شخصيات ولغط! النمط السيكوباتي
شخصيات ولغط! النمط السيكوباتي
اضطرابات مَرَضية وإمكانية الاستشفاء
شخصية السيكوباتي؛ شخصية إشكالية أُخرى؛ يعتريها لغط كبير في توصيف! أو إطلاق صفاتها على أحد.. وأحياناً توصف بكثير من الأخطاء! وحتى الوقوع بخطأ تشخيص بأن أحد ما هو "سيكوباتي"!
فهي شخصية مُعقدة!
وتحتاج إلى كثير من الدراسة العلمية بطرق منهجية وتخصصية! للتعرّف عليها! وتحديدها
بدقة! وعلى من يصح توصيمه بأنه سيكوباتي؛ وإلا وقعنا بتشخيص خاطئ! وبالتالي
مُعالجة خاطئة!
التشخيص العلمي – المنهجي!
لتشخيص أحد ما! أنه من النمط السيكوباتي! بشكل دقيق وعلمي! علينا العودة إلى:
1-
مرحلة
الطفولة لدراستها! وتحديد أوصاف هذه المرحلة بدقة! لما
لها من صلة وثيقة بتكوين شخصية السيكوباتي بشكله المَرَضي لاحقاً!
2- دراسة العوامل والظروف المجتمعية المُحيطة - المُتعددة؛
في ماضي حياتهم! حتى لحظة القيام
بالدراسة!
3-
دراسة
تاريخ العائلة لاحتمال ارتباطها بالعوامل المُشتركة؛ ونشير إلى المغلوط
الشائع بارتباطها "بالعوامل الجينية - الوراثية!".
نحن نخالف هذا المبدأ! ولا نعتبر للوراثة والجينات.. شأن في ذلك!!
ونعتبر أنه يرتبط أكثر بعامل المُكتسب – الاكتساب؛ نتيجة التربية والتنشئة
والنمذجة.. وعوامل وظروف البيئة المُجتمعية المُحيطة (الضيّقة؛ والموسّعة) والتي أدت إلى اكتساب صفات من
الآباء وطبيعتهم وغيرها؛ بشكل مباشر "وليس جيناتهم"! أو نتيجة ردة فعل
نفسية واضطرابات أدت إلى تكوين ردود فعل تقمصية عكسية.. بدأوا بتصدّيرها على الآخرين؛ حالما سنحت لهم
الظروف بذلك؛ كنوع من الانتقام! أو نتيجة لاضطرابات مَرَضية أصبحوا عليها بهذا
الشكل نتيجة خلل! أو ضغوط! أو قسوة! أو عنف! أو اعتداء صريح أو مخفي! ...إلخ؛
اختبروها في مرحلة الطفولة والمراهقة؛ وبدأوا بتصديرها لاحقاً...
خصوصاً مرحلة الطفولة التي تعطينا مؤشرات هامة لتكوين سمات نمط شخصية السيكوباتي! وسلوكياته! وتصرفاته..
ونحن واثقين علمياً وتخصصياً وتطبيقياً من تحليلنا هذا!
* هناك لغط أيضاً
فيما يتعلق بقياس هذا النمط ومقارنته! بسمات أنماط شخصية المجرمين المُتشابهة!
وبعض ملامح أشكالهم! كتخصص في: علم الاجتماع الجنائي – الإجرامي! وعلم
الاجتماع القانوني؛ وفي أبحاث "لامبروزو"؛ وغيرهم! سنتحدّث عنها لاحقاً.
ترتبط حالة السيكوباتي؛ ارتباطاً مباشر بالاعتلال النفسي – الاجتماعي! أي من ناحيتين:
* الشخصية الخاصة - الفردية /
الناحية النفسية!
* الشخصية
الاجتماعية!
فهو اضطراب مَرَضي شديد! وخطير في كثير من الأحيان!
شخصية السيكوباتي
مثلها مثل أنماط الشخصية الأُخرى – المُتعددة! فهي نمط موجود في الحياة
الاجتماعية! وبنسبة كبيرة! دون أن نعلم عن وجود أغلبها!
وترتبط
ارتباط مباشر بالذكورية! نتيجة الإحصائيات التي قمنا بها! ودراستنا المتعمّقة!
* يوجد حالات قليلة لارتباط
الشخصية السيكوباتية بالمرأة – المُتسلّطة! ولكن عموماً أغلب حالاتها نتيجة
الذكورية! أو تقمص الذكورية!
لها صورتين؛ بالعموم: تتخللها عدة درجات – شدّة!
1- نمط أشخاص "عنيفون"
– لكنّهم يجيدون تمثيل الشخصية المتزنة! لا يظهر إجرامهم – اعتلال حالتهم للعلن!
وإنما إجرامهم يكون على شكل عنف شديد! يُمارسونه على دائرتهم الخاصة – المُقربة!
وذلك
بسبب وجود عوامل الضبط المجتمعي المحيطة بهم! وفقط يمكن معرفتهم من خلال التحري
عنهم! أو معرفة ذلك من دائرتهم المقربة – الخاصة!
وفي حالات معينة قد
يفقد فيها السيطرة المُصطنعة على نفسه! وقد يصل عنفه حد ارتكاب فعل – إجرام
التشويه الدائم "عاهة دائمة"! أو القتل!
2- نمط شخصية المُجرم "القاتل" – الذين لا يجيدون ولا يقدرون على تمثيل شخصية المُتزن-! فيظهر إجرامهم للعلن! بارتكاب أفعال إجرامية – جنائية مباشرة وخطيرة! على ضحاياهم التي يختارونها! نتيجة عدم وجود عوامل الضبط المجتمعي! ونتيجة شدّة وحدّة حالة الاضطراب التي وصلوا إليها!
لكن في كِلى النمطين هي شخصية مُجرمة! تختلف شدّتها وحدّتها من شخص لآخر؛ حسب
العوامل المجتمعية المتعددة!
ومنها:
الأسرة؛ والبيئة المحيطة؛ والحالة الاجتماعية؛ والتعليم؛ والثقافة؛ والذكاء؛
والمهارات المتعددة؛ ...
من سماتها في
كلى الحالتين أنها توجه استغلالها أو عنفها على الجنس الآخر؛ أي على النساء!
كونهنَّ أكثر ضعفاً من الناحية الجسدية – الفيزيولوجية؛ وكونهنَّ يشكلنَّ النقيض الآخر الدوني بالنسبة لهم – كما يرونهم!
وإمكانية القدرة على استغلالهنَّ من كافة
النواحي (الجنسية؛ العاطفية؛ المادية؛
العلاقة؛ الارتباط؛ المكانة؛ ...إلخ)
بالنسبة للسيكوباتيين!
1- شخصية السيكوباتي - المُجرم العنيف
نتيجة عومل
مجتمعية عديدة"؛ سيكون شخص طبيعي في الظاهر - وربما ساحر ومُبهر.. للآخرين! ولكنه
مُجرم كتوصيف سلوكي-؛ مُعتل في المستتر والمخفي من شخصيته الحقيقية!
هنا ونتيجة عوامل الضبط
الاجتماعي سيكون لديه مكوّن اجتماعي مُحيط؛ وبذلك سيمارس نمطه الإجرامي المُعتلّ
على دائرته الخاصة؛ أو المُغلقة – بشكل خفي لا يُشك بهِ اجتماعياً؛ مثل: زوجته؛
بناته؛ أخواته؛ موظفاته؛ الخادمات؛ أُخريات يقيم علاقات معهنَّ!. وفي بعض الحالات
من يُجرم بحقهنَّ "جرم جنائي" كونه لا يشك بهِ أحد...إلخ.
وفي العلن – الصورة الاجتماعية
سيكون "جنتل مان"؛ شخص
ناجح في الحياة العامة والعمل ربما؛ لبق! ومرن؛ ويظهر الشهامة واللطف! محبوب!
مُبهر! يجيد لعب دور الشخصية الاجتماعية المُتزنة!...
كونه
يُجيد فن الكذب والإقناع والتلاعب بالآخرين وبمشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم! واللعب
على الحبال وتسلّقها! ويتقن ذلك! له وجهين – قناعين؛ أو أكثر!؛ يعرف متى يرتدي كل
منها؛ وفي الوقت المناسب!
بعضهم
يَصلون إلى مكانة اجتماعية وقيادية مرموقة وجيدة! نتيجة طموحاتهم الشديدة؛ وقدرتهم
على تسخير كل ما من شأنه تحقيق ذلك! بما فيها تحطيم القيود والقواعد الاجتماعية؛
وتخطي القيم والأخلاق والضوابط المجتمعية! والدوس عليها! وعلى أي شخص! مهما كانت
درجة قرابته منه! في سبيل تحقيق غاياتهم وطموحاتهم! دون الشعور بالذنب أو تأنيب
الضمير أو العذاب الداخلي – الإنساني!...
على الرغم من أننا نرى ومن خلال استنتاجاتنا – أنه في بعض الحالات
المتقدمة! ومع الوقت! سوف يطارده كل ذلك! ويعاني منه بشدة على شكل اضطرابات ظاهرة!
وأحلام! ورؤى! وكوابيس! وتخيلات... تؤرقه! وتقض مضجعه! وتصل بهِ حد الهذيان أو
الجنون؛ والميل إلى الانتحار! وفي بعض الحالات إلى شكل المُجرم القاتل!
كلامه
كثير؛ وأفعاله قليلة بجهوده! فهو يستغل الآخرين لتحقيق ذلك!
شهواني
– تقوده غرائزه في كثير من الحلات؛ لا يعير أهمية للضمير والأخلاق والمعايير
والقيم .. ولا يقيم وزناً لكل ما له صِلة بالإنسانية في حقيقته المخفية! وربما
يتمسك بها كنوع من الحيلة أو كشعار – ستار يتلظى خلفه أما المجتمع! فهو يجيد ذلك!
غير
مكشوف للآخرين! فقط الدائرة الضيقة تعرف حقيقته! فهو كاذب ومخادع بارع! ويتقن لعبة
التوازن بين الشخصيتين الظاهرة والخفية! وإذا بحثت بشكل متعمق ستعرف أنه عانى
كثيراً من التخبط وتجارب الفشل! وارتكاب كثير من الأفعال اللاأخلاقية!
يُمارس السادية بوحشية! ولو في البداية بتودد!؛ ويتلذذ بالعنف (الرمزي؛ اللفظي؛ المعنوي؛ النفسي؛ الجسدي؛ ...إلخ). وتوجيهه!
ليقلل من شأن الآخرين أمامه "دائرته الخاصة"؛ وإلحاق الأذى بهم! وربما الضرر الظاهر!... نتيجة لشخصيته المريضة -
المُعتلّة!
وجزء من شخصيته تحمل صفات النرجسية المُفرطة! راجع شخصية النرجسي في مقال: اللغط والشخصيات الإشكالية! // والسادي في مقال: لفوظ المعاني – مُصطلحات 2.
شكاك
بمن حوله! يهتم بنفسه ولنفسه فقط! فيرى الكون يدور في فلكه؛ وأنه هو محوره ومركزه!
يرى نفسه على صواب دائماً! وكل الآخرين على خطأ! خصوصاً من تقع سطوتهِ المباشرة
عليهم!
على الهامش! على المامش!
هل يُمكن علاج السيكوباتي؟
أولاً: يجب
تشخيص الحالة أنها نمط شخصية سيكوباتي!
ثانياً: السيكوباتية
درجات متعددة! وبالتالي يجب معرفة درجتها وشدّتها! والنمط السلوكي لها!
ثالثاً: وعلى
الرغم من الشائع أنه لا يُمكن ذلك!!
نقول بثقة وقدرة وتخصص: نعم يُمكن العلاج
بطريقة الاستشفاء التي شرحناها في مقال سابق "الاضطراب المَرَضي – الحلول
والاستشفاء"؛ ولكن بشرط:
1- أن نُشخّص حالة نمط
الشخصية أنها سيكوباتية! وضمن أي درجة وشدّة! وهذا يحتاج إلى أن نقوم بدراسة بحثية
منهجية مُعمّقة! شرحناها
أول الفقرة.
2- أن يُقرر صاحب
العلاقة الاستشفاء! والخضوع لبرنامج المتابعة والتعديل السلوكي وصولاً للعلاج
بطريقة الاستشفاء! وهذا يتضمن اعترافه بوجود المشكلة؛ ورغبته في الاستشفاء!
3- سيكون الاستشفاء؛ مُتضمّن في عدة برامج علاجية؛ ومراحل زمنية – قد تأخذ فترة زمنية طويلة – ولكنها ناجعة وتأتي
بثمارها! راجع طريقة ومراحل
الاستشفاء في مقال "حالة توصيم واضطراب! الحلول والاستشفاء"
** بالنسبة للسيكوباتي - المُجرم القاتل": سنحتاج إلى مركز – مصّح "بالمعنى الاستشفائي العلاجي"؛ بالضرورة!
هل يختلف كل ذلك عن ما نسميه "العنف بأشكاله؟ والعنف المنزلي؛ وغيره؟
بالطبع
يختلف عند الدراسة والتحليل والتفسير!
جزء
منه قد يكون ضمن هذه الأنماط؛ ونتيجة لها! ولكن ليس بالضرورة!
فدراسة
العنف! والعنف الموجّه إلى الذات وعلى الآخرين! والعنف المنزلي!... إلخ. يحتاج إلى
دراسة مُتخصصة؛ متأنية! عميقة؛ ودقيقة! من خلال باحثين مُتخصصين.
سنتحدث عنها في بحث لاحق بشكل تخصصي متعمّق!
*
تنطبق بعض الملامح في شخصية النرجسي! والسيكوباتي! على سمات شخصيات بعض لصوص الانترنت والمواقع
الإلكترونية – سنتحدّث بتحليل علمي عن نمط شخصيتهم وسلوكياتهم
بشكل موسّع؛ ريثما تنتهي الدراسة البحثية عنهم!
هذه هي الحقيقة! على الرغم من أنها
حقيقة بشعة – قبيحة! لكن الحقيقة تبقى حقيقة!
محبتي
Professor
للتفاعل؛ يُمكن الضغط على مربع التفاعل في أسفل الروابط؛ مستطيل الوجه الباسم 😊؛ حتى تظهر لك الإشارة الزرقاء! شكراً جميلاً..
روابط مقالات أُخرى
👇
الليالي المُظلمة للنفس– المخاض الكبير؛ 46
نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4
فوزية البرجوازية الفراشة أخت الصقر 2
الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0
👀 لفوظ المعاني – مُصطلحات 2
هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟
👈 في التوصيم والتصنيف والتدخّل
حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


