الرئيسية تراجي كوميك علوم متنوعة قضايا بصورة بانوراميه قضايا مجتمعية الجهل يغتال العلم؛ غالب! لكن ليس مغلوب

تراجي كوميكعلوم متنوعةقضايا بصورة بانوراميهقضايا مجتمعية

الجهل يغتال العلم؛ غالب! لكن ليس مغلوب

Professor 158

A+ A-

الجهل يغتال العلم؛ غالب! لكن ليس مغلوب

طغيان الشر! تهافت التهافت..

سأخبركم بشيء نفصح عنه للمرة الأولى ربما!

"الطاقة الإيجابية التي نتحدّث عنها دائماً وندرب عليها في التنمية البشرية! ما هي إلا مُنتج لاستلهام الإيجابية والطاقة والقوة؛ نقوم ببيعه والترويج له في برامجنا وتدريبتنا وأفكارنا...إلخ؛  لا أكثر ولا أقل!"..

بالطبع قصة الفيلسوف والحكيم العظيم "ابن رشد"؛ معروفة للبعض المُهتم والقارئ..

ابن رشد يُمثّل العلم والتنوير؛ والثورة الفكرية في عصره. والمجتمعات الغربية - أوربا تُدين بجزء كبير له ولأفكاره؛ والتي استفادت؛ حتى يومنا هذا! من بعض مؤلفاته التي نجت من الحرق والإحراق والاغتيال؛ حينها!

وأشرنا في العنوان الفرعي إلى مؤلفه الشهير "تهافت التهافت"! والذي جاء رداً على الجهل والانحطاط؛ وسطّوة رجال الدين من السفهاء! والذي كان سائداً في عصره..

وما قاموا بهِ الجهلاء والمستثمرين.. من حرق لكتب ومؤلفات ابن رشد! وتأليب الناس والحاكم ضده وضد تلامذته؛ ومحاكمته واغتياله أكثر من مرة! ... سنتحدّث عنه في مقال لاحق..

إذاً حديثنا اليوم؛ ليس عن ابن رشد العظيم؛ على الرغم من أنّ "ابن رشد"؛ وغيره من العظماء! تمثيل وتجسيد وإسقاط تاريخي لنفس الحوادث؛ المستمرة في مجتمعاتنا؛ ولنفس الأشخاص والعلماء والعلم المُغتال! من نفس أشباه الرجال! إلى يومنا هذا!

الجهل يطغى! والعلم يُغتال!

للجهل أوجه كثيرة! ويتجلّى بأشكال متعددة: في طريقة التفكير؛ ومظاهر السلوك؛ والتصرف والأداء؛ والتوجه! في العقيدة! والمنهجية! والنهج المتّبع!...إلخ.

تحدثّنا دائماً في مواضيعنا السابقة عن الصراع الأزلي الكوني! ما بين القطبين الثنائيين اللذان يمثّلان دائرة الكون المقسومة "بحسب الفلسفة الشرقية – اليين واليانغ"؛ إلى قسمين متطابقين؛ وبداخل كل قسم نقطة تمثّل الجانب الآخر؛ تسمى نقطة التوازن!..

بمعنى؛ لا وجود للخير المطلق؛ ولا وجود للشر المطلق؛ ولا يستطيع احدهما أن يطغى على الآخر. أي التوازن الدائم في فكرة نشوء الكون منذ الأزل!

وهو ما تجلّى في تطور الفكر البشري؛ من الإنسان الأول حتى العصر الحالي! وما أنتجه فكرياً كحاجة له ولحياته المادية والروحية؛ من مرحلة: الخرافة - الأسطورة - الميثولوجيا - السحر - الأديان - الفلسفة – العلم؛... "بحسب أستاذي وصديقي المفكر العظيم والقدير التيزيني".

استمراراً إلى عصرنا الحالي المتمثّل بالتكنولوجيا وثورة المعلومات؛ وصولاً للذكاء الصناعي الذي بدأت طلائعه تظهر في الحياة لتصبغ الفترة القادمة القريبة!

ويُمثّل الجهل! والعلم؛ أحد هذان القطبين المتصارعين! منذ الأزل!

يعتمد الجهل أبداً؛ على منطق القوة! على التعصّب! والترهيب!

ويتسلّح العلم دائماً؛ بقوة المنطق؛ على العلم؛ والمعرفة؛ والحقيقة!

الجهل كسر قاعدة التوازن والصراع الأزلي المتوازن! الآن!!

على الرغم من أنَّ كثير من المجتمعات المتقدمة والعصرية استمرت في التتابع الزماني والمكاني في تطور الفكر! وما انتجه كحاجة لها ولحياتها المادية والروحية؛ وصولاً للعصر الحالي!

لكنَّ بعض المجتمعات توقف الزمن لديها في منتصف المسافة المكانية؛ ومازالت قابعة في مرحلة ما انتجه وطرحه البشر منذ وقت طويل! وهو مرحلة المشوّه من الدين؛ والتعصّب! وما استمرار هذه المجتمعات إلى اليوم سوى استمرار تواريخي؛ كمستهلك سلبي لكل شيء!

الجهل يُنتج التعصب! والإرهاب! بكافة أشكاله الفكري؛ والسلوكي؛ والرمزي؛ والمعنوي؛ واللفظي؛ والجسدي؛ ...إلخ.

وبالطبع العدو اللدود والخصم الوحيد للجهل - الجاهل!؛ هو العلم – العالِم!

داء المجتمعات هو الجهل! وهو ما يحيلها لتكون مجتمعات قهرية! ومنحطة! ومحطمة! ومتفسّخة! ومنهارة! ورجعية! ومدمرة!...إلخ.

يسودها الذباب بدل النحل! والرائحة العفنة بدل الرائحة الذكية! إلا ما بقي من رائحة دم شهداء القضية والفكر والعلم الذكية!

فالجهل سيقوم بإنتاج المنظومات المجتمعية (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية  والقانونية ...إلخ). على أشكاله! وشاكلته! ومقاساته!

وعلى هذا؛ سنرى الجهل يمتلك المال! والحظوة! والقوة! والجاه! والمكانة! والتحكم! والسيطرة! والقدرة! ...إلخ

فالجهل والجاهل؛ صنوان.. لجبان طاغٍ؛ غادر!؛ مُستبد بائد! وهو الشر بعينه!

صور! والبقايا عِبَر!!

سنرى الجهل بأوجهه المتعددة في كثير من المواقف؛ والصور المجتمعية الحياتية!

سنرى الجهل شائع على الفضاء الإلكتروني! ومنتشر على منصات التواصل الاجتماعي! والافتراضي!؛ على شاشات التلفاز والانترنت واليوتيوب؛ في المنزل والشارع والحارات! في المؤسسات بكافة أشكالها وقطاعاتها الخدمية والمهنية والصناعية والتعليمية والصحية والزراعية... والمدنية والأهلية والدينية.. والرسمية والخاصة والدولية!

وهذا سيكون الاختبار الحقيقي لقياس متانة المنظومة المجتمعية! والبناء الاجتماعي برّمته؛ والتي سنرى ونلامس ونقيس! فنُدرك مدى هشاشة هذه المنظومة وتهافتها؛ وبالتالي سقوطها التاريخي لامحالة! والتي تأذن لانهيارها!

حاضرة المجتمعات الرّائدة والمتقدمة؛ بنيت على ثلاثة أعمدة هي: التعليم؛ ومكانة العلم الرفيعة؛ وعلى العلماء.

والمجتمعات المتهالكة – المتهاوية؛ على ثلاثة هي: الجهل! ورساخة التجهيل السفيهة! وعلى الجهلاء!

في البلاد العربية! وأشباهها؛ سترى هذه الصورة جلّية!! مُتضمّنة بدائيها!!

في البلاد العروبية والإسلاموية؛ الحزينة! سترى كل هذه الصور السلبية! بهية وزهية؛ منذ التاريخ الأولي لنشؤها؛ وحتى يومنا هذا!

سترى الجاهل يمنُّ على العالِم! ويحاجج!

سترى الجاهل يُغالب العالِم! فيغلبه فقط بسفاهته! وجهالته!

ولا يغالب عالِمٌ جاهل!

سترى الجاهل بمكان السيد!! والعالِم بمقام التابع!!

على الرغم من أنَّ الجهل – الجاهل ربما سيد بحسب تقهقر الظروف؛ لكن إن كان كذلك حسب واقع الأمر! فهو بالطبع "سيد بأخلاق عبيد المنازل"!

سترى الجاهل يمتلك المال والجاه والحظوة والمكانة والقوة والقدرة .. ويتقنزع كالشوفان الفارغ!

وبالطبع؛ رغم كل شيء سيبقى العالِم هو السنبلة الممتلئة؛ وانحناءه إنما لتواضعه لامتلاءه كالسنابل!

ولا ينحني عالِم حقيقي إلا بسبب ذلك!

سترى العالِم على أبواب الجاهل! واللئيم!؛ مردود الخاطر!

سترى الجاهل يضع الشروط! فيشترط على العالِم!

وسيبقى العالِم شرط الحياة والواقع!

الجاهل ورغم كل شيء على طبع الضباع باقٍ! وبروح الدجاج متعافر!

ويبقى العالِم بروح وعنفوان الصقر! والحر لا يضيمه زمن غادر!

سترى بسبب كل ذلك الذباب الكثير! وسيكون النحل قليل ونادر!

سترى الجهل والجاهل؛ يقيم المحاكم الصورية! في نظراته؛ وابتساماته؛ وحركاته؛ وخلواته مع أشباهه؛ في همساته؛ واغتياباته؛ وإشاراته! واعطاء أوامره! وتصفياته!.. في الظل العفن! يُحاكم؛ ليغتال في كل لحظة العلم والعاِلم!

سترى العلم والعالِم وإن تهمّش! إن غاب أو غُيّب! يبقى الذكر الدائم! ويبقى الحق؛ أمام الباطل!

ففي الوجود نقول المحبة.. والروح نحيي؛ ونقول لها السلاااام..

وبتحية الجواهري العظيم؛ نستلهم:

"حييت سفحك عن بعدٍ.. فحييني.. يا دجلة الخير.. يا أم البساتينِ"

{لذكرى اغتيال د. هشام الهاشمي؛ والمفكرين والعلماء والنشطاء..}

على الهامش! على المامش

تُثبت الوقائع والظروف والأحداث في المجتمعات العربية! كل يوم؛ مدى هشاشة المنظومة المجتمعية بكل مكوناتها؛ والتي تؤذن لانهيار البناء المجتمعي برمّته!

ومن مؤشراته:

* تسوء الأخلاق العامة؛ والشخصية؛ والمظاهر السلوكية!

* تَعمّ الدعارة المشرّعنة بكافة أشكالها! بحجة الحرية الشخصية؛ ومغالبة! فممارسة الحياة!

* يكثر المتسولون! والجهلاء والسفهاء! ومن يدّعون أنهم سادة؛ وهمْ بأخلاق عبيد المنازل ساده!!

* يطغى المنافقون والمدّعون! ويكثر الكتبة والقوّالون! والمغنون النشّاز! والشعراء النظّامون المضحكون! والممثلون والأدباء المتصعلكون! والأفاكون!

* يشتهر المنجّمون! وضاربوا المندل! وقارعوا الطبول؛ والمتفيقهون! وقارئي الكف؛ والطالع والنازل؛ والفنجان! والروحانيون!

* يتسيّد المتسيّسون والمدّاحون والهجّائون! وعابروا السبيل والانتهازيون! والمتسلطون! ويصبح للعرصات شأنٌ وأوسمة ! رُتبٌ ومنازل!

* تتكشف الأقنعة! ويختلط ما لا يّختلط!

* يضيع التقدير؛ ويسوء التدبير! وتختلط المعاني بالكلام! والصدق بالكذب! والدفاع والتحرر والجهاد؛ بالقتل والإجرام والإرهاب...

عندما تنهار المجتمعات..

* يتحول الفساد إلى مشروع ذو منطق! وفكر! وعقل!

* يسود الخوف والرعب! ويلوذ الناس بالطوائف! وتظهر العجائب! وتَعمّ الإشاعة! والفوضى!

* يتحول الصديق إلى عدو.. والعدو إلى صديق! ويصبح الأخ بالآخِ وجعاً!!

* يعلو صوت الباطل! ويخفق ويخبو صوت الحق!

* تظهر على السطح وجوه مريبة! وتختفي وجوه مؤنسة وجميلة!

* ويحل الذباب مقام النحل في المجتمع؛ وفي العمل؛ والإنتاج؛ وفي المشهد العام! والحياة!

* تشحّ الأحلام!! ويموت الأمل!! وتزداد غربة العاقل!! وتضيع ملامح الوجوه!!

* يصبح الانتماء إلى القبيلة والعشيرة والطائفة أشد التصاقاً!! والانتماء إلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان!!

* يضيع صوت الحكماء والعلماء؛ في ضجيج جعجعة: الخطباء؛ والمدّعون؛ والمتصعلكون؛ والقوالون الفقهاء!

* تعلو المزايدات على الانتماء!! ويتضخم مفهوم الوطنية والقومية بالانتفاخ الوهمي – الكاذب!!..

ويُغتال العلم! والعلماء!

(باستئناس من: ابن خلدون؛ الكواكبي؛ وبتصرف)

كل من أراد أن يحمل مشعل النور .. عليه أن يخوض الظلمة حوله!!

هذه هي الحقيقة.. على الرغم أنّ الحقيقة البشعة – القبيحة هي الطاغية.. لكن تبقى الحقيقة حقيقة..

محبتي

Professor

👇

الشرق الحزين أبداً!

👈 الظلام القبيح؛ والنور الجميل!

👀 حالة الوعي القطيعي!

👀 فوبيا 1 - فوبيا 2 - فوبيا 3

👈 فوبيا 4 -  الفوبيا 5 -

الوهم القاتل!  - الدرياق القاتل!

👈 ذروة التفشي! ذروة البلوغ ونشوة التفشي!

👀 قوة الإيحاء الخفي! العقل الباطن

👈 أُمم؛ ومناعة القطيع للغنم!

👀 الوهم المُرضي! زيف حقيقتنا

👈 مُسببات الوهم! لماذا تقتلون أبنائكم والحياة؟

👀 حلقات برنامج "حلو هالحكي!"

ح 1 -  ح 2 -   ح 3  -  ح 4  -  ح 5 -

  ح 6 -   ح 7 -   ح 8 -   ح 9 -   ح 10 - 

 ح 11 -  ح 12 -  ح 13 -  ح 14 -  ح 15 -

👀 فوائد الدُخّان! المُضحك المُبكي!

👈 قضايا والبقايا صور! حالة وظاهرة!

👀 تجارة الأوهام! لا تشتري العبثية!

👈 انهيار الأمم! بداية لنهايات مرسومة

👀 الجنسانية! وثقافة التربية الجنسية

👈 ما بين القيصرين؛ المطرقة والسندان!

👀 علّمتني الحياة! علّمتني التجربة!

👈 الاجتماع والعقد الاجتماعي/ الجوكر

👀 المسؤولية والمجتمع والدولة

👈 الضغوط! الصدمة والشدّة!

👀 ألوان؛ المعاني النفسية والدلالات الاجتماعية

العلة والدواء  – الحالة النفسية والمزاجية الاجتماعية –

 الوجع النفسي  –  الضغوط الصدمة والشدّة –

 الوذمات النفس اجتماعية الرّضية –  نصائح حول الوذمات الرّضية

👈 هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟

👀 حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!

👈 سبب تسمية المنصة!

👈 ما بين النوس! والتروث!

👀 ما بين الميث والميثوس!

استبداء "كاستهلال"

👀 شمّاميس "Shmames"

أُنظر: أرشيف المقالات الكامل

الوسوم: تراجي كوميك علوم متنوعة قضايا بصورة بانوراميه قضايا مجتمعية