الرئيسية صحة عامة قضايا بصورة بانوراميه نفسي-اجتماعي الضغوط! الصدمة والشدّة / التوصيف

صحة عامةقضايا بصورة بانوراميهنفسي-اجتماعي

الضغوط! الصدمة والشدّة / التوصيف

Professor 124

A+ A-

الضغوط! الصدمة والشدّة/ التوصيف

الاضطرابات المَرَضية – التوصيف

 الجزء الأول

سنتحدّث معكم عن مسألة في غاية الأهمية والخطورة في آنٍ معاًّ!!

ما سنقدمه يأتي من خلال البحث؛ والملاحظة العلمية؛ والقراءة التحليلية؛ والاستنتاج المنهجي؛ لكثير من الظروف والسلوكيات والظواهر الاجتماعية؛ والمظاهر الفردية والمجتمعية في مجتمعنا؛ وليس لمجرد استعراض نظرية - اضطراب!

وهي مسألة تداعيات الظروف المجتمعية؛ والضغوط بأنواعها؛ التي يتعرض لها الأفراد والمجتمعات؛ وما ستخلّفه من اضطرابات؛ فردية وجماعية؛ نفسية واجتماعية وسلوكية؛ ومعرفية وعقلية – ذهانية – عصابية؛ ... تؤثر على صحة المجتمع وأفراده!

والمسألة هنا لنعرف ونتعرّف أكثر!!

وكيف تستطيع التخفيف من آثارها وتداعياتها ما أمكن!

ولن نُدخلكم في متاهات التسميات والمصطلحات المتعددة! والتصنيفات العلمية؛ والاضطرابية؛ والمرضية؛ بأنواعها النفسية والاجتماعية والطبية ..

فغايتنا هنا تقديم الفائدة النهائية لكم! وليس إقحامكم في متاهات المصطلحات والتصنيفات!

يواجه كلّ فرد منا ضغوطاً مجتمعية جمّة! تؤثر على حالته النفسية – المزاجية - الاجتماعية...

كأحداث صادمة خارجة عنه في بدايتها، أو متطلبات وظروف استثنائية وقعت عليه، أو مشاكل أو صعوبات جعلته في وضع غير اعتيادي! فتسبب له الضغط بشكل تفاعلي؛ كونها تشكل بالنسبة إليه تهديداً! يفشل في السيطرة عليها، وينجم عنها اضطرابات متعددة.

 والاضطرابات أنواع؛ ولها تصنيفات متعددة! ومستويات بالشدّة! أصعبها الاضطرابات المَرَضية المُزمنة!

سنقدم لكم حالة – توصيف- ضمن رؤية شاملة - جامعة مانعة كتشخيص-؛ تجمع أغلب مظاهر الاضطرابات الأُخرى. وأيضاً بعض النصائح!

والتي نرى أنها أخطر وأقرب أشكال التمظهر في مجتمعاتنا الآن!

وسنستخدم هنا المصطلح الآتي كتوصيف علمي – منهجي؛ كما استخدمناه وطرحناه منذ عدة سنوات؛ وما أضفنا إليه من ملاحظات جديدة بناءً على ملاحظاتنا واستنتاجاتنا! 

الرّض ما بعد الصدمة – الشدّة!

هذا النوع – والذي نشبهه بالرّضّ أو الوذمة النفسية الاجتماعية -؛ يأتي نتيجة: حدث! أو أحداث! صادمة وشدّيدة وقاهرة! مستمرة على فترة زمنية طويلة نسبياً! اختبره ويختبره الفرد - مجموعة أفراد! بشكل قهري!

ونتيجة أحداث متتالية متشابهة – تُذكره بالحدث الصادم؛ أو تتراكم عليه! كونها تتفاعل مع بعضها البعض!

فتُسبب له: الضيق والكرب والإجهاد المُزمن؛ وتترك أثارها عميقاً في داخله على مستوى حالته النفسية والمزاجية – الاجتماعية! مما يؤثر سلباً على مختلف أنماط تفكيره! وسلوكياته الفردية والمجتمعية! وتصرفاته! ورداة فعله! وعلاقاته! وتفاعلاته! وأنشطته! وأدائه! وشخصيته الطبيعية! ...إلخ.

دون أن يُدرك أو يعي ذلك – وهنا تكمن خطورتها -! ولا يستطيع تقييم حالته بشكل متوازن أو طبيعي! أو حيادي! فيعتقد أنه مازال طبيعياً؛ وهو فقط يتماهى مع الظروف أو يسايرها!! والآخرين هم من تبدّل – تغيروا حياله؛ أو عموماً؛ والظروف هي من تغيّرت! وليس هو!!

أي حالة الظروف القاهرة! والإنسان المقهور! والذي يصبح قهري بدوره!! تحدّثنا عن ذلك في مقالات سابقة أبرزها: الوجع النفسي الاجتماعي! وغيرها.

المظاهر العامة

1- الاحلام المزعة - المؤرّقة! والتخيلات والصور الذهنية المقلقة! وربما الكوابيس أحياناً.

2- الحزن والهم؛ القلق والتوتر! الزائد عن حده! والضجر غير المفُسّر!

3- الغضب؛ والانفعال؛ غير المبرران أحياناً؛ من أي حدث ولو كان بسيط!

4- السلوك العدواني؛ والعنف المعنوي والرمزي واللفظي والجسدي ...؛ الموجّه إلى الذات؛ أو على الآخرين!

5- العزلة؛ والانعزال؛ والتوقف أو عدم الرغبة في ممارسة الأنشطة التي كانت ممتعة للشخص سابقاً.

6- البرود! والفتور! والتبلّد العاطفي بأنواعه! والوهن الجسدي وأنشطته وأدائه بأنواعه!

7- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر عموماً؛ وعطب في الأحاسيس بأنواعها..؛ الذي يفضي الى تعقيد وصعوبة العلاقات الخاصة والعامة...

8- الشعور بالوحدة! بالضياع! بالغربة! الاغتراب! والانفصال!... عن النفس؛ والذات؛ والآخرين! مهما كان مُحاط بالناس المقرّبين؛ وغيرهم!.

9- أُخرى.

أعراض – مراحل الاضطراب

يمكن تحديدها بثلاث تصنيفات رئيسية!

مع شرط عند التشخيص يتمثّل في أن تكون أعراض كل فئة منها مستمرة! ومنتظمة! لفترة زمنية معينة، كالآتي:

أولاً- إعادة الاختبار للحدث الضاغط!

استعادة أو تذكر الحدث الذي حصل سابقاً.. من خلال:

A- كوابيس أو أحلام مزعجة ومتكررة؛ تُسبب الألم والتعب والخوف؛ لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحدث!

B- ذكريات وأفكار؛ تقتحم الذاكرة أو التفكير بشكل قسري؛ ومتكرر؛ حول الحدث الذي أختبر سابقاً؛ تُسبب الحزن والهم والتوتر والانفعال...

C- الشعور كما لو أن الحدث سيعاود الوقوع؛ أو الخوف من تكراره؛ وتذكر الحدث على شكل صور أو خيالات أو تهيؤات؛ أو مشاعر؛ أو هواجس؛ تهجم بشكل قسري ...

D- انزعاج انفعالي شديد – اختلال الثبات الانفعالي؛ لأي تنبيه يُنشّط ذكريات الحدث للمُصاب (تكرار حدث شبيه! أو له علاقة بالحدث العام الضاغط؛ رؤية مكان – شخص - شخص شبيه – مشهد – مقطع – صور - ...إلخ)؛ بمعنى أي تنبيه  يُذكّر بالحدث..

ثانياً- تجنّب التنبيهات المرتبطة بالحدث الضاغط!

وتعني ظهور استجابات يتم تجنّبها؛ لم تكن موجودة لدى المُصاب قبل تعرّضه للصدمة.

من أعراضها - مظاهرها:

A- تجنّب الأماكن؛ الأشخاص؛ المواقف؛ الذكريات؛ إلخ. التي تُذكّر بالحدث!

B- محاولة طرد الأفكار والانفعالات التي تُذكّر بالحدث؛ وتجنّب المُصاب للحديث عنه مع نفسه؛ أو مع أفراد آخرين...

وربما لجوئه أو التفكير باللجوء؛ للعقاقير الطبية؛ المخدرات؛ شرب الكحول بكثرة،...؛ والتي تتسبب بالإدمان؛ للهروب إلى الأمام؛ ومحاولة النسيان!

C- انخفاض واضح في ممارسة المُصاب للنشاطات أو الهوايات التي كان يزاولها؛ ويستمتع بها من قبل.

D- فتور عاطفي ملحوظ، لاسيما ضعف القدرة على الشعور بذلك! داخلياً وخارجياً.

E- الابتعاد عن الآخرين! والشعور بالعزلة عنهم.. أو عدم الرغبة في مخالطتهم!..

ثالثاً- أعراض فرط الاستثارة:

تعني ظهور حالات من الاستثارة لدى المُصاب، لم تكن موجودة من قبل..

وتظهر من خلال:

A- صعوبات تتعلق بالنوم؛ مثلاً: يستيقظ في الليل ولا يستطيع النوم ثانيةً!؛ أن يعاني من الأرق؛ جفاء النوم؛ النوم المُتعب؛ ...

B- نوبات غضب أو انفعال - هيجان لأتفه الأسباب؛ مصحوبة بسلوك عدواني!

C- عنف رمزي - لفظي- معنوي – جسدي؛...؛ يوجهه المٌصاب على نفسه أو على الآخرين..

كجلد الذات أو تقريعها أو لومها أو إيذائها؛...؛ أو للآخرين (سُباب؛ شتم؛ تلقيب؛ تنكيت؛ تخريب؛ تهديد؛ كلام عنيف؛ عنف جسدي مباشر؛...؛ أو لمواجهة الظروف؛ وحتى كثرة استخدام النكات وغيرها كردة فعل مبالغة!!. وكله يؤدي إلى سوء العلاقات واضطرابها؛ سواءً مع الذات أو مع الآخرين! )..

D- حذر أو تيقّظ شديد ودائم؛ وصعوبة بالغة في الهدوء أو الاسترخاء...

E- صعوبات في التركيز على أداء أي نشاط يُمارس؛ أو متابعة نشاط يجري أمام المُصاب؛ أو الاندماج وهو جزء منه...

F- ظهور جفلة أو قلق غير اعتيادي لدى سماع المُصاب أصوات معينة: (صوت قوي؛ قرقعة؛ صريخ؛ مشاجرة؛ جرس؛ هاتف؛..."؛ وأي صوت آخر مفاجئ؛ وحتى عندما يلمسه شخص ما بشكل مفاجئ!.. )..

** يمكن أن نضيف أعراض أُخرى؛ مثل:

(القلق النفسي؛ الكآبة – الدخول بحالة اكتئاب بمراحله، الشعور بالذنب، المشكلات الأسرية؛ اضطراب العلاقات، توارد الأفكار الانتحارية! أو الرغبة بالموت – وهذه شائعة، تولّد العنف والعنف الانفجاري – وهذه ربما الأكثر خطورة! ...إلخ).

لمحّنا إلى ذلك في عدة مقالات سابقة ! راجع المقالات السابقة.

على الهامش – على المامش!

* بالطبع التوثيق مسألة أخلاقية؛ قبل أن تكون أصول علمية ومنهجية! في البحث والدراسة؛ والكتابة والتقديم!

* أغلب المواضيع المطروحة على المنصّة هي مقالات وأفكار خاصة بالباحث؛ من الدراسات والأبحاث والتجارب والخبرة الشخصية؛ والتخصص في مجالات الاجتماع والنفس والتنمية المجتمعية ... وبالتالي نحن من نمثّل أحد المرجعيات.

* نحن في طرح الأفكار وكتابة المقالات؛ لا نعتمد على نقل المواضيع! ولا نعتمد على إعادة الصياغة نهائياً! لهذا لا نقوم بالتوثيق أو الإسناد العلمي أو المرجعي!

* مع ذلك نحن نقوم بإسناد المقولات العامة والمعروفة؛ والنصوص المترجمة لأصحابها الأصليين؛ أو وضع بعض الجمل بين الشرطتين " "؛ أو القوسين؛ وهو أسلوب منهجي في التوثيق العلمي يقول: بأن هذه الجملة أو النص ليس من أفكار الباحث؛ أو خاص بهِ.

* أو باعتماد أسلوب منهجي آخر للتوثيق باستخدام عبارات: (بتصرف؛ أو باستئناس؛.. من فلان؛ أو الجهة الفلانية) – وهو يعني أنه تم إعادة الصياغة لهذه الجملة أو الفقرة! وإضافة الأفكار الخاصة بالباحث! أي الاعتماد على الفكرة العامة؛ وكتابة فكرة جديدة بنسبة 75 % بإضافة الأفكار الخاصة بما يتناسب مع خصوصية المجتمع وأفراده؛ وذلك بناءً على الملاحظة العلمية المنهجية للباحث؛ بشرط أن يكون مختص! وبشرط إسناده المرجعي أيضاً!

** كأصول علمية منهجية دقيقة! يجب الاعتماد فقط على أمهات المراجع "الدراسات والأبحاث الأصلية – أو كما نسميها: المصادر؛ أو الكتب الموثّقة والتي نسميها مراجع" والعودة إليها! وليس إلى المواضيع المطروشة على الانترنت! فهي ناسخ وممسوخ ومشوه وناقص!

سنتحدّث عن هذا الموضوع في مقال قادم...

** في الجزء الأول هذا فقط! من الدراسة؛ تم الاستئناس ببعض المظاهر العامة؛ والتصنيفات العلمية للاضطراب بالعودة إلى قواميس ودراسات وأبحاث علم النفس والاجتماع والطب النفسي المرجعية من مصادرها الأم.

ومع ذلك أغلب ما ورد هنا؛ هو من الدراسات القديمة؛ والملاحظات والاستنتاجات الآنية الخاصة بالباحث؛ وانطلاقاً من خصوصية مجتمعاتنا وأفراده! حيث أن أغلب التوجهات النظرية والعلمية لا تتفق على ملامح مشتركة وخاصة بينها! في التصنيف والتوصيف والمصطلحات والعناوين لهذا الاضطراب وغيره! ونوعية المجتمعات والأفراد!

* كل ما نقوم بطرحه من مواضيع تنطلق وتنطبق على خصوصية مجتمعاتنا؛ وطبيعة أفراده! ومن الملاحظة العلمية؛ والمنهج الاستنتاجي؛ والدراسات والأبحاث والتجارب الخاصة بالباحث؛ ومن هنا تأتي أهمية وقوة المواضيع المطروحة! ومدى تطابقها!

👈 اقرأ ج 2 – التشخيص والملاحظات    // 👀 اقرأ ج 3 – النصائح والاستنتاجات

هذه هي الحقيقة.. على الرغم من أنها حقيقة بشعة – قبيحة .. والحقيقة تبقى حقيقة!

محبتي

Professor

👇

الوذمات النفسية الاجتماعية!

👈 نصائح حول الوذمات الرّضّية!

الليالي المُظلمة للنفس– المخاض الكبير؛ 46

العلة والدواء  –  الوجع النفسي  –

 الحالة النفسية والمزاجية الاجتماعية –

استبداء "كاستهلال"

👀 شمّاميس "Shmames"

👀 فوبيا 1 - فوبيا 2 - فوبيا 3

👈 فوبيا 4 -  الفوبيا 5 -

الوهم القاتل!  - الدرياق القاتل!

👈 ذروة التفشي! ذروة البلوغ ونشوة التفشي!

👀 قوة الإيحاء الخفي! العقل الباطن

👈 أُمم؛ ومناعة القطيع للغنم!

👀 الوهم المُرضي! زيف حقيقتنا

👈 مُسببات الوهم! لماذا تقتلون أبنائكم والحياة؟

👀 حلقات برنامج "حلو هالحكي!"

ح 1 -  ح 2 -   ح 3  -  ح 4  -  ح 5 -

  ح 6 -   ح 7 -   ح 8 -   ح 9 -   ح 10 - 

 ح 11 -  ح 12 -  ح 13 -  ح 14 -  ح 15 -

👀 فوائد الدُخّان! المُضحك المُبكي!

👈 قضايا والبقايا صور! حالة وظاهرة!

👀 تجارة الأوهام! لا تشتري العبثية!

👈 انهيار الأمم! بداية لنهايات مرسومة

👀 الجنسانية! وثقافة التربية الجنسية

👈 ما بين القيصرين؛ المطرقة والسندان!

👀 علّمتني الحياة! علّمتني التجربة!

👈 الاجتماع والعقد الاجتماعي/ الجوكر

👀 المسؤولية والمجتمع والدولة

👀 ألوان؛ المعاني النفسية والدلالات الاجتماعية

👈 الجهل يغتال العلم! تهافت التهافت

👀 الشرق الحزين أبداً!

👈 هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟

👀 حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!

👈 الظلام القبيح؛ والنور الجميل!

👀 حالة الوعي القطيعي!

👈 سبب تسمية المنصة!

👈 ما بين النوس! والتروث!

👀 ما بين الميث والميثوس!

أُنظر: أرشيف المقالات الكامل

الوسوم: صحة عامة قضايا بصورة بانوراميه نفسي-اجتماعي