الحالتين على طرفي نقيض - قطب!
الحالة المزاجية والفكرية والسلوكية والفيزيولوجية!
ستكون ما بين متناقضين متعاكسين:
وبتوصيف
الأخطل الصغير - الجميل بشارة الخوري: "يبكي! ويضحك! - لكن هنا - حزناً! وفرحاً"
..
*
انخفاض الطاقة! .. والطاقة العالية!
*
فقدان الاهتمام بالذات؛ ورغباتها ومتطلباتها وحاجاتها! .. إلى الرغبة العارمة والمبالغة
بها!
*
الحزن الشديد! .. الفرح الشديد!
*
الهدوء القاتل! .. نوبات الغضب؛ والجنون!
*
الاستياء العام والتوجس والشعور بالذنب وجلد الذات والآخرين! .. الهيجان الانفعالي
والتفاؤل والإثارة المفرطة والشعور بالرغبة العارمة والتواصل؛ دون الخوف من العواقب
أو تقديرها!
*
فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة التي كانت محببة أو مرغوبة أو اعتيادية! .. وزيادة
الاهتمام؛ والإفراط بالنشاطات!
*
فقدان المتعة والرغبة! .. الرغبة الشديدة للمتعة والإثارة؛ والرغبة الشديدة للجنس!
*
القلق واليأس والشعور بالعجز! .. السعادة واللامبالاة لشي؛ وعدم الاكتراث والانفتاح
المبالغ بهِ!
*
الأفكار الكئيبة والسوداوية! .. والأفكار السعيدة والخاطئة بحسب تقديره المنجرف أو
العارم!
* البطء في النشاط! .. التسارع والرتم العالي والإنجاز!
* انحسار الأفكار والتبلد الفكري والعاطفي والمشاعر وغيرها! .. تسابق الأفكار والخواطر وانجراف المشاعر والعواطف!
*
غير اجتماعي – متحفّظ؛ وأيضاً الانسحاب؛ والوحدة؛ والانطواء؛ وعدم الرغبة في الكلام!
.. اجتماعي – منفتح؛ حب الاختلاط والتواصل والتواجد ضمن صحبة محببة أو مجموعة... والتحدث
السريع والجنوني!؛ إلخ.
*
نوبات البكاء! .. ونوبات الضحك الهستيري أحياناً!
*
الإفراط في النوم! .. قلة النوم؛ وجفاؤه؛ أو عدم الشعور بالحاجة له!
*
التعب والخدر! .. النشاط والهمة العالية!
* انخفاض الوزن المفاجئ بسبب فقدان الشهية وغيرها من الأسباب! .. زيادة الوزن المفاجئ بسبب زيادة الشهية.. وغيرها من الأسباب!
الشيء المشترك بينهما في الحالتين! هو:
* عدم
القدرة على التركيز!
* عدم
القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة أو الحاسمة..
* عدم
تقدير الأمور بشكل صحيح!؛ وتخيل الصور الوهمية؛ وتبني الأفكار غير الصحيحة - المشوشة؛
وتدهور العلاقات الأسرية؛ والاجتماعية عموماً! والعمل..
* واللجوء
بإفراط إلى العقاقير الطبية؛ وأنواع الكحول أو المخدرات؛ حالة الهيجان (الاكتئابي أو
الهوسي)..
**
هي تشبه في أقصى أشكالها؛ حالة شخصية الجوكر! - فيلم "جوكر"؛ في النسخة الأخيرة له!
**
تختلف مدة وطول هذه التقلبات ما بين القطبين؛ بحسب كل حالة! ولكن قد تدوم على كل جانب
لعدة أيام حتى أسبوع؛ وقد تأخذ فترة أطول.. وهناك بعض الحالات تكون التقلبات فيها سريعة
تُقاس بالساعات!
وبالطبع
هو غير حالة الفصام! فتفسير الفصام أيضاً خاطئ كما هو شائع!
سنتحدّث عنه في مقال لاحق!
العوامل - الأسباب
**
تقول أغلب المراجع العلمية؛ والمواقع المُعتمدة للصحة النفسية الاجتماعية: "أن
السبب الدقيق للاضطراب ثنائي القطب غير معروف! ولكن قد يلعب مزيج من العوامل الوراثية؛
والعوامل البيئية؛ والحالة الفيزيولوجية الدماغية؛ دوراً كبيراً في الإصابة بهذا لمرض!".
بالطبع
هذا كلام غير دقيق من الناحية العلمية! بالنسبة لنا!
أولاً؛
يجب التفريق ما بين العوامل؛ وما بين الأسباب. فهما شأنان مختلفان تماماً.
وهي
مسألة في غاية الأهمية عند الاستشفاء؛ سنفسرها في الجزء الثاني!
لن
ندخلكم بتعقيدات الموضوع! نستطيع تبسيطها بالقول:
العوامل هي:
الأمور
غير المباشرة – الخارجية؛ الضاغطة والقاهرة والتي تفوق قدرة الأشخاص! ولا يستطيع أحد
حيالها فعل شيء! وهي تشمل الأسباب وتحتويها؛ مثل:
العوامل
المجتمعية وما تتضمنه من بيئات العائلة والأسرة- وتجارب مرحلة الطفولة والمراهقة وطفو
خبراتها الانتكاسية؛ وأيضاً البيئة المحيطة والحيوية؛ والعمل؛ والمؤسسات المختلفة؛
وغيرها الكثير.
أيضاً
الظروف الاقتصادية؛ وظروف الحياة الأُخرى؛ مثل: النزاعات! والصراعات! والحروب! ومعدل
الجريمة! ومستوى التهديد! ...إلخ.
الأسباب هي:
الأمور
المباشرة نتيجة كل هذه العوامل؛ والتي تلعب دوراً محدداً وضاغطاً على الأفراد المعنيين؛
وتشمل:
الحالة
النفسية والمزاجية – الاجتماعية "للشخص المُصاب المتـأثر بالمجال الحيوي – الضيق"؛
والحالة الفيزيولوجية له!
أو
تشمل مجموعة أفراد يتشاركون نفس الخريطة الوراثية من الناحية الفيزيولوجية فقط!
ونستطيع
التدخل؛ والسيطرة عليها؛ أو تعديلها!
فنمط الشخصية يختلف من فرد لآخر؛ والسمات الشخصية أيضاً! لهذا نرى أن أشخاص يصابون! خلافاً لأشخاص آخرون! على الرغم أن الظروف العامة واحدة! على عكس ما وصفنّاه سابقاً اضطراب الرّض ما بعد الشدة! –
👈 راجع مقال "الضغوط! الصدمة والشدّة"!
بأجزائه 3.
على
هذا نستثني ما نسميه السمات الشخصية العامة؛ التي يتشارك بها أفراد المجتمع الواحد
- الجمعي! وهي تلعب دور في التأثر الجماعي بالاضطرابات عموماً!
**
أي كل شيء يعود للعوامل المجتمعية؛ وبالتالي للأسباب النفسية – الاجتماعية التي تتراكم
بسببها! بنسبة 80 %. من المرض أو الشفاء!
وما
يؤثر بدوره على الناحية الفيزيولوجية! وليس العكس؛ بسبب الخلل في آلية عمل الدماغ؛
ونواقله العصبية! والإفراز الكيميائي المُصاحب له! زيادةً أو نقصانً!
ملاحظات حول الاضطراب!
**
هذا النوع من الاضطرابات المَرَضية يأخذ شكل الحالات الفردية؛ ولهذا السبب – وما
شرحناه أعلاه 👆!
قد
تستمر بعض الحالات لعدة سنوات طويلة – ويعتمد ذلك على التشخيص والاستشفاء باستشارة
مُختص!
**
أو ربما سيأخذ منحى يدوم مدى الحياة – وهنا يكون التعايش معه هو أفضل نتيجة يمكن الحصول
عليها كحالة تشافي!
**
كل أنواع التشخيص الطبي؛ "تصوير - أشعة؛ تحليل مخبري؛ تداوي؛...إلخ"؛ في
مثل هذه الاضطرابات – وبالطبع في جميع الاضطرابات؛ غير صحيحة! وغير مجدية!
**
قد يُصاب بهِ أي شخص! ومن كلى الجنسين؛ ولا تلعب الظروف الشخصية؛ ولا الشرائح والتراكيب
الاجتماعية؛ والأعمار – إلا فيما يخص أنهم بالغين
من الناحية العقلية؛ دوراً محدداً عند التعرّض والإصابة بتداعياته!
** أخطر شيء؛ عندما يكون هناك تداخلات اضطرابية مع بعضها البعض!. وهو أمر وارد بنسبة كبيرة!. ويتم التشخيص باضطراب معين فقط! والتشخيص الخاطئ سيقود إلى علاج خاطئ؛ وإلى نتائج كارثية بالتأكيد!
اقرأ الجزء الثاني "الحلول والاستشفاء"!
يقول تشارلز بوكوفسكي:
بعضهم يفقد عقله! ويصبح روحاً! هو المُصاب بالاضطرابات
المَرَضية!
بعضهم يفقد روحه! ويصبح عقلً! هو بعض المثقفين!
بعضهم يفقد الاثنين!! وهو المقبول اجتماعياً!!
** مصادر الاستئناس: دراسات استطلاعية
وملاحظات خاصة بالباحث؛ قاموس المصطلحات الطبية - النفسية – الاجتماعية العلمية؛ متابعة
حالات إكلينكياً..
هذه هي الحقيقة.. على الرغم من أنّها حقيقة بشعة – قبيحة..
لكنّ الحقيقة تبقى حقيقة..
محبتي
Professor
👀 العلّة والدواء- برامج التعديل السلوكي
👀 الحالة النفسية والمزاجية؛ الاجتماعية!
👈 الوجع النفسي الاجتماعي؛ السقوط!
الوهم القاتل! - الدرياق القاتل!
👈 ذروة التفشي! ذروة البلوغ ونشوة التفشي!
👀 قوة الإيحاء الخفي! العقل الباطن
👈 مُسببات الوهم! لماذا تقتلون أبنائكم والحياة؟
👀 حلقات برنامج "حلو هالحكي!"
👀 فوائد الدُخّان! المُضحك المُبكي!
👈 قضايا والبقايا صور! حالة وظاهرة!
👀 تجارة الأوهام! لا تشتري العبثية!
👈 انهيار الأمم! بداية لنهايات مرسومة
👀 الجنسانية! وثقافة التربية الجنسية
👈 ما بين القيصرين؛ المطرقة والسندان!
👀 علّمتني الحياة! علّمتني التجربة!
👈 الاجتماع والعقد الاجتماعي/ الجوكر
👀 ألوان؛ المعاني النفسية والدلالات الاجتماعية
👈 الجهل يغتال العلم! تهافت التهافت
👈 الظلام القبيح؛ والنور الجميل!
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل



ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.