الرئيسية صحة عامة قضايا بصورة بانوراميه نفسي-اجتماعي الوذمات النفسية الاجتماعية! الرّضّية

صحة عامةقضايا بصورة بانوراميهنفسي-اجتماعي

الوذمات النفسية الاجتماعية! الرّضّية

Professor 134

A+ A-

الوذمات النفسية الاجتماعية! الرّضّية

الاضطرابات المَرَضية – التشخيص

الجزء الثاني

تحدّثنا في الجزء الأول عن توصيف اضطراب "الرّضّ ما بعد الشدّة – الصدمة"؛ وأعراضه ومظاهره!

وفي الجزء الثاني نستكمل الحديث عن تشخيص الاضطراب؛ وأهم الملاحظات العامة والخاصة؛ حوله!

يختلف تحديد التشخيص دائماً:

* ما بين فرد وآخر؛ ما بين أفراد وآخرين "كجماعات"، وما بين مجتمع وآخر!

* وحسب نوع الحدث؛ الصدمة أو الضغط أو الشدّة التي تعرّض – تعرّضوا  لها!

* العوارض والمظاهر أو التداعيات التي يعاني - يعانوا منها.

* طول ومدة العوارض؛ واستمراراها؛ وتكراراها؛ وانتظامها؛ ...

* أيضاً التداخلات ما بين أنواع الاضطرابات؛ والأمراض؛ وغيرها.

* بحسب الملاحظة والقراءة الأولية:

اعتقد أنه لا نستطيع تشخيصه بهذا النوع أو الشكل في المراحل العمرية الصغيرة؛ على الرغم من علاقة بعض أنواعه بمرحلة الطفولة وما يُختبر بها..

حيث أن الأمر يحتاج إلى فترة زمنية طويلة لتمظهره؛ وأيضاً علاقته باكتمال مراحل النمو والنضج والبلوغ والوعي!! وما نشاهده لدى الأطفال حتى مرحلة الشباب الأولى بنسبة كبيرة! هو محاكاة – تقليد لنمذجة الكبار!. أو اضطرابات أًخرى حسب كل حالة.

** مشكلة هذا الاضطراب أنه يأتي دون أن يشعر بهِ الأفراد بشكل مباشر! أو خلال فترة قصيرة من التعرّض للشدة أو الصدمات!

يأتي نتيجة:

* ظروف شخصية؛ أو أسرية - عائلية!؛ أو عامة!؛ ضاغطة وشديدة.

* نتيجة الاضطرابات والأحداث المجتمعية (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ والصراعات والحروب وآثارها المتعددة - فوبيا الحاضر والقادم والمستقبل؛ الهلع؛ ...).

أي يأتي بعد شدّة معينة على شكل صدمات متتالية - مجموعة صدمات! تخلّف رض! ثم وزمة! مع مرور الوقت!

** يعاني الكثيرين من آثاره وتداعياته! دونما القدرة على تحديد عوامله! والتي ربما قد تختلط بعوارض أُخرى.

** والخطورة أنه:

ظاهرة قد تأخذ شكل جماعي في أغلب الحالات؛ وليس شكل الحالة الفردية.

وأيضاً أنها لا تظهر بشكلها السلوكي كنتيجة – مظاهر؛ إلا بعد مرور سنوات طويلة على تعرّض الأفراد لها!

وما سيصارعه الأفراد؛ هو الأعراض – العوارض؛ أو مقدمات تسبق حالة الوصول إليها كاضطراب مَرَضي استطاع التمكّن منهم؛ واستحوذ عليهم!

** ربما نستطيع القول:

أنه يمكن في بعض الحالات أن نضيف بعض الظروف التي تكون كحالات فردية:

* أي تعرّض إليها فرد أو اختبرها؛ نتيجة: ظروف خاصة بهِ (أسرية؛ اجتماعية)..

* أمور تتعلق بمرحلة الطفولة؛ أو نتيجة عنف جسدي ومعنوي وغيره؛ مورس عليه وهو طفل؛ أو اعتداء عليه أو محاولة تحرش بهِ – اغتصاب؛...-؛ وحتى لدى البالغين - كالعنف الأسري.

وأيضاً نتيجة: تعذيب بأنواعه؛ نتيجة معاينه حدث ما "كالكوارث الطبيعية؛ وغير طبيعية... إلخ".

أو نتيجة: تعليمات غير مناسبة؛ حدثت مُقترنة باشتراط سلوكي ما!، أو عوامل وراثية، أو أفكار غير عقلانية ناجمة عن خطأ في إدراك ومعالجة معلومة غريبة! وغيرها... وجميعها تتراكم بصيغة تفاعلية! أي مع بعضها البعض.

عند تشخيص وعلاج  أي اضطراب نفسي – اجتماعي

(من البسيط إلى المعقّد. العادي؛ أو المَرَضي.  النفسي - العصبي – العقلي! ..إلخ).

لا نستطيع التفريق بين ثلاثة أمور متداخلة مع بعضها البعض؛ وهي:

* الحالة النفسية الفردية – الخاصة!

* الحالة النفسية الاجتماعية (المزاجية والشخصية؛ والمجتمعية).

* التداخلات العصبية – النفسية العقلية – الفيزيولوجية!

عند أي نوع للعلاج؛ سنحتاج إلى التركيز على عدة محاور متزامنة معاً

A- فردي – خاص من الناحية النفسية.

B- فردي من الناحية النفسية الاجتماعية – والناحية الاجتماعية الصرفة.

C- جماعي – مجموعات دعم ومساندة من الناحية الاجتماعية.

D- فردي من الناحية الطبية (الفيزيولوجية النفسية العصبية).

** لا يستطيع الأفراد التعامل معه! وإنما يتماهون معه على شكل سلوكيات وتصرفات تعبّر عنه؛ وتتمظهر على شكل أعراض نستطيع قراءتها وتشخيصها.

** لا يستطيع العلم والتخصص تقديم كثير من التقدم في هذا المجال وصولاً لحالة الشفاء النهائية! لصعوبة التشخيص والعلاج! والأخطاء الشائعة التي يقع الكثيرون بمطباتها!

** يأتي هذا الاضطراب نتيجة الاحتكاك – التعامل المباشر؛ وغير المباشر؛ مع ظروفه وتداعياته وضغوطه ...

** تختلف التفسيرات والتحليلات حوله كثيراً؛ وربما هذا نابع من تجربة المجتمعات وخصوصيتها التي يتم إجراء الدراسات والأبحاث فيها.

** هناك خلاف حتى على التوصيف الدقيق لهذا الاضطراب من ناحية المصطلح والأعراض والتداخلات... والتشخيصات الاضطرابية – المرضية الأُخرى!

له أعراض متداخلة:

# عقلية (هلاوس! ذكريات...).

# نفسية (مشاعر وأحاسيس ...).

# سلوكية ( تصرفات معينة! سلوكيات بليدة أو منكفأة أو عنيفة...).

# جسدية (أذى شخصي أو توجيه أذى للآخرين...).

# روحية (الطاقة والنشاط؛ فقدان الإيمان والأمل والتفاؤل والقدرات...)... إلخ.

أريد أن ألفت انتباهكم إلى ملاحظات في غاية الأهمية:

أن كل شيء كعلاج مهما كان توصيف أو تصنيف أو تشخيص الحالة الاضطرابية؛ يحتاج بالضرورة إلى الجزء العلاجي الهام وهو:

المساندة الاجتماعية؛ والدعم النفسي الاجتماعي؛ وما تتضمنه من تضامن؛ وتعاطف؛ ومحبة؛ ودفء؛ وإحاطة؛ واحتضان؛ وتخفيف؛ ...

والتي ستترجم إلى شكل مؤازرة نفسية؛ وغيرها. والتي لها دور بنسبة 75 – 80 % من التخفيف! أو كآثار للعلاج الإيجابي. ذكرنا ذلك في مقال: "الحالة النفسية والمزاجية! الاجتماعية".

وهي في مجتمعاتنا متوفرة - بحالتها البديهية البسيطة؛ نتيجة خصوصية وطبيعة هذه المجتمعات؛ والتقارب الاجتماعي بين أفراده!! ونوعاً ما تستطيع أن تلعب دور إيجابي!

على الرغم من أن المساندة الاجتماعية والدعم المُستحب؛ نُفضّل أن يكون من النوع المختص والاحترافي!

** ما أريد أن ألفت له عنايتكم:

أن تتقبلوا هذا المساندة الاجتماعية كشكل من أشكال الدعم النفسي الاجتماعي فقط!!

** وليس كشكل من أشكال تقديم المشورة والنصيحة؛ وغيرها!

** فهناك ظاهرة ضاغطة نشاهدها الآن! وهي أنّ كل من هَبّ ودَبّ يتحدّث بهذه العلوم؛ وغيرها! ويقوم بتقديم: النصيحة؛ والمشورة؛ والتحليل؛ وربما التشخيص؛ وأيضاً العلاج! لما لا!!

** انتبهوا إلى هذه الظاهرة العامة! المنتشرة على الفضاء الافتراضي الإلكتروني!؛ وأيضاً في الواقع والمجتمع والحياة!

** دور الأصدقاء؛ فقط تقديم الدعم والإحاطة؛ والمساندة والمؤازرة "وشكر الله سعيهم!".

** أما النصيحة؛ والمشورة؛ والتحليل؛ والتشخيص؛ والعلاج؛ يحتاج إلى مختصين؛ وأصحاب اختصاص مهرة فقط! أو مراكز معتمدة دولياً!

ولقراءة المواضيع حول كل ذلك! يكون بالعودة إلى أمهات الأبحاث - المصادر!! على الرغم أنّ قراءتكم كغير مختصين لن تفيدكم بشيء! لأسباب كثيرة (سنشرحها بفقرة على الهامش – على المامش في الجزء الثالث)!

** هذه الحالات كاضطرابات؛ أصعب من حالات المرض الفيزيولوجي – الجسدي والتي تحتاج إلى طبيب مختص وماهر!

وهذا المجال أيضاً؛ يحتاج إلى مختص نفسي اجتماعي؛ حقيقي وماهر! "وليس مسولفجي! ومدّعي!" وأيضاً ليس طبيب.

احذروا!!

أحياناً أن التشخيص الخاطئ؛ أو العلاج الخاطئ؛ يؤدي إلى نتائج أكثر كارثية من وجود الاضطراب أو المرض نفسه! أو بظهوره بعلاماته ومظاهره الأولية-  بحال لو تركناه دون تدخل أو علاج!

إن من أهم أسباب تخلّف وتراجع مجتمعاتنا! وعدم تقدمها وتطورها! ما يأذن لانهيارها! هو هذه الظاهرة العامة! وما تحمله من تداعيات على حياة الفرد والجماعات والمجتمع؛ وعلى صحتهم النفسية الاجتماعية؛ وأيضاً على التخصص والعمل والنجاعة ...!.

على الهامش؛ على المامش!

يقول صديقنا ابن خلدون:

* شعور الإنسان بجهله – الاعتراف بهِ؛ معرفة حدوده! هو بحد ذاته ضرب من ضروب المعرفة!

* وإذا رأيت الناس تُكثر الكلام المُضحك – التنكيت! وقت الكوارث؛ فأعلم أن الفقر – الفقر في كل شيء! قد أقبع عليهم! وهم في غفلة! كمن يساق للموت وهو مخمور!

* وعندما تنهار الأمم – المجتمعات؛ تسوء - تفسد الأخلاق الخاصة والعامة! ويكثر المنجّمون! والأفّاكون! والمتفيقهون! والانتهازيون! وتعمّ الإشاعة! وتطول المناظرات – كثرة الكلام والأقوال دون أفعال! وتقصر البصيرة! ويتشوّش الفكر! - يعمّ الجهل! والجهل داء لا دواء له! يُطيح بكل شيء!

وهو مقياس مدى هشاشة المنظومة المجتمعية! ذكرنا ذلك في مقالات سابقة – سلسلة الفوبيا!

👈 الجزء 1 - التشخيص والملاحظات    //    👀  الجزء 3 – النصائح والاستنتاجات

هذه هي الحقيقة.. على الرغم من أنها حقيقة بشعة – قبيحة.. لكنّها تبقى الحقيقة!

محبتي

Professor

👇

👈 الضغوط! الصدمة والشدّة!

👈 نصائح حول الوذمات الرّضّية!

الليالي المُظلمة للنفس– المخاض الكبير؛ 46

العلة والدواء  –  الوجع النفسي  –

 الحالة النفسية والمزاجية الاجتماعية –

استبداء "كاستهلال"

👀 شمّاميس "Shmames"

👀 فوبيا 1 - فوبيا 2 - فوبيا 3

👈 فوبيا 4 -  الفوبيا 5 -

الوهم القاتل!  - الدرياق القاتل!

👈 ذروة التفشي! ذروة البلوغ ونشوة التفشي!

👀 قوة الإيحاء الخفي! العقل الباطن

👈 أُمم؛ ومناعة القطيع للغنم!

👀 الوهم المُرضي! زيف حقيقتنا

👈 مُسببات الوهم! لماذا تقتلون أبنائكم والحياة؟

👀 حلقات برنامج "حلو هالحكي!"

ح 1 -  ح 2 -   ح 3  -  ح 4  -  ح 5 -

  ح 6 -   ح 7 -   ح 8 -   ح 9 -   ح 10 - 

 ح 11 -  ح 12 -  ح 13 -  ح 14 -  ح 15 -

👀 فوائد الدُخّان! المُضحك المُبكي!

👈 قضايا والبقايا صور! حالة وظاهرة!

👀 تجارة الأوهام! لا تشتري العبثية!

👈 انهيار الأمم! بداية لنهايات مرسومة

👀 الجنسانية! وثقافة التربية الجنسية

👈 ما بين القيصرين؛ المطرقة والسندان!

👀 علّمتني الحياة! علّمتني التجربة!

👈 الاجتماع والعقد الاجتماعي/ الجوكر

👀 المسؤولية والمجتمع والدولة

👀 ألوان؛ المعاني النفسية والدلالات الاجتماعية

👈 الجهل يغتال العلم! تهافت التهافت

👀 الشرق الحزين أبداً!

👈 هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟

👀 حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!

👈 الظلام القبيح؛ والنور الجميل!

👀 حالة الوعي القطيعي!

👈 سبب تسمية المنصة!

👈 ما بين النوس! والتروث!

👀 ما بين الميث والميثوس!

أُنظر: أرشيف المقالات الكامل

الوسوم: صحة عامة قضايا بصورة بانوراميه نفسي-اجتماعي