الرئيسية تنمية مجتمعية-بشرية حلو هالحكي! قضايا مجتمعية الغافل! والمغفول! طريقة المُستغّفِل! وتصرّف المُستغّفْل!

تنمية مجتمعية-بشريةحلو هالحكي!قضايا مجتمعية

الغافل! والمغفول! طريقة المُستغّفِل! وتصرّف المُستغّفْل!

Professor 78

A+ A-

الغافل! والمغفول! طريقة المُستغّفِل! وتصرّف المُستغّفْل!

برنامج "حلو هالحكي!" ح11

 

جميعنا نتمنى أن نكون أقوياء؛ ونمارس القوة! في كل شيء يخص حياتنا! الشخصية، الخاصة؛ والعامة؛ والمجتمعية! في الفكر والسلوك والتصرف والعلاقات؛ وغيرها. أليس كذلك!

القوة أيها السادة:

قبل أي شيء! هي فعل من أفعال السلوكيات الخلّاقة؛ المغلّفة بالأخلاق الشخصية والمجتمعية..

المبنية على: القيم الصحيحة؛ والمبادئ القويمة؛ والمُثل العليا والسامية، وضمن الأطر الإنسانية؛ في التأثير والغاية والمقاصد والأهداف؛ ووقعها وأثرها ومنافعها؛ على الناس وفي المجتمع!

وبالطبع الضعف! عكس ذلك! فهو حالة كاملة من السلبية المطلقة! بكل ما تعنيه الكلمة!

والفعل القوي الذي يفتقد تلك المنظومة القيمية! سيتحول إلى سلوك مبني على قوة سلبية في الغاية والمقصد والهدف!

ونتساءل جميعنا ربما! لماذا تركته يُمارس عليك كل أفعال القوة والتسلّط تلك؟ خصوصاً لجهة المرأة!

سيجيب البعض منا: لأنه لم يجد من يجابهه؛ أو يحاوره بقوة! ويمارس معه هذه اللعبة كند حقيقي له!

يُقال: القوة تبدو وتتمظهر في الفعل بحد ذاته! وليس من خلال ردة الفعل!

فمثلاً يقول فولتير: "الحكم على الشخص يكون من خلال أسئلته! وليس اجوبته؛ فالسؤال هو الفعل؛ أما الجواب فهو مجرد رد فعل!".

قد يكون ذلك منطقياً في الطروحات والمقاربات الفكرية والعلمية؛ وربما الإرهاصات! وغيرها.

ومن قبل أفراد أسوياء وأصحّاء فكرياً ومعرفياً.. وفي مجتمع قارئ ومتنور.. وفي بيئة وحاضنة ثقافية متزنة ومتوازنة!

لكن سيستطرد معظمنا ربما؛ ويقول: 

هل هذا سوي وصحي وصحيح! وينطبق أيضاً على  العلاقات المتبادلة في المجتمع بمختلف أشكالها؟ بالطبع لا نعتقد ذلك!

الفعل يا سادة:

دائماً سيحتاج بالضرورة -كمبدأ الفيزياء؛ لكن هنا فيزياء اجتماعية"- يحتاج إلى ردة فعل! مناسبة له في المعنى! ومسايرة له في القوة؛ وتوجيه المقاصد والندية!

فالتفاوض مثلاً؛ مهارة اجتماعية عظيمة؛ لتحقيق الغايات والمقاصد والأهداف؛ ولبناء العلاقات المجتمعية والدبلوماسية؛ والشراكات؛ وغيرها!

وهو علم مهم جداً؛ ونقوم بتدريبه أيضاً كمهارة فكرية وسلوكية!

هذه المهارة الاجتماعية؛ تعتمد على استراتيجيات متعددة في التفاوض؛ وعلى مبادئ ومقاصد عدة! بعضها جيد؛ وبعضها سيء؛ وربما بعضها دنيء!.

ولكن في المعنى العام لتحقيق أهدافها! سيسعون إلى ما يقال عنه: "الغاية ستبرر الوسيلة المُستخدمة" – أي حسب المبدأ أو القناع الميكافيلي؛ ولكن بشكل مشوه!

ومن يفهم مهارة التفاوض الجيدة! ويتدرب عليها على يد محترفين! سيتعلم القوة؛ وسيمارس سلوك الأقوياء؛ ويفهم مبادئ اللعبة! ويُجيدها؛ حينها! ذكرناها في حلقة "سيمياء الفرسان؛ لا تبالي!"

ودون ذلك! سيكون معظمنا في ممارسة العلاقات والشراكات وغيرها؛ وفي تلك اللعبة والحياة والعمل! ما بين غافل ومُستغفِل! ومغفول ومُستَغّفْل؛

وسيُقال حينها عن هذا الشيء؛ شطارة!!

والقوانين؛ والحياة! لا تحمي الأخوين: "مغفول! ومُستَغّفْل"!!

 

المُغَفّلة

لـــِ الجميل "أنطون تشيخوف"

* منذ أيام دعوتُ الى غرفة مكتبي مربّية أولادي "يوليا فاسيليفنا" لكي أدفع لها حسابها!

قلت لها: أجلسي يا يوليا.. هيّا نتحاسب.. أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود!

ولكنك خجولة إلى درجة أنك لن تطلبينها بنفسك!

حسنا.. لقد اتفقنا على أن أدفع لكِ ثلاثين روبلاً في الشهر.

قالت: أربعين..

قلت: كلا، ثلاثين.. هذا مُسجّل عندي.. كنت دائماً أدفع للمربيات ثلاثين روبلاً..

حسناً، لقد عملتِ لدينا لمدة شهرين!

قالت: شهرين وخمسة أيام يا سيدي.

قلت: شهرين بالضبط.. هكذا مُسجّل عندي.. إذاً تستحقين ستين روبلاً..

نخصم منها تسعة أيام آحاد.. فأنت لم تعلّمي "كوليا" في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معهُ فقط.. ثم ثلاثة أيام أعياد..

** تضرّج وجه يوليا، وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن.. لم تَنْبس بكلمة!

واصلت: نخصم ثلاثة أعياد، إذاً المجموع اثنا عشر روبلاً..

وكان "كوليا" مريضاً أربعة أيام ولم يكن يدرس.. كنت تدرسين لـِ "فاريا" فقط!

وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء..

إذاً اثنا عشر؛ زائد سبعة.. "تسعة عشر".. نخصم، الباقي ..هم.. واحد وأربعون روبلاً.. صحيح!

** أحمرّت عين "يوليا فاسيليفنا" اليسرى؛ وامتلأت بالدمعِ، وارتعش ذقنها.. وسعلت بعصبية وتمخطّت، ولكن.. لم تَنْبس بكلمة!

قلت: قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً.. نخصم روبلين.. الفنجان أغلى من ذلك، فهو موروث، ولكن فليسامحك الله!..

وبسبب تقصيرك تسلّق "كوليا" الشجرة ومزّق سترته.. نخصم عشرة روبلات..

وبسبب تقصيرك أيضاً سرقتْ الخادمة من "فاريا" حذاء.. ومن واجبك أن ترعي كل شيء، فأنتِ تتقاضين مرتباً..

وهكذا نخصم أيضاً خمسة.. وفي 10 يناير أخذتِ مني عشرة روبلات!

 

* همست "يوليا فاسيليفنا": لم آخذ!!

قلت: ولكن ذلك مسجل عندي!

قالت: حسناً، ليكن!

واصلتُ: من واحد وأربعين؛ نخصم سبعة وعشرين.. الباقي أربعة عشر روبلاً!

** امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع.. وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل؛ يا للفتاة المسكينة!!

قالت: بصوت مُتهدج: أخذتُ مرة واحدة!.. أخذت من حرمكم ثلاثة روبلات .. لم آخذ غيرها!

قلت: حقاً؟ انظري، وأنا لم أُسجّل ذلك! نخصم من الأربعة عشر؛ ثلاثة، الباقي أحد عشر..

* ها هي نقودك يا عزيزتي! ثلاثة.. ثلاثة.. ثلاثة.. واحد، واحد.. تفضلي!

ومَددت لها أحد عشر روبلاً.. فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة.. وهمست: شكراً!!

انتفضتُ واقفاً!.. وأخذتُ أروح وأجئ في الغرفة واستولى عليّ الغضب!!

سألتها: شكراً على ماذا؟

قالت: على النقود!

قلت: يا للجحيم، ولكنني نهبتك! سلبتك! لقد سرقت منك! فعلام تقولين شكراً؟

قالت: في أماكن أُخرى لم يعطوني شيئا!!

قلت: لم يعطوكِ؟! ليس هذا غريباً! لقد مزحتُ معك، لقنتك درساً قاسياً..

سأعطيك نقودك، الثمانين روبلاً كلها! ها هي في المظروف جهزتها لكِ!

ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة الى هذه الدرجة؟ لماذا لا تحتجين؟ لماذا تسكتين؟

هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب؟ هل يمكن أن تكوني مُغَفّلة الى هذه الدرجة؟

* ابتسمتْ بعجز! فقرأت على وجهها: يُمكن!

سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي! وسلّمتها، بدهشتها البالغة!! الثمانين روبلاً كلها.. فشكرتني بخجل وخرجت!

تطلعتُ في أِثرها وفكّرتُ!

ما أسهل أن تكون قوياً في هذه الدنيا!

وما أسهل النيل من الضعفاء في هذا العالم!

 

وأنتم أيها السادة؛ الأصدقاء؛ والقرّاء الجميلون

ما رأيكم؟ ألا نستطيع ممارسة فعل القوة الإيجابية الخلّاقة في بناء العلاقات والشراكات والحياة المجتمعية! من مبدأ الندية الصحيحة والصحية!

خصوصاً لجهة النساء؛ لأنهم يستطيعون أن يكونوا الأجدر والأقدر والأقوى والأجمل... دائماً..

وبغير الحُب، لا تكن!

ولما كان كثير من الأبالسة يظهرون في صورة الإنسان، فليس يليق بالمرء أن يمدّ يده لكلّ يد.

ذلك لأن الصياد يصطنع الصفير، لكي يوقع الطائر في حبائله. فيسمع الطائر صوت أبناء جنسه. فيجيء من الهواء فيجد الشبكة والسكين!

"مولانا"؛ جلال الدين الرومي

محبتي

Professor

👇

كيفك أنتَ؟ ح1

👀 علاقاتنا ترتبط بهذا؟ ح2

👈 ترقص كلؤلؤة! وتسّطع كشمس! ح3

👀 الحظ! والنحس! ح4

👈 الحُبّْ! عشاق ولكن؟ ح5

👀 الذكاء العاطفي – الوجداني! ح6

👈 لنأكل! أم لنعيش؟ ح7

👀 مختلفين؛ ولكن! ح8

👈 النحل؛ والذُباب! تفوق الواهمين! ح9

👀 سيمياء الفرسان! لا تبالي! ح10

👀 الأَلمْ! والحَياة! والحُبّْ! ح12

👈 تباً للتوازن! جرّب الانحياز للحياة! ح13

👀 القناعات السلبية! والفشل! ح14

👈 حوار اللوغوس واللوتس! ح15

👈 استبداء "كاستهلال"

👀 شمّاميس "Shmames"

👀 الفوبيا 1- المعلومات الصحيحة

👈 الفوبيا 2 - آثار الفوبيا

👀 الفوبيا 3 - علاج الفوبيا

👈 الفوبيا 4 - علاج الفوبيا "متابعة"

👀 الفوبيا 5 - فيض الطاقة الخلّاقة

👈 الوهم القاتل! تصحيح المفاهيم الشائعة

👀 الدرياق القاتل! ممارسات شائعة وخاطئة

👈 ذروة التفشي! ذروة البلوغ ونشوة التفشي!

👀 قوة الإيحاء الخفي! العقل الباطن

👈 أُمم؛ ومناعة القطيع للغنم!

👀 الوهم المُرضي! زيف حقيقتنا

👈 مُسببات الوهم! لماذا تقتلون أبنائكم والحياة؟

👀 فوائد الدُخّان! المُضحك المُبكي!

👈 قضايا والبقايا صور! حالة وظاهرة!

👀 تجارة الأوهام! لا تشتري العبثية!

👈 انهيار الأمم! بداية لنهايات مرسومة

👀 الجنسانية! وثقافة التربية الجنسية

👈 ما بين القيصرين؛ المطرقة والسندان!

👀 العلّة والدواء- برامج التعديل السلوكي

👀 الحالة النفسية والمزاجية؛ الاجتماعية!

👈 الوجع النفسي الاجتماعي؛ السقوط!

👀 علّمتني الحياة! علّمتني التجربة!

👈 الاجتماع والعقد الاجتماعي/ الجوكر

👀 المسؤولية والمجتمع والدولة

👈 الضغوط! الصدمة والشدّة!

👀 الوذمات النفسية الاجتماعية!

👈 نصائح حول الوذمات الرّضّية!

👀 ألوان؛ المعاني النفسية والدلالات الاجتماعية

👈 الجهل يغتال العلم! تهافت التهافت

👀 الشرق الحزين أبداً!

👈 هل أنت مُصاب بتشخيص البايبولار؟

👀 حالة توصيم واضطراب؛ الاستشفاء!

👈 الظلام القبيح؛ والنور الجميل!

👀 حالة الوعي القطيعي!

👈 سبب تسمية المنصة!

👈 ما بين النوس! والتروث!

👀 ما بين الميث والميثوس!

أُنظر: أرشيف المقالات الكامل

الوسوم: تنمية مجتمعية-بشرية حلو هالحكي! قضايا مجتمعية