اللغط! والشخصيات الإشكالية! النرجسي
اللغط! والشخصيات الإشكالية! النرجسي
اضطرابات مَرَضية!
دائماً
ما نلاحظ! أن تحديد نمط بعض الشخصيات! والاضطرابات المَرَضية عموماً؛ وغيرها من المواضيع
الاختصاصية؛ يشوبها اللغط! والتوصيف غير الصحيح من قبل كثيرين!؛ وما يؤلم حقيقةً هو
عندما يصدر ذلك من قِبل مُتعلّم ومتثقف! وقارئ ومتابع جيد! وحتى مُتخصص!
بسبب! أو نتيجة لما كُتب! ونقل! وقُرأ! ...عنها؛ بشكل
خاطئ! ومغلوط!
لهذا دائماً ما نُحذّرك!! لا تقرأ من مواقع ومنصات لصوص الأنترنت والمُواقع! ولا تستمدّ معلوماتك منهم! فهم ينقلون الخاطئ! والمغلوط! والمُشوّه! بشكل مُشوّه! دون معرفة ودراية!!
هم أشبه: بلص يسرق من لص آخر؛ وهكذا!.. يُقال عند المصاروة: "مبروم على مبروم ما يرولّش!"
وما يُسرقونه عن المواقع المُتخصصة وجهود المبدعين.. هو أشبه بذُبابة حطت على كور عسل! وما سيعّلق على أرجلها منه! هو ما يسرقونه! وهذا لن يجعل من الذُباب! نحل مُطلقاً! أو مُنتجين للعسل!
فقط سينقلون لكم المرض المعرفي! وبالتالي الوعي المغلوط!
يجب العودة إلى أمهات المراجع أي المصادر العلمية! وما
حُدّث منها نتيجة الأبحاث والدراسات! وبشكل يومي!
والقراءة من مواقع مُتخصصة!
النرجسية – شخصية النرجسي!
مُصطلح
إشكالي – يعتريه كثير من اللغط؛ كونه يأخذ عدة معانٍ واتجاهات وتفسيرات.. فهناك:
1-
النرجسي السلبي!
2-
النرجسي الإيجابي!
غالباً الناس تأخذه بالمعنى السلبي فقط! وبالتفسير الخاطئ! وهذا ما نلاحظه!
مرد
المُصطلح إلى أسطورة "نرسيس" اليوناني؛ الذي وقع بحالة عشقه لنفسه! عندما
رأى انعكاس صورة وجهه الجميل!
وهنا
الفكرة: إنها رؤية لانعكاس صورة وليس الحقيقة!
وكما يراها هو! فيقع بعشق ما يرى - يظنّ بنفسه! وما ستؤول إليه الأمور من سلوكيات وتصرفات
نتيجة لذلك! والتي تقود للهلاك في النهاية!
النرجسية بالمعنى السلبي
هي حالة اضطراب بالشخصية؛ تقود إلى خلل في علاقته مع ذاته؛ وبالتالي مع الآخرين!
تعني:
حُبّْ النفس – درجة العشق بأنانية مُفرطة! يتميز صاحبها بالغرور والتعالي الوهمي! والشعور
بالأهمية المُبالغ فيها – دون وجود ما يستدعي ذلك في الحقيقة والواقع!- ... ودون أن
يعي ذلك في جزء كبير منه! فهو يعتقد أنه حقيقي – واقعي.
وذلك نتيجة اللاوعي المغلوط الذي كوّنه عن ذاته! ورؤية الواقع من خلال ذلك!؛ على الرغم من أن جزء كبير منه وهم مَرَضي!
ويسعى لتحقيق الكسب والمكاسب على حساب الآخرين! نتيجة
ذلك!
وهنا تعد الأنانية بالمعنى السلبي؛ مُشكلة اجتماعية
- مرض / اعتلال اجتماعي حقيقي! أيضاً.
وترتبط بسمات الشخصية؛ لهذا نعتمدها كمؤشر مهم؛ عند قيامنا بتقييم! وتحليل الشخصيات!
وأبرز صفاتها؛ أن النرجسي يُسقط على الآخرين ما بداخله من اعتلال؛ أمراض؛ عُقد؛ اضطرابات..؛ فيرى أنهم هم من يمتلكون الصفات والسلوكيات القبيحة والسيئة "التوصيم السلبي"!
ترتبط النرجسية ارتباط وثيق بـِ
بحسب ما جاء في دراسات – قمنا بقياس الترابط بينهم؛ والتأكد
منها
* "القناع الميكافيلي": استخدام المكر والخداع والزيف والتصنّع ...؛ لتحقيق غايات (كالقبول الاجتماعي؛ والمنفعة؛ والإنجازات؛ ... )؛ عبر وسائل غير مقبولة!! - أشرنا إليه سابقاً.
* الاعتلال النفسي "السيكوباتية"!- نستعرضه في البحث التالي..
* جنون العظمة 'الميغالومانيا'؛ وارتباطها بحالات الارتياب 'البارانويا'.. نتحدّث عنهم لاحقاً..
تختلف النرجسية عن مفهوم "مركزية الذات – الأنوية – الأنا"! في معناها غير المُدرك!
أي
التي تكون نتيجة عدم إدراك - تمييز للفروق بين المُتخيل والواقع! الصورة الذهنية عن
الواقع! والواقع الحقيقي! بين ذاتهم؛ والآخرين!؛ أو عدم قدرتهم على ذلك!.. ونجدها عند
الأطفال عموماً!؛ والمراهقين؛ حتى مرحلة الشباب الأولى!. وأيضاً لدى بعض أنماط شخصيات
أُخرى!
ونقول: هذه ليست حالة مَرَضية بالضرورة! وإنما في جزء منها – لدى البعض! ستكون نتيجة ما اختبروه في طفولتهم وما بعدها! ونتيجة مراحل النمو! ووجود خلل في العوامل الاجتماعية! وظروف صعبة في البيئة المجتمعية المُحيطة بهم!.. ويُمكن لها أن تتحول لاحقاً إلى اضطراب مَرَضي "نفسي - اجتماعي".
ومع ذلك سنرى النرجسي متقوقع حول ذاته! لكنّه هنا يتقصّد ذلك في أعماقه! بشكل واعٍ!
أو بشكل غير واعي! من خلال الجزء اللاواعي الذي يُحركه! ويقوده! نتيجة زيف الوعي المُدرك! الذي يغذي اللاوعي لديه؛ فيقوده ويحركه وفق له.
مع ظهور "الأنا" بشكل مُتضخم - متورّم! وواضح للآخرين!
تحليل! وصفات شخصية النرجسي السلبي
استغلالي – وصولي؛ يستغل مزايا الناس وتميزهم وتفوقهم ...! وأيضاً ظروف بعضهم! لتحقيق
مكاسب شخصية! وتحقيق جُلّ مصالحه! بثوب جميل يُظهره للناس! دون أن ينسى أدق التفاصيل فيما يُظهره لهم!
يهتم بصورته التي سيظهر بها كثيراً! وبمبالغة فائقة أحياناً – زائدة عن حدها!
يُبالغ
في كثرة الكلام!! لأنه لا يمتلك برنامج عملي! ولا يستطيع التعبير عن نفسه سوى بالكلام!!
ينتقد النماذج الناجحة الملموسة!- ينتقدها بالخفاء فقط "الثرثرة ضمن دائرته الخاصة الضيّقة"! كونه يحمل صفات الجبان! "فلا يتجرأ على انتقاد؛ أو مواجهة الناجحين بشكل مباشر"؛ إضافةً لقدرته على الظهور بعدة أوجه "أقنعة"!-.
كون هذه النماذج الناجحة تُشكّل أكبر هواجس النرجسي السلبي! ناحية التفوق الحقيقي.. فيشعر بسبب تواجد أصحابها في محيطه القريب: بالعجز! والنقص! والدونية! وانكشاف حقيقته! وحقيقة قدراته! وفقدان بريقه الزائف! ...إلخ.
بالإضافة أنه: حسود! وحقود! بغلٍ في داخله! لا يُظهره لأحد! وعلى العكس ستراه يبتسم في وجهك! ويُبدي لك الود واللطف والمحبة والاحترام!... مُرتدياً قناع الزيف!
فالنرجسي نمط شخصية يفتقد للفعل الحقيقي بجهوده الذاتية!؛ أو يشعر بهذا العجز بقرارة نفسه دون
أن يُفصح عنه! كمطب نفسي يستصعب تجاوزه! وبالعكس كردة فعل سيبالغ في إبراز أو تضخيم
قدراته غير الحقيقة وبالكلام أيضاً!
أضافةً لإمكانية أن ينسب لنفسه فضل أو جهد الآخرين؛ ليبدو وكأنه جهده هو! وفي المواقف المكشوفة ليبدو أنه شارك بصنعه! وأحياناً التلميح وكأن له الفضل بذلك! المهم أن يظل ظاهراً في الصورة.
وعلى هذا البعض ستراهم يتشبّثون بالقيادة "حتى لو اضطروا لاختراع فريق! أو مجموعة! أو جمعية...إلخ! لقيادتها – المهم أن يبقوا في مركز القيادة؛ والسيطرة؛ والتحكم؛ والظهور العلني! والدور في الشأن العام!! ...إلخ.
لأنها تُعيد لهم اعتبارهم المفقود أمام ذاتهم والآخرين - كما يعتقدون!
وما يشعرون بافتقاده في
حقيقة أنفسهم؛ وسد النقص والعجز لديهم! كونهم سيعتبرون إنجاز المجموعة التي يقودونها
هي بسبب قيادتهم؛ وأنها تُنسب إليهم وبفضلهم!! ليبقوا دائماً في مركز الاهتمام والضوء!
فغاية النرجسي السلبي ليس تطوير ذاته! وإنما تحقيق أهدافه الشخصية فقط – أو أهداف يطمح لها! مهما كان الثمن! وأحياناً يستخدم الابتزاز المباشر! وغير المباشر لتحقيق هذا! – لأنه يشعر معها وكأنها تُعيد الاعتبار لنفسه أمام الآخرين والمجتمع!
في التوصيف؛ وأسلوب التحليل النفسي – اجتماعي!
نقول: هو نمط
غير صحي – اضطراب مَرَضي - حتى مع ذاته؛ وما يخصّه!
يسعى لتدمير - تخريب كل ما هو جميل؛ وجيد؛ وحاصل بالنسبة له؛ كطريقة للهروب والبقاء بحالة التفرد؛ ليبقى منشغلاً بذاته وبنفسه! أي ليعيش بذاته ولذاته دائماً – فيحافظ على مكتسباته؛ أو ما يميزه كخصوصية كما يراها!
دون أن يسمح لأحد أن يُشاركه بها؛ كونه يشعر بوهم التفوق والتميز على الآخرين حتى لو كانت "شريكته"!.
لكنّه يسعى دائماً لأن يحافظ أن يكون مركز اهتمام الجميع دون استثناء! دون الارتباط
الواقعي – الفعلي!
وبالطبع لذلك جذور عميقة! وخلفية معينة! نستطيع تفسيرها عند قيامنا بتحليل وتشخيص كل شخصية على حِدى! وبحسب تفرّدها! وظروفها الخاصة!..
وفي الشكل العام هي نمط شخصية قد تراها مُتزنة؛ وطبيعية! ..
ولكنّها شخصية تُعاني من اضطرابات مَرَضية عديدة! ويجب التعامل معها على هذا الاساس.
النرجسية بالمعنى الإيجابي
نقول: هي نمط صحي؛ تُشير إلى القدرة على تطوير الذات؛ والقدرات بشكل واقعي! من خلال الاهتمام الخاص بها؛ والاهتمام الفائق بتطويرها بشكل حقيقي وملموس؛ دون انقطاع عن الواقع الاجتماعي المُشترك من الناحية الشخصية – العاطفية؛ أو الاجتماعية – العامة.
تمعّن حولك! ودون صعوبة! ستجد شخصية النرجسي السلبي
المَرَضية! متوفرة بنماذج لشخصيات تعرفها!
(تحليل
خاص بالقائمين على الدراسة؛ اُستخدمت فيها مؤشرات ومقاييس خاصة - مضبوطة! لتحليل أنماط شخصية كعينة! ودراستها في الواقع الفعلي)
أقرأ أيضاً؛ شخصية النمط السيكوباتي..
هذه هي الحقيقة! على الرغم من أنها حقيقة بشعة – قبيحة!
لكن الحقيقة تبقى حقيقة!
محبتي
Professor
روابط مقالات أُخرى
👇
الليالي المُظلمة للنفس– المخاض الكبير؛ 46
نوستالجيا! الحنين والهروب خلفاً 4
فوزية البرجوازية الفراشة أخت الصقر 2
الأحلام المُتعِبة المُؤرِّقة! 0
👀 لفوظ المعاني –
مُصطلحات
2
هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟
👈 في التوصيم والتصنيف والتدخّل
حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!
أُنظر: أرشيف المقالات الكامل


